ولد المناضل والفنان الأمازيغي الليبي سامي أحمد ميلود هشكل بمدينة جادو في سنة 1975 ودرس بمدارسها، إلى أن تخرج من المعهد المتوسط للالكترونات.
بدا المناضل الفنان سامي هشكل رحله نضاله مند أن كان صغيرا في أروقة نادي الباروني أحد منابر الحركة الثقافية الأمازيغية، والذي كان يجمع الكثير من الناشطين والمثقفين الشباب في تلك الفترة أمثال المرحوم خليفة فشلم والمرحوم صالح جابر والمرحوم يوسف سليمان قليزة، وكثيرون آخرون لا يسعنا المجال لذكرهم، برز من بينهم الفنان بإبداعاته في مهرجانات الحرية التي كانت تقام كل سنة بتنظيم نادي الباروني في مدينة جادو.
– في سنة 1987 حصل سامي على المركز الأول في أول مسابقة للفنون التشكيلية.
أحيا سامي الكثير من الأمسيات التي كانت تقام في عدة مناسبات بالمناطق الأمازيغية ومنها يوم (أسنغ) وذكرى المناضل سعيد المحروق ومهرجان اووسو على رمال شواطي مدينة زواره والعديد من الأمسيات الشعرية والفنية .
كما شارك في عدة معارض للفنون التشكيلية باسم شباب جادو ومنها مهرجان كاباو ومهرجان اووسو والت غالبا ما كان يتم استدعاء على أثرها من قبل أجهزة القمع أنداك ومصادرة لوحاته وتهديده بالسجن .
من نشاطاته أنه كان دائما يحث الشباب على تعلم الكتابة والقراءة بالتيفيناغ وتعليمهم العزف على القيتار علما بأنه كان يجيد الكتابة بالتيفيناغ وبالحروف الاتنية (افغاي) كما كان على التواصل مع عدد من طلبة كلية الفنون الجميلة بطرابلس رغم أنه لم يدرس فيها.
يحكي لنا أحد رفقاءه أنه كان جالسا مع بعض أصدقائه في جادو على ركام حجارة قصر جادو القديم متأملا نحو الجبال والوديان إلى أفق سهل الجفارة وفي صمت أصدقائه فجأة بدأت أنامله تداعب أوتار قيثارته لتكسر حاجز الصمت بموسيقي هادئة وكامل أحاسيسه الفنية بدء يشدو مخاطبا الشمس التي كانت على وشك الغروب يشكو لها ألمه بقصيدة ولا أروع كانت وليدة اللحظة.
في 12 أكتوبر 2001 اعتقل سامي مع مجموعة من شباب وذلك لأنه شارك في انجاز ألبوم «ليبيا 2000» مع مجموعة من شباب في تحوير لقصائد المحروق إلى أغاني تروي قصة معاناة ثقافة وشعب.
نال سامي النصيب الأكبر في مدة السجن مع المناضل الفنان عادل حفيانه، وبعد خروجه من السجن بدأت المضايقات الأمنية له وجميع المجموعة، وسعى بعض الشباب الناشطين من داخل وخارج ليبيا إقناعه بالسفر إلى الخارج وطلب اللجوء وهيأوا له جميع الظروف إلا انه أبى أن يترك الوطن وكان دائما يقول: “إما العيش بحرية أو الموت بكرامة”.
ولكن القدر لم يمهل سامي حيث تعرض لحادث سير في ثاني أيام العيد الأضحى في سنة 2002 بقي على أثره ما يقارب 4 أشهر في العناية المركزة بتونس، وبعد أن بدا يتماثل للشفاء عاد إلى طرابلس لاستكمال علاجه، إلا أنه بيوم 19/6/2002 فقدت ليبيا ابنها البار وأحد أبطالها المناضل الفنان” سامي أحمد ميلود هشكل” بسبب الإهمال الطبي أو الإهمال المتعمد في إحدى مستشفيات العاصمة طرابلس، ودفن في مقبرة «غرابو» بمدينة جادو.
أمدال بريس/ فساطو