رأس السنة الأمازيغية.. الجدل حول تحديد يوم العطلة يعيد إلى الأذهان قضية الحرف

محمد بوداري
محمد بوداري

عاد الجدل من جديد حول موضوع السنة الأمازيغية، وذلك بمناسبة نشر لائحة العطل بالتعليم الابتدائي والثانوي والإعدادي والثانوي ألتأهيلي وأقسام تحضير شهادة التقني العالي برسم السنة الدراسية 2023-2024، حيث ظلت الخانة المخصصة لتاريخ عطلة رأس السنة الأمازيغية فارغة، وكتبت مكانها عبارة “ستحدد لاحقا”. وعلق العديد من النشطاء الأمازيغ، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على هذا المستجد من خلال التشكيك في قرار الدولة القاضي بجعل رأس السنة الامازيغية عطلة رسمية مؤدى عنها، فيما ذهب البعض الآخر في تأويلاته بعيدا.

والحقيقة أن هذا الأمر كان منتظرا، إذ أن بلاغ الديوان الملكي اكتفى بالإعلان عن قرار جعل رأس السنة الامازيغية يوم عطلة رسمية مؤدى عنها، دون الخوض في تفاصيل أخرى، حيث ان المسؤولين يدركون جيدا أن تاريخ الاحتفال برأس السنة الأمازيغية فيه جدال وخلاف داخل الحركة الامازيغية نفسها، وهو ما كان عليه الأمر بالنسبة للحرف الذي اعتمد لكتابة الامازيغية، حيث تطلب الأمر تحكيما ملكيا للحسم في أمر الحرف.

واليوم تجد الحركة الامازيغية نفسها، ومعها امازيغ المغرب، أمام تحدي جديد يتعلق بالاتفاق على يوم واحد ليكون يوم عطلة رسمية ومؤدى عنها، إذ أن السائد في السنين الأخيرة هو اختلاف الاحتفال براس السنة الامازيغية بين الجمعيات الامازيغية وبعض المهتمين بالثقافة الامازيغية، وهو ما نبهنا إليه في العديد من المناسبات والمقالات، حيث ذكرنا ببعض المغالطات والأخطاء التي يتم الترويج لها من طرف بعض الأطراف حول تاريخ التقويم الامازيغي والاحتفال برأس السنة الامازيغية وكذا “فاتح” يناير الأمازيغي، ستصبح حقيقة مع مرور الوقت، لأن تكرار هذه المغالطات من طرف جمعيات وأشخاص ذوو وزن وتأثير داخل الحركة الامازيغية سيجعلها حقائق لا تناقش.

وقد أكدنا أن الدراسات والحسابات التقويمية تشير إلى ان 14 يناير من السنة الميلادية او التقويم الغريغوري هو فاتح يناير الامازيغي، وهو ما دأبت على نشره يومية بوعياد التي تشير كل سنة إلى ان يوم 14 يناير هو فاتح “السنة الفلاحية”. ويبدو ان الجدل سيحتدم مع مرور الأيام، وهو ما سيدفع المسؤولين إلى طلب استشارة المعهد الملكي للثقافة الامازيغية في هذا الشأن، لتتكرر تجربة الحرف الامازيغي، ونتمنى ان يتحلى الباحثون في المعهد بالرصانة والموضوعية العلمية ويحتكموا إلى الدراسات والحسابات التقويمية في هذا المجال، وكذا التقاليد الشعب المغربي الذي يجعل من يوم 14 يناير من التقويم الغريغعوري هو فاتح يناير الامازيغي او الفلاحي كما يطلق عليه في العديد من المناطق. أنظر مقالنا “أسكاس إغودان 2973.. دلالات الاحتفال بحلول السنة الامازيغية الجديدة”، على الرابط التالي:

أسكاس إغودان 2973.. دلالات الاحتفال بحلول السنة الامازيغية الجديدة

شاهد أيضاً

سيدي وساي: تأويلات ممكنة لتاريخ مشهد ساحلي مشهور (الجزء الخامس والأخير)

– الضروف العامة لقيام ثورة بوحلايس أول ملاحظة نريد تسجيلها فيما يتعلق بثروة بوحلايس، انها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *