قال مدير مركز الدراسات الأنثروبولوجيا والسوسيولوجيا، التابع للمعهد، الخطير أبو القاسم، اليوم الإثنين 23 ماي إن من بين الرافعات الأساسية لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، رافعة التنمية، فالنهوض بالأمازيغية رهين بتحسين شروط عيش الساكنة الناطقة بالأمازيغية وتحقيق تنميتها.
وأكد الخطير أفولاي في مداخلته في اللقاء الذي نظمه المعهد الملكي للثقافي الأمازيغية حول “التدبير الرسمي للتنوع اللغوي والثقافي” تخليدا لليوم الدولي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، الذي دأب المعهد على الاحتفال به منذ نشأته، على ضرورة الحاق ورش النهوض بالأمازيغية واعمال الطابع الرسمي لها بالنموذج التنموي الجديد.
وأشار إلى أن دورة هذه السنة تأتي في سياق خاص يتسم أساسا بالإعلان عن مجموعة من التدابير في مسلسل اعمال القانون التنظيمي رقم 26.16 الذي يحدد مراحل تنزيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية وصيغ إدماجها في الميادين ذات الأولوية في الحياة العامة.
وشدد على ضرورة توفير الموارد البشرية الكافية لإنجاح إدراج الأمازيغية في كافة مناحي الحياة، مبرزا دور التعليم في انجاح هذا الورش الى جانب الاعلام والاتصال، مع التأكيد على ضرورة إشراك كل الفاعلين سواء الرسميين وغير الرسميين.
وذكر بأن تصور المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالنسبة للغة والثقافة الأمازيغيتين متضمن في المذكرة الاقتراحية التي قدمها لرئيس الحكومة في نونبر 2021 وفي مضمون الظهير المحدث للمعهد.
ومن جهتها فصلت أمينة ابن الشيخ، المكلفة بملف الأمازيغية برئاسة الحكومة، الخطوات التي وضعتها الحكومة لأجرأة الطابع الرسمي للأمازيغية في مجالات التعليم، والإعلام والعدل والثقافة.
فعلى مستوى التعليم، أوضحت السيدة ابن الشيخ أن هذه الخارطة تروم إدماج الأمازيغية في المستويين الاعدادي والثانوي، وإدماجها في المعاهد العليا كالمعهد العالي للقضاء ومعهد فهد للترجمة بطنجة والمعهد الوطني للزراعة والبيطرة والمعهد العالي للإعلام والاتصال، ومعهد التنشيط الثقافي ومعهد الفنون الدرامية والفنون الجميلة، مؤكدة على ضرورة تأهيل العنصر البشري للقيام بهذه المهمة .
فضلا عن ادماجها في الإدارة من خلال توظيف المرشدين والموجهين في مراكز الاستقبال، إضافة الى خلق رقم اخضر لتقديم الشكايات بالأمازيغية.
وشددت، في هذا السياق، على أهمية إدماج الأمازيغية في الهوية البصرية للفضاءات والساحات العمومية والمؤسسات والناقلات التابعة للدولة من قبيل سيارات الاسعاف، الشرطة، النقل العمومي، مشيرة الى توظيف 100 مساعد اجتماعي، 60 في المئة منهم يتحدثون الأمازيغية.
وأكدت على ان الحكومة اخذت على عاتقها الاشراف على هذا الورش من خلال خلق مناصب مالية خاصة بالأمازيغية كل سنة في كل المؤسسات والإدارات ذات علاقة مباشرة بالمواطنين.
وخلصت امينة ابن الشيخ الى أننا اليوم في مرحلة التأسيس، التي تعد مرحلة صعبة وليس لنا الحق في أن نفشل فيها لوجود إرادة سياسية حقيقية من الدولة ومختلف الفاعليين، ونحن متفائلون لما هو أحسن في المستقبل.
من جهته، قال محمد المعين، الإطار المكلف بالتحرير باللغة الأمازيغية بالمجلس، في كلمة تلاها باسم الأمين العام للمجلس الوطني لحقوف الانسان، أن هذا الأخير وبعد صدور القانون التنظيمي رقم 16.26 يرحب بالأهمية التي أولتها الحكومة في برنامجها للمسألة الثقافية من خلال ضمان ازدهار الهوية التعددية للمغرب وتقوية قيم المواطنة وتسهيل الولوج للتعبيرات الفنية والتشجيع على الابداع، ومواصلة ورش تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، وهي اجراءات من شأن تنزيلها تعزيز الحقوق الثقافية وحمايتها.
وفي هذا الاطار، أكد المعين أن المجلس الوطني لحقوق الانسان رصد مجموعة من التدابير الحكومية الرامية لتنزيل هذا الورش، منها مصادقة اللجنة الوزارية الدائمة لتتبع ومواكبة تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية على “المخطط الحكومي المندمج لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية”، وعلى إحداث أربع لجن موضوعاتية متخصصة.
كما سجل المجلس الالتزام الحكومي بإحداث صندوق خاص يهدف إلى إدماج الأمازيغية في مجالات التعليم والتشريع والمعلومات والاتصال والابداع الثقافي والفني، فضلا عن استعمالها في الادارات وفي مجموع المرافق.
وسجل أن المجلس الوطني لحقوق الانسان عزز تواصله باللغتين الرسميتين، بعد توظيف اطار يعمل على التحرير والترجمة باللغة الأمازيغية، وهو ما تجسد بشكل كامل خلال اشراف المجلس على ملاحظة الانتخابات، حيث جرى الحرص على توفير الموقع الالكتروني لملاحظة الانتخابات باللغة الأمازيغية الى جانب اللغة العربية، إضافة الى لغتين أجنبيتين.
وأكد محمد المعين أن الموقع الالكتروني للمجلس، الوسيلة الاعلامية الرسمية له، متوفر حاليا بأربع لغات (العربية، الفرنسية، الانجليزية، الاسبانية في انتظار إضافة اللغة الأمازيغية بشكل كامل ومستقل في الموقع الجديد، الذي يشتغل المجلس على إطلاقه.
وأشار إلى أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان قد قام بترجمة مجموعة من الوثائق بالأمازيغية إضافة الى تحرير تقارير الاجتماعات والأنشطة بالأمازيغية، المتحدث الى أن المجلس عزز تواصله كذلك باللغة الأمازيغية في صفحتيه على مواقع التواصل الاجتماعي تويتر وفايسبوك.
من جهتهما، استعرض ممثلا وزارتي الفلاحة، محمد أوحساين، وممثل وزارة الثقافة، وديع سكوكو، أبرز ما تم إنجازه على صعيد إدماج الأمازيغية.
فعلى مستوى وزارة الفلاحة، تم على الخصوص تكوين عدد من المكلفين بالتواصل من طرف المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وترجمة عدد من اللافتات خلال معرض الفرس والفلاحة، علاوة على إبرام اتفاقية تعاون بين وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية تروم تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية في القطاعات التابعة للوزارة.
أما على مستوى الثقافة، فذكر أوحساين بالأهمية التي يكتسيها المخطط الحكومي المندمج لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، معتبرا أن المخطط يتضمن شقين بالنسبة لوزارة الثقافة، الأول ادارييوم تكوين الموارد البشرية، أما الثاني المتعلق بالجانب الثقافي فيهدف إلى تشجيع الكتاب الأمازيغي من طرف وزارة الثقافة والحفاظ على الموروث الثقافي.
وعلى هامش اللقاء تم تكريم الرايسة خدوج تاعيالت، والفنان في الفرجة الحية، الحسين المومني، والشاعر( أمدياز) عبد الرحمان الرامي.