صدرت طبعة جديدة خلال سنة 2021 لكتاب تحت عنوان “دعوا الريف المغربي المنسي يتولى الكلام…!” لأستاذ التعليم العالي بجامعة ابن زهر بمدينة أكادير، عبد السلام فيزازي.
وهو كتاب تاريخي قيم، قدمه الأستاذ جميل حمداوي، ويتمتع بجرأة الطرح الإشكالي، وشجاعة الرأي، وعمق التحليل والتشخيص، وثراء في الاستعراض والاستقراء، ودقة في السبر والتقسيم، وتمثل للمنهج الاستدلالي الحجاجي القائم على البراهين الملموسة والحجج المقنعة ذات الأساس الواقعي الموضوعي والمعايشة الصادقة للأحداث والظروف التاريخية العصيبة التي مر بها الريف ما بعد استقلال المغرب.
واعتمد الكاتب إلى جانب المصادر المكتوبة الرواية الشفهية والذاكرة الجماعية المستمرة، ما ميز الأسلوب التاريخي الممزوج بالتعابير الإنشائية الأدبية، والمحكيات القصصية التي تتضمن أبيات شعرية، وبيان الإفصاح والتبليغ مع تضمين الكتاب أشعارا أمازيغية ومسكوكات لغوية محلية جميلة ومعبرة في صدقها وواقعيتها.
حيث تمكن الكاتب الريفي من نقل واقع تاريخي مليء بالأحداث الدموية ووثق للحروب والأطماع الأجنبية بتعابير أدبية بليغة وصور سعرية مؤثرة، كما تطرق لفترة حساسة من تاريخ الريف أي بعد الاستقلال بطريقة واقعية تنقل الأحداث لأوسع فئة من القراء.
ووظف دور المجال في جعل الحياة اليومية بالريف وعرة، وبناء نسق من أخلاق الإنسان الريفي، وكذا دوره في صناعة المقاومة ومواجهة المستعمر، وغطى حيزا زمنيا مهم من تاريخ الريف.
والكتاب يحمل طلب صريح يتمثل في ” فك الحصار عن الريف المنسي المهمش، وتركه يعبر عن مكنوناته الدفينة و يفصح عن خباياه الداخلية، ويفرز معاناته التراجيدية وما يكابده من ضغوطات قاهرة من الصعب تحملها”.
ويضم الكتاب مجموعة من الفصول التي تحمل عناوين ذات دلالات رمزية شاعرية مسترسلة، وهي على الشكل التالي:
1- الريف المنسي ونسيان الريف.
2- في ذات المكان… كان ما كان.
3- لا تصالح من لم يعتذر.
4- من ريف العهد الجديد أقول.
5- قليلا من الغضب…أما يكفيكم حرثا في البحر!
6- قلما كانت الدموع كاذبة.
7- وأخيرا عادت الطيور المهاجرة.
8- ذاكرة التاريخ مرآة لا تقبل الكذب.
9- الرجوع إلى الوطن…رجوع إلى الذات.
10- الديمقراطية خيار وطني و إنساني للمجتمع المغربي: لكن في ظل المواطنة الحقة.
11- ما الذي ينقصنا كأمة يا بني أمي؟
12- نص وتعريب ملحمة:”أدهار أوبران” لمحمد الوالي.
بالإضافة لمقدمة وخاتمة الكتاب، وسيرة ثقافية وفكرية مختصرة لصاحب الكتاب.