ذكرى رحيل المناضل الأمازيغي الكبير الأستاذ حمزة عبدالله قاسم

تحل يومه الأربعاء 7 أكتوبر 2020، الذكرى السابعة لرحيل المناضل الامازيغي الكبير ” حمزة عبد الله قاسم” و الذي ازداد يوم 30 يونيو من سنة 1948 بدوار اكرض اوضاض – تفراوت اقليم تزنيت جهة سوس ماسة. دخل كتاب القرية فتعلم مبادئ القراءة والكتابة على يد الفقيه السيد محمد اوعلي اغرابو ثم انتقل إلى الدار البيضاء حيث يعمل والده فتعلم القران الكريم على يد الفقيه بولحية ثم ألحقه والده بالتعليم العصري فدرس الابتدائي بمدرسة مولاي إدريس الأزهر ثم عاد إلى قريته وتعلم بمدرستها الابتدائية ليرجع مرة ثانية إلى الدار البيضاء ليستكمل دراسته الابتدائية بمدرسة الشعب حيث حصل على الشهادة الابتدائية لينتقل إلى مدينة مكناس فدرس بها الإعدادي والثانوي ونال منها شهادة الباكلوريا ثم انتقل إلى طنجة حيث استكمل دراسته الجامعية ونال شهادة الإجازة في الأدب العربي ثم عاد حمزة إلى الدار البيضاء فأسس شركة صغيرة عبارة عن مستودع لتوزيع غاز شركة افريقيا إلا أن المنافسة في هذا الميدان دفعت به إلى ترك الاستثمار في الأعمال الحرة والاكتفاء بالعمل كموظف مسؤول بشركة للأثواب والأقمشة، عرف الراحل بسمعته الطيبة ومعاملته الحسنة وكذا بخبرته الواسعة في مجال عمله، كما كان موضع ثقة مشغليه.

انخرط حمزة عبد الله قاسم في الأنشطة الثقافية والفنية منذ الصغر فمارس الرسم والكتابة والمسرح وبمدينة طنجة انخرط في جمعية منارة المدينة وفي جمعية أضواء المدينة وساهم في حركة دار الشباب المكسيك كما ساهم في إصدار مجلة الفكر دار الشباب بمعية أصدقائه: عبد اللطيف بنحي المذيع بإذاعة طنجة، والصحفي مصطفى بديع السوسي وعبد العزيز الديلان وحسن واكريم. ومنذ سنة 1968 راودته فكرة إنشاء جريدة لكن لم يوفق في ذلك.

وبمدينة الدار البيضاء انخرط في جمعية أمل الثقافية، وكتب في أخبار السوق وهي صفحة امازيغية كاريكاتورية من إعداده فطن المسئولون بجديتها فتوقفت، و نشر إبداعاته و رسومات كاريكاتورية بمجلة الهدهد التي أصدرها احمد السنوسي بزيز، كان دائم الحضور لأنشطة الجمعية المغربية للتبادل الثقافي.

ساهم بشكل كبير في تأسيس الجمعية الثقافية لسوس والتي تعتبر أول جمعية في تاريخ المغرب نصت في قانونها الأساسي وبشكل علني على العناية بالثقافة الامازيغية بعدما كان منحصرا في الثقافة الشعبية.

ساهم بشكل كبير في عدة تظاهرات ثقافية تنصب في التعريف بالقضية الامازيغية منها: المهرجان الأول و الثاني للثقافة الامازيغية، و تكريم كل من عبد الله انيضيف الملقب بعمي موسى، و عبد العزيز الماسي بالرباط، والإذاعي الراحل محمد بلمهدي، كما ساهم في حفل تأبين الرايس محمد الدمسيري في الذكرى الأربعينية لوفاته بالمركب الرياضي محمد الخامس، وكان دائم الحضور في الملتقيات الثقافية بكل من الرباط ومراكش و اكَادير وورزازات و مناطق أخرى…

أجرى حمزة عبد الله قاسم عدة حوارات إذاعية باللغتين الامازيغية والعربية منها: -ءيس سول تكتيت – ومراسل دائم لبرنامج – ابراز نايت ءوماركَ- من إعداد احمد ألعسري أمزال، ساهم في إعداد وترجمة وإخراج حلقتين من برنامج –تاوجا- مع الأستاذين الصحفيين عيسى وهبي ومحمد بن صالح بالإذاعة الوطنية بالرباط، وبرنامج – ملتقى الشباب- من إعداد محمد اباعمران بالإذاعة الجهوية بالدار البيضاء، وحوار مع الصحفي عبد الله اسافار بالإذاعة الجهوية باكَادير.

كما كتب مقالات وإبداعات في عدة منابر إعلامية منها: جريدة الكواليس، جريدة العالم، جريدة المحرر، الميثاق الوطني، رسالة الأمة ، مجلة العربي، مجلة المنتدى الجمعوي… أشرف على صفحة – تامازغا- بجريدة رسالة الأمة لمدة سبع سنوات، وهي صفحة من الحجم الكبير، تصدر أسبوعيا يوم الخميس بدون انقطاع، نشر بها حوارات عن المجموعات الغنائية وعدة مقالات وحوارات مع احمد او الحاج أخنوش، ومقالات عن تاريخ تافراوت وأملن، وعن تاريخ اليهود الأمازيغ، وعن التاريخ القديم لشمال افريقيا وعن الملوك الامازيغ.

كتب عنه الدكتور حسن رشيق في مجلد بالفرنسية usage de l’identité amazighe au Maroc وحاورته في ذلك الطالبة الباحثة – فاضمة ايت موسى-
ساعد العديد من الطلبة في انجاز أبحاث جامعية حول معركة ايت عبد الله، وبحثين حول الإعلام الأمازيغي تحت إشراف د الحسين وعزي بجامعة محمد الخامس بالرباط.

كان حمزة عبد الله قاسم ممثل الجمعية الثقافية لسوس في المجلس الوطني للتنسيق بين الجمعيات الامازيغية وكان دائم الحضور في كل دورات المجلس وكان من الموقعين على ميثاق اكادير التاريخي سنة 1991 وكذا على بيان محمد شفيق وعلى كل المطالب الامازيغية الموجهة للبرلمان والدوائر العليا بالمغرب.

اصدر سنة 1984 جريدة تهتم بالثقافة الامازيغية أطلق عليها اسم – ادرار – وبمجهود شخصي بعد أن راودته فكرة إنشاء جريدة امازيغية منذ سنة 1968 لكن صعوبات عديدة واجهت هذا الإصدار، لتظهر بعد ستة عشر سنة إلى الوجود بإمكانياتها المتواضعة كرمز للصمود والتحدي كما تدل على ذلك دلالة تسميتها ” ادرار” التي يصطلح عليها بالجبل، ويساهم في هذه الجريدة العصامية العديد من الفعاليات الصحافية، وكتاب وفنانين بمقالات ودراسات متنوعة ذات صلة باللغة والثقافة الامازيغية، وقد ساهم بها في إحدى دورات المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء.

وتعتبر جريدة -ادرار- أول جريدة امازيغية بعد مجلة امازيغ الصادرة سنة 1980 وقد تم نشر أول عدد منها يوم 24 نونبر1984 وآخر عدد لها سنة 1995, بمجموع واحد وعشرون عددا خلال إحدى عشرة سنة، و بمعدل عدد واحد في كل من سنوات -1984 – 1990-1994-1995 وعددين سنة 1985 وثلاثة أعداد سنة 1988 وأربعة أعداد في سنة 1993، وتصدر جريدة – ادرار- في ثماني صفحات ما عدا العددين العاشر والعشرون، حيث صدرت في اثني عشر صفحة.

كما أصدر كتاب – تيمزكَيدا افلا – سنة 1991 ضمن سلسلة ادرار لثقافة الامازيغية كما طبع أعمال الندوة الفكرية التي نظمتها الجمعية الثقافية لسوس ضمن سلسلة ادرار للثقافة الامازيغية، ثم ساهم في إصدار كتيب حول تكريم عبد الله انيضيف وله ديوان شعري مخطوط ينتظر الطبع تحت عنوان– افلا نتاسوكت– وعموما فالراحل حمزة عبد الله قاسم أغنى الخزانة المغربية والامازيغية على وجه الخصوص برصيد وافر ومهم في ميادين شتى من نقد ومقالات وقصص وشعر وإبداعات مختلفة.

كما ساهم في اللقاءات الثقافية المنظمة بشتى مدن المغرب مثل : مشاركته في مهرجان تيفاوين بإضاءات حول تاريخ المقاوم – القائد الحاج احماد اوكدورت بتافراوت سنة 2006، وبمداخلة حول الآداب الامازيغي بمنطقة تافراوت بين الأمس واليوم ضمن فعاليات الدورة الأولى للجامعة القروية محمد خير الدين حول موضوع- تافراوت واملن: مؤهلات ثقافية وذاكرة- سنة 2010.

تم تكريم حمزة عبد الله قاسم مرتين خلال مهرجان تيفاوين بتافراوت، المرة الأولى سنة 2009 بفندق اماليا باملن والثانية سنة 2012 بمدرسة محمد الخامس بتافراوت وبقريته اكَرض ؤضاض بتعاون مع جمعية اكَرض ؤضاض وجريدة ادرار بريس.

توفي حمزة عبد الله قاسم بالدار البيضاء يوم الاثنين 7 أكتوبر 2013 بعد معاناة مع المرض لمدة ثلاثة سنوات وروى جثمانه الثرى بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء عصر يوم الثلاثاء 8 اكتوبر 2013 .

بقلم : هشام أصواب

اقرأ أيضا

ندوة حول موضوع الفلسفة والحرب: مآزق العيش المشترك

نظمت شعبة الفلسفة، بالتعاون مع مجتمع الخطاب وتكامل المعارف وماستر الفلسفة المعاصرة: مفاهيم نظرية وعملية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *