دراسة علمية: المغاربة أقرب جينيا إلى الأفارقة والأوربيين

مغاربةتوصل باحثون في جامعتي أكسفورد البريطانية و“يونيفرسيتي كوليدج لندن” ومعهد “ماكس بلانك” الألماني للأنثربولوجيا الارتقائية، وبتمويل من مؤسسة “ويلكم تراست” و“مؤسسة جون فيل” بجامعة أكسفورد ومعاهد الصحة الوطنية الأميركية و“الجمعية الملكية” البريطانية، (توصلوا) إلى وضع أول خريطة للتاريخ الجيني للمجموعات البشرية والشعوب حول العالم.

وكشفت هذه الدراسة العلمية الموسومة ”الأطلس الجيني لتاريخ الاختلاط البشري” والتي نشرت نتائج دراستها في المجلة العلمية ”ساينس” أن المغاربة أقرب جينيا إلى أبناء شمال إفريقيا (أمازيغ مزاب بالجزائر، تونس، مصر..) والأوروبيين (إسبانيا، إيطاليا..)، فالأفارقة (جنوب الصحراء).

وأوضحت هذه الدراسة التي كشف عنها الأسبوع الماضي، أن التمازج الجيني للعينات في المغرب أو في (مراكش) كما أسمته، رصدت نسبة 23.6 في المائة مع الإسبان، و11.9 في المائة مع التونسيين، و11 في المائة مع المصريين، و10.2 في المائة مع المزابيين في الجزائر، و6.7 في المائة مع الإيطاليين الجنوبيين، و4 في المائة مع سكان صقلية الشرقية، و3.5 في المائة مع الإثيوبيين…

وشملت الخريطة دراسة لعينات من 12 مجموعة بشرية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط هي: المجموعة المراكشية (المغرب)، ومجموعة المزابيين أو بني مزاب وهي من القبائل الأمازيغية في الجزائر، والتونسيون، والمصريون، ومجموعة “البدو” وهم من بدو شمال شبه جزيرة سيناء المصرية، والسوريين والفلسطينيين، والأردنيين، والدروز، والإماراتيين، والسعوديين، واليمنيين.

كما رصدت هذه الجينية العالمية، في وقت واحد، تواريخ وخصائص التمازج الجيني بين مختلف الأقوام، وذلك بعد أن تمكن العلماء من تطوير طرق إحصائية متقدمة لتحليل الحمض النووي منقوص الأكسجين “دي إن إيه” المستخلص من عينات 1490 شخصا من المجموعات البشرية الخمس والتسعين حول العالم.

وأشار الدكتور غاريت هيلنثال، الباحث في معهد علوم الجينات بجامعة “يونيفرسيتي كوليدج لندن” والمشرف الرئيس على الدراسة، إلى أهمية المعلومات المستخلصة من التركيبة الجينية لمختلف شعوب العالم، إذ “وعلى الرغم من أن التحورات الجينية الفردية لا تحمل إلا إشارات ضعيفة حول الأصول الجغرافية للشخص، فإن إضافة معلومات من كل الجينوم البشري تقود إلى إعادة تركيب كل الأحداث المترافقة“.

مضيفا أن “العينات المستخلصة من الأفراد من مناطق مجاورة تقدم في بعض الأحيان مصادر متنوعة مدهشة من التمازج الجيني، وعلى سبيل المثال، فإننا “قمنا بالتعرف على أحداث معينة وقعت في أوقات مختلفة لدى عينات من المجموعات في باكستان، ظهرت بينهم جينات متوارثة من أفريقيا جنوب الصحراء –ربما نتيجة تجارة العبيد– وأخرى من شرق آسيا، وثالثة من أوروبا العتيقة، وأظهرت كل المجموعات البشرية تقريبا وجود أحداث قادت إلى اختلاط الشعوب، وهذه ظاهرة شائعة عبر التاريخ تحدث نتيجة الهجرات عبر مسافات بعيدة“، حسب ما تناقلته وسائل اعلام دولية مختلفة عن لسانه.

من جهته، قال الدكتور دانيال فالوش الباحث في “معهد ماكس بلانك” للأنثروبولوجيا الارتقائية في لايبزغ وأحد كبار مؤلفي الدراسة، حسب ما نقلته وكالات دولية دائما، (قال) إن نتائج الدراسة تتماثل مع سجلات الأحداث التاريخية: “فإن كنت ترغب اليوم في وضع لوحة عن التركيبة الجينية لأفراد حضارة (المايا) مثلا، فإن عليك استخدام حزمة من (الألوان) التي تشمل الحمض النووي لأناس شبيهين بالإسبان، وآخرين شبيهين بالأفارقة من غرب أفريقيا، والهنود الحمر سكان أميركا الأصليين. وهذا التمازج يمتد إلى عام 1670، ويكون متماثلا مع السجلات التاريخية لدخول الإسبان والأفارقة في تلك الفترة“.

منتصر إثري

شاهد أيضاً

ندوة دولية بأكادير حول أهمية التربة في التنمية المستدامة

افتتحت يوم الاثنين فاتح يوليوز بأكادير ندوة دولية حول موضوع “متجذرة في القدرة على الصمود: …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *