يسلط الطاهر الظريف عضو “جمعية يِنَّايِر”، المنتجة للشريط الوثائقي “ذاكرة الموسيقى الأمازيغية بالدار البيضاء”، الضوء على حكاية إنتاج هذا الشريط والأهداف المتوخاة منه .
كما يتوقف السيد الظريف ، في حديث لوكالة المغرب الرسمية للأنباء ، عند مكانة مدينة الدار البيضاء في تاريخ الأغنية الأمازيغية ، وواقع هذه الأغنية اليوم ، والسبل الكفيلة بالنهوض بها.
1- تحدثوا لنا عن شريطكم الوثائقي وأهدافه ؟
“ذاكرة الموسيقى الأمازيغية بالدار البيضاء” ، هو شريط من إنتاج “جمعية يِنَّايِر” بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، والذي يسلط الضوء ، في 42 دقيقة ، على أبرز المحطات التاريخية للموسيقى الأمازيغية بالدار البيضاء وروادها.
يبدأ الشريط من حقبة ما قبل الاستعمار مع المدرسة الموسيقية التي أسسها الراحل الرايس سبو ، مرورا بتجربة مجموعة أرشاش خلال ثمانينيات القرن الماضي ، وروايس الأطلس من قبيل حادة وعكي وبن ناصر وُخويا ، إضافة إلى تجربة الفنانين اليهود الأمازيغ .
يحاول الشريط توثيق هذه التجربة الغنية وإعطاء الكلمة لرواد الأغنية الأمازيغية الذين ما يزالوا على قيد الحياة .
2- لماذا احتلت الدار البيضاء مكانة خاصة في تاريخ الأغنية الأمازيغية؟
شهدت الدار البيضاء منذ القدم هجرة واسعة للفنانين الأمازيغ ، لاسيما من مناطق الأطلس وسوس، حيث وجدوا في العاصمة الاقتصادية شركات إنتاج متعددة مكنتهم من تسجيل أشرطتهم وتسويقها، وهذا ما أكسبهم شهرة وإشعاع على الصعيد الوطني .
كما تمكن هؤلاء الفنانين من ربط اتصالات مع المهاجرين في أوروبا للتعريف بأعمالهم بالخارج .
ومن الدار البيضاء ساهم الفنانون الأمازيغ في إثراء الساحة الفنية الوطنية، حيث استلهمت المجموعات الفنية المغربية، على غرار ناس الغيوان وجيل جيلالة، أعمالها من تراث الموسيقى الأمازيغية.
ويمكن القول إن الدار البيضاء كانت دائما القطب الوطني للأغنية الأمازيغية بكل أطيافها.
3- ما هو تقييمكم لواقع الأغنية الأمازيغية اليوم وكيف يمكن النهوض بها؟
تعيش الموسيقى الأمازيغية اليوم أزمة تحول مع اختفاء الأشرطة السمعية (الكاسيت) وأقراص (سي دي) وتراجع عدد السهرات، وكذا قلة المناسبات التي يظهر فيها الفنان الأمازيغي على القنوات العمومية، مما يؤثر كثيرا على مداخيله .
ويجب اليوم على السلطات العمومية دعم الأغنية الأمازيغية والاهتمام بها، فهي تشكل رافدا من أهم روافد الهوية الوطنية.
كما يجب إعادة النظر في السياسية الإعلامية .. فوجود قناة أمازيغية واحدة لا يكفي للتعريف بكل الفنانين الأمازيغ الموجودين. ويمكن كذلك وضع تمييز إيجابي لصالح الأغنية الأمازيغية ومساعدتها على الانتشار أكثر عبر وصولها إلى الجمهور الناطق بالأمازيغية.