دراسات في رهانات الأنساق الثقافية كتاب للأستاذ أحمد بوكوس          

في هذا الكتاب (318 صفحة) يسعى المؤلف إلى تحليل رهانات الأنساق الثقافية التي ظهرت في الفترة الراهنة  في المجتمع المغربي، وقد استدعى هنا لمقاربة الرهانات بالمغرب إلى علم الاجتماع النقدي عند بورديوه اعتمادا على مفاهيمه في نقد المجتمع الليبيرالي المعاصر الذي يرتكز على الهيمنة الرمزية القائم على السيطرة والقوة التي تقام ضد الفرد والمجتمع، من خلال الأجهزة التي يمتلكها: الاعلام، المدرسة، الدين….وغيرها .

كما اعتمد على ثلاثة أنساق خطابية:

ضمن مقترح إشكالية الهيمنة الرمزية والتي تمت بلورتها في خضم علم الاجتماع النقدي، خطاب “التراث العربي الإسلامي”، وخطاب “الثقافة العالمية المتنورة”، وخطاب “النهضة الامازيغية”.

كما يرتكز هذا التحليل بصورة أكثر تحديدا على نقد المقاربات الثنائية التي تتجلى في “التقليد-الحداثة”، و “المحلية-العولمة”. وطرح بديل جدلية “العولمحلية ” كأفق للممارسة والفكر، ومصطلح العولمحلية، وهو مصطلح ذكر لأول مرة من طرف الباحث  Roland Robertson رولاند روبرتسون (1938-2022)   الذي يعزز بنظريته الثقافة المحلية وما تزخر به أمام وجود العولمة.

ومن بين أهم المحاور التي تطرق اليها المؤلف:

الهوية والتحولات الاجتماعية والثقافية التي سادت المجتمع المغربي، تنوع أشكال التعبير

الثقافي في المغرب هذا الأخير يتسم بتنوعه على المستوى الترابي والجغرافي ويتمثل في تنوع الألسنة، اللسان الأمازيغي الذي يعد اللسان الأصلي لبلدنا  بتنوعاته المختلفة، واللسان المغربي الفصيح والمغربي ” اللسان الدارج”.

ومن بين المحاور التي نوقشت كذلك في هذا الكتاب:  الثقافة بين المحلي والكوني، والعولمة  والتنوع الثقافي، الذي عالج خلاله  مسألة التنوع الذي يعد وبحسبه حقيقة تاريخية قائمة يتم تجاهلها وعدم الاهتمام بها إلا مع الدستور المغربي في يوليوز2011،  بحيث تحدد المادة الخامسة من الدستور تشكيلة المشهد اللغوي، والذي يشمل البعد العربي الإسلامي والبعد الأمازيغي والحساني  واليهودي وكذا الدعوة إلى حماية جميع اللهجات المستعملة في المغرب، مع الاهتمام باللغات الأجنبية،  ومسألة  الهوية والتحولات الاجتماعية والثقافية وتنوع أشكال التعبير الثقافي ونماذج المجال الثقافي الفكرية والثقافة من التنمية إلى الاستدامة ومن أجل ثقافة المواطنة والأدب والصناعة الهوياتية …

تسلط مسألة اللسان والثقافة الأمازيغيين الضوء على التناقض القائم بين اكتمال الحقيقة

الأمازيغية وحضورها القوي في الواقع الاجتماعي واللغوي والثقافي وبين غياب القانوني

وتدبيرها السياسي. الاعتراف الرسمي بالأمازيغية باعتبارها بعدا تأسيسا للهوية الوطنية،

إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الذي عهد إليه، بمهمة النهوض بالأمازيغية وإعادة

إحياء اللسان الأمازيغي والارتقاء بالثقافة عامل أساسي ضمن سيرورة تعزيز مكانة الأمازيغية.

وعتاب مريم

ترجمة الكتاب : عزيز لمتاوي

 

اقرأ أيضا

التجمع العالمي الأمازيغي يدين التصرف العدائي والاستفزازي للسلطات الجزائرية

عبر “التجمع العالمي الأمازيغي” عن استغرابه من تنظيم السلطات الجزائرية ما أسمته “يوم الريف”، واعتبر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *