أبرز المدير العام للمكتب الوطني لمحو الأمية وتعليم البالغين، بالجزائر، كامل خربوش، أن برنامج إستراتيجية الجزائر الوطنية المتعددة اللغات لمحو الأمية الذي حصد إحدى جوائز الملك «سيونغ» للتعليم والتدريب في مجال محو الأمية باللغة الأم، كان نتيجة منطقية لجهد طويل، جمع بين محو الأمية والسياسات اللغوية في البلاد، حيث تسمح هذه الإستراتيجية، للناطقين باللغة الأمازيغية مستقبلا الوصول إلى برامج محو الأمية بلغتهم الأم، الأمر الذي يسهل فيما بعد تعلمهم اللغة العربية، وفي الوقت ذاته، أتيحت للناطقين باللغة العربية فرصة تعلّم اللغة الأمازيغية.
يسعى برنامج محو الأمية الثنائي اللغة ـ حسب موقع المحور اليومي الجزائري الذي أورد الخبرـ إلى النهوض بجودة التعليم وملاءمته في الجزائر باعتباره مجتمعا متعدد اللغات، وكذلك إلى توسيع نطاق الجهود المبذولة لحو الأمية كي لا تقتصر على الناطقين باللغة العربية فقط. بالإضافة إلى الجانب المتعلق بتعدد اللغات في البرنامج، والذي يشمل أيضا بعض السكان الرحل، فإن الإستراتيجية الوطنية لمحو الأمية حظيت بصيت عام بين سكان الريف وكذلك النساء، الذين يشكلون قرابة 90 ٪ من المشاركين فيها.
وصمم البرنامج ليأخذ في الاعتبار الأوضاع الخاصة للمتعلمين وبيئاتهم المباشرة. إذ يمكن للمتعلم الذي ينجح في اجتياز الامتحان النهائي متابعة تعليمه عن بعد والحصول على تدريب مهني في إحدى المؤسسات المتخصصة والقيام بأنشطة مدرة للدخل.
وقال كامل خربوش، في تصريحاته التي نقلت على الموقع الالكتروني الرسمي لـ «يونسكو «، بأن المشاركين بعد إتمامهم لبرنامج محو الأمية، يُوضعون أمام خيارين: إمّا مواصلة التعليم وإتمام المرحلة الجامعية أو متابعة دورة تدريبية احترافية من أجل الانخراط في سوق العمل. وقد اغتنم الفرصة لدعوة الجميع إلى الإيمان بالقدرة التحويلية الكامنة في التربية والتعليم.
ويسعى المكتب الوطني لمحو الأمية إلى تعزيز الشراكات التي تجمع بينه وبين المؤسسات العامة ومؤسسات المجتمع المدني لتشجيع المزيد من الناس على المشاركة في برامج محو الأمية.
وأضاف خربوش قائل «بمقدور برامج محو الأمية باللغة الأم مساعدة الناس على تجاوز أي شعور بالخوف من الفشل أو بأي وصمة عار جراء ذلك»، وأكد تطلعه إلى مضي المكتب نحو مستقبل إيجابي مشرق تحت شعار «محو الأمية مسؤولية مشتركة».
وكان المكتب الوطني لمحو الأمية وتعليم البالغين التابع لوزارة التربية الوطنية في الجزائر، قد استهل برنامج استراتيجية الجزائر الوطنية المتعددة اللغات لمحو الأمية في عام 2016، وذلك لدعم تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لذات الغرض لعام 2008، وذلك بعد اعتماد اللغة الأمازيغية لغة رسمية وطنية إلى جانب اللغة العربية.
تشمل هذه الإستراتيجية دورة لمحو الأمية تنظم على مدار 18 شهراً للبالغين باللغتين الرسميتين، وتهدف إلى تسليط الضوء على أهمية البدء بالتعلم باللغة الأم للتمكن من اكتساب المزيد من اللغات والتعلم مدى الحياة.
واستلم برنامج إستراتيجية الجزائر الوطنية المتعددة اللغات لمحو الأمية جائزة اليونسكو- الملك «سيونغ» للتعليم والتدريب في مجال محو الأمية باللغة الأم، أمس في حفل رسمي، خلال فعاليات المؤتمر الدولي التي نظمته المنظمة الأممية بمقرها في باريس.