خلفي: هذه مستجدات البحث الأكاديمي حول تدريس اللغة الأمازيغية

أكد عبد السلام خلفي، مدير مركز البحث الديداكتيكي والبرامج البيداغوجية بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أن تدريس اللغة الأمازيغية عرف عددا من الإنجازات طيلة السنوات الأخيرة على مختلف الأصعدة على مختلف الأصعدة.

وأبرز خلفي، خلال يوم دراسي نظمه المركز الذي يشرف على إدارته، بتنسيق مع المديرية الإقليمية للتربية والتكوين بالصويرة، في موضوع “تدريس اللغة الأمازيغية بالمنظومة التربوية المغربية في ضوء التجارب والمستجدات التربوية والأكاديمية” عددا من المستجدات التي يعرفها حقل تدريس اللغة الأمازيغية، سواء على مستوى المدرسة المغربية، أو في مجال البحث الأكاديمي.

فعلى مستوى البحث الأكاديمي أكد خلفي أنه تم إنجاز عدد من الدراسات التي تسعى إلى ترصيد تجربة تدريس اللغة الأمازيغية من خلال إبراز العمليات الأساسية التي قام بها المعهد في مجال تعليم وتعلم اللغة الأمازيغية منذ سنة 2003 بهدف ترصيدها، وتشخيص التجربة وتقييمها من حيث الفعالية والفاعلية والقيمة، واقتراح آليات ديداكتيكية جديدة لتجاوز نقائصها وتجويد أداء الأساتذة، واستشراف آفاق جديدة للبحث العملي والأساسي.

وأضاف خلفي أن ترصيد تجربة تدريس اللغة الأمازيغية يتكون من محاور أساسية يشتغل عليها الباحثون حاليا “كرهانات تحديات إدراج اللغة الأمازيغية في المنظومة التربوية المغربية، حكامة تدبير تعليم اللغة الأمازيغية، المناهج والبرامج ومرجعيات الكفايات، تدبير التغيرات اللسانية في الكتب المدرسية، تكوين الأطر البيداغوجية، وممارسات التدريس في الأقسام المشتركة ومكتسبات المتعلمين”.

وقال خلفي أن المعهد في إطار انفتاحه على التجارب العالمية نظم ندوة دولية في نونبر 2016، تمخض عنها إنتاج مؤلف حول أشغال الندوة  يتكون من مداخلات علمية رصينة تقدم وتشخص وتحلل العديد من التجارب التعليمية في العديد من دول العالم مثل المغرب، الجزائر، ليبيا، السينغال، فرنسا، إسبانيا، إلخ”، مؤكدا أن الهدف من هذا الانفتاح هو الاطلاع على التجارب العالمية التي تشبه التجربة المغربية من حيث تدريس اللغات الأم، وتقديم التجربة المغربية بهدف تقييمها وتجويدها بعرضها ومقارنتها بالتجارب الأخرى، وفتح المجال لاعتماد مقاربات جديدة في مجال البحث الديداكتيكي والبيداغوجي.

وفي مستجدات تدريس الأمازيغية قال خلفي أن رئيس الحكومة راسل الوزراء وكتاب الدولة في مختلف القطاعات الحكومية من أجل العمل على وضع برامج تكوينية في اللغة الأمازيغية بتنسيق مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بغية تأهيل الذين يتابعون تكوينهم في مجال اللغة الأمازيغية في عدد من المعاهد والمدارس العليا (المدرسة الوطنية العليا للإدارة، والمعهد العالي للقضاء، والمعهد العالي للإعلام والاتصال، والمعهد العالي لمهن المسموع والمرئي والسينما، والمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، والمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث).

وفي هذا الصدد أكد خلفي أن المعهد قام بإعداد عدة للتكوين موجهة إلى مختلف المؤسسات، وقام بإعداد برامج خاصة بالتكوين، وكذا تكوين الأساتذة الذين سيقومون بتدريس اللغة الأمازيغية، “وبدأ تدريس اللغة الأمازيغية رسميا بكل من المعهد العالي للّإعلام والاتصال، والمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث”.

من جهتها أوضحت فاطمة أكناو، منسقة مركز البحث الديداكتيكي والبرامج البيداغوجية بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أن حصيلة تعليم اللغة الأمازيغية بالتعليم الأساسي إيجابية على العموم رغم بعض العوائق والإكراهات المتصلة أساسا بضعف تكوين المدرسين وبضعف عدد الساعات المخولة لتدريس هذه اللغة.

وأضافت أكناو، أن الهدف من تدريس الأمازيغية كما حددته الرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم (2015- 2030)، هو تحقيق الوظيفة التواصلية، “مما سيجعل الحاصل على البكالوريا قادرا على التواصل باللغة الأمازيغية، وهذا الهدف إن تحقق وتم تعميمه على جميع المغاربة فهو في حد ذاته إنجاز للغة الأمازيغية”.

كما تم الوقوف عند بعض التجارب الميدانية في مجال تدريس اللغة الأمازيغية، من خلال عرض تجارب مجموعة من الأساتذة المتخصصين في تدريس اللغة الأمازيغية العاملين بالمديرية الإقليمية للصويرة إلى جانب  المفتش حسن يكو، المنسق الإقليمي للغة الأمازيغية بذات المديرية.

وشكل اللقاء فرصة لتعميق النقاش وتوحيد الرؤى مع الممارسين في الميدان حول السبل الكفيلة بترصيد المكتسبات وحسن استثمار المستجدات البيداغوجية في أفق تطوير الوضعية الحالية للغة الأمازيغية والرفع من وتيرة تعميمها.

أمضال أمازيغ: كمال الوسطاني

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *