التأم خبراء وباحثون ومهتمون بالتراث، يوم السبت 7ماي بمقر جماعة تيغرت بإقليم سيدي إفني، في إطار ندوة نظمتها المحافظة الجهوية للتراث الثقافي التابعة للمديرية الجهوية للثقافة بجهة كلميم وادنون، حول موضوع “المخازن الجماعية إيكيدار بجهة كلميم وادنون: الوضع الراهن وآفاق رد الاعتبار”.
وتندرج هذه الندوة، المنظمة بتعاون مع مجلس جماعة تيغرت ، ضمن سلسلة من الأنشطة المتنوعة (ندوات، ورشات تحسيسية، زيارة لمواقع أثرية) بمناسبة شهر التراث (18 أبريل- 18 ماي) تحت شعار “من جيل إلى جيل”، والتي تسعى من خلالها المحافظة الجهوية إلى التعريف بالمؤهلات التراثية والثقافية التي تزخر بها الجهة.
وفي افتتاح هذا اللقاء الثقافي، أكد المدير الجهوي للثقافة بجهة كلميم وادنون ، الطالب بويا العتيق، أن هذه الندوة هي فرصة لإبراز أهمية المخازن الجماعية كجزء من الذاكرة الوطنية وما تجسده من مكانة ثقافية وحضارية في التراث المغربي.
وأضاف أن هذا اللقاء مناسبة أيضا للتواصل مع الباحثين والمهتمين من أجل تحسيس شباب المنطقة بأهمية هذا التراث وضرورة الحفاظ عليه ، داعيا إلى تضافر الجهود لرد الاعتبار للمخازن الجماعية لما لها من أثر في الذاكرة ومن أهمية في محاور الثقافة عموما والتراث على وجه الخصوص.
ومن جهته أكد المحافظ الجهوي للتراث الثقافي، السيد محمد حمو، أن تنظيم هذه الندوة يندرج ضمن مجموعة من الأنشطة للاحتفاء بشهر التراث، والتي تعد فرصة لتحسيس شباب جهة كلميم وادنون وخاصة فئة التلاميذ والأشخاص في وضعية إعاقة والأيتام، بأهمية المخازن الجماعية كموروث تاريخي .
وتميزت هذه الندوة بتقديم عروض حول “المخازن الجماعية بالمغرب : الجرد والترميم وإعادة الاعتبار”، و “إيكيدار : من تراث ثقافي مهمش إلى رافعة حقيقة للتنمية “، بالإضافة إلى مداخلات حول مراحل إعداد ملف تقييد المخزن الجماعي” أكادير تاركانت” المتواجد بجماعة تيغرت ، ضمن قائمة التراث الوطني.
وفي هذا السياق ، قدم مدير مركز تأهيل وتوظيف التراث المعماري بالمناطق الاطلسية وما وراءها بورزازات ، محمد بوصلح، لمحة حول مفهوم المخازن الجماعية ووظائفها (تخزين منتوجات فلاحية وزرعية وحلي..) ، وتوزيعها الجغرافي ونوعيتها وأشكالها وعددها ، مشيرا إلى أن عدد المخازن الجماعية بالمغرب يبلغ قرابة 560 مخزنا من مختلف الأشكال منها مخازن المغارات ، ومخازن الأعالي ، ومخازن الأجراف ، ومخازن السهول.
وخلص الى ضرورة توفير الحماية القانونية للمخازن الجماعية وترميمها وإدماجها في الدينامية الاقتصادية بجهة كلميم وادنون التي تزخر بمخازن الأعالي والأجراف وذلك حتى تلعب دورها في التنمية المحلية كمجالات سياحية وثقافية.
بدورهم، استعرض عدد من المتدخلين مفهوم إيكيدار وخصائصها وأصولها التاريخية وأدوارها (حصن للدفاع والمراقبة، تخزين السلع ..)، مشددين على ضرورة حماية المواقع التاريخية وترميمها والتعريف بها وطنيا ودوليا.
كما أبرزوا أهمية انخراط المجالس المنتخبة في النهوض بقطاع الثقافة لما له من أهمية في التنمية المحلية.
وتزخر جهة كلميم وادنون، بحسب كتيب أصدرته، مؤخرا ، المحافظة الجهوية للتراث الثقافي بتنسيق مع مركز تأهيل وتوظيف التراث المعماري بالمناطق الأطلسية وما وراءها بورزازات ، على عدد كبير من المخازن الجماعية يصل إلى 46 مخزنا، منها 34 باقليم سيدي إفني، و11 باقليم كلميم ، ومخزن جماعي واحد بإقليم أسا الزاك (سيدي صالح بجماعة تويزكي).