احتجاجا على العنصرية التي يُرسخها ويُكرسها الإعلام العمومي المغربي ضد الأمازيغ والأمازيغية
من السيد رشيد الراخا رئيس التجمع العالمي الأمازيغي
إلى السيدة لطيفة أخرباش رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (HACA) بالمملكة المغربية.
الموضوع: الاحتجاج على التمييز والإقصاء الذي تمارسه قنواتنا الوطنية العمومية ضد الأمازيغية والقناة الأمازيغية وضد المنتخب الوطني المغربي الإفريقي
كما سبق وأبلغت قبل أيام قناة فرانس 24 الفرنسية، أود أن أبلغكم أن قنواتنا الوطنية (الرياضية، القناة الأولى والقناة الثانية، وميدي1 …إلخ) لا تتوقف عن ممارسة التمييز ضد مواطني المغرب وإفريقيا، من خلال وصف الصحفيين والمرسلين والمحللين الرياضيين في قنوات القطب العمومي، للمنتخب الوطني المغربي لكرة القدم بالفريق “العربي”، مع العلم أن الأمر واضح جداً بأن المملكة المغربية لم تكن قط عربية، كباقي دول شمال إفريقيا، ولن تكون كذلك.
يواصل صحافيونا الرياضيون إصرارهم على وصف المنتخب المغربي بالفريق )العربي)، رغم أن الجميع يعي ويعرف جيدًا أن الفريقين العربيين الحقيقيين من قارة آسيا وهما قطر والمملكة العربية السعودية، قد تم إقصاؤهما في الادوار الأولى، والمغرب ينضاف إلى السنغال والكاميرون وغانا وتونس باعتبارها منتخبات إفريقية وتمثل قارتنا الإفريقية، على هذا الأساس وصلنا منتخبنا الوطني للمربع الذهبي لكأس العالم 2022 بقطر (على أمل الفوز بالكأس)، وهو يمثل جميع المغاربة المحليين والمقيمين بالخارج، وكل شمال إفريقيا، أي الأمازيغ، وجميع الأفارقة باعتباره ممثلا للقارة الإفريقية.
وما يجب على صحافيينا أن يسلطوا عليه الضوء هو الدعم المعنوي والتعاطف الذي حصل عليه منتخبنا من طرف الدول العربية الصديقة في آسيا، بما في ذلك الفلسطينيين والمسلمين في جميع أنحاء العالم واليهود الإسرائيليين، فنحن نرحب بكل من ساند الفريق. بالإضافة إلى ذلك ، قبل المباراة ضد فرنسا، يحظى المغرب أيضًا بدعم من طرف الشعوب المسيحية منهم الإنجليزيين والبلجيكيين والهولنديين والإسبانيين والبرتغاليين والإيطاليين والأمريكيين … لأنه بكل بساطة فريقنا إفريقي.
إذا كانت المملكة المغربية قد ميزت نفسها بهذه المآثر الرياضية وعروض كرة القدم هذه هذه المرة ، فإن ذلك بفضل لاعبيها الأمازيغ أو الناطقين بالأمازيغية أو الناطقين بالدارجة ، وخاصة أولئك الذين ينحدرون من منطقة الريف الكبير كياسين بونو (تاونات)، منير محمدي (مليلية)، ناصر مزراوي (تطوان)، رومان سايس (الناظور)، سفيان أمرابط (الناظور)، سليم أملاح (الناظور) بلال الخنوس (طنجة)، حكيم زياش (بركان)، إلياس الشاعر (طنجة)، الزروروي (وجدة)، أشرف حكيمي (واد زم) … وحتى المدرب وليد الركراكي (الفنيدق) ورئيس الجامعة المغربية لكرة القدم فوزي لقجع (بركان)، وله فضل تشجيع لاعبي المنتخب على التحدث باللغة الأمازيغية مع الصحفيين نظراً للصعوبة الكبيرة التي يواجهونها في التحدث باللغة العربية الفصحى أو الدارجة!
وهنا، نحن نحتج بشدة على التمييز الذي يتعرض له الصحفيون في قناتنا الأمازيغية الوحيدة TV8-TAMAZIGHT ، بعد استبعادهم من تغطية هذه اللحظات التاريخية في الميدان والسماح لرياضيينا بالتعبير عن أنفسهم بحرية وبسلام وبمشاعرهم، لتصل الجمهور في المناطق الأمازيغوفونية في بلدانهم الأصلية.
كما تعلمين سيدتي الرئيسة، خاصة بعد أن تم انتخابكم وتعيينكم رئيسة شبكة الهيئات التنظيمية للاتصالات الإفريقية (ACRAN) بتاريخ 23 شتنبر، بالنظر إلى مهاراتكم في هذا المجال الواسع، أن أحد المبادئ الأساسية للصحافة، هو قول الحقيقة، ومحاربة الأخبار المزيفة، وتقديم معلومات ذات مصداقية، ولكن عندما يعتبر صحافيونا سكان شمال إفريقيا عرب يسكنون “المغرب العربي”، اسمحوا لي أن أعترف لكم بأنهم يفتقرون إلى الحقيقة التاريخية ويغيبون الحقيقة العلمية والتي يتضمنها الدستور المغربي الصادر بتاريخ 1 يوليوز 2011.
للأسف صحافيينا المغاربة (الصحافة الإلكترونية والورقية مثل هسبرس، والأخبار لرشيد نيني، الصباح…) عملوا على توسيع نطاق هذه الكذبة العظيمة التي دعمها المؤرخون العرب بنسبهم للأمازيغ لأصول من شبه الجزيرة العربية، الذين عبروا البحر الأحمر من اليمن لاستعمار شمال إفريقيا، في حين أظهرت دراسة أنثروبولوجيا وراثية حديثة جدًا عكس هذه الادعاءات، فإن جزءًا كبيرًا من السعوديين واليمنيين اصولهم من شمال إفريقيا (1)، كما هو حال السكان الأيبيريون وجنوب إيطاليا وجزر البحر الأبيض المتوسط (2)، وأصول الحضارة الفرعونية مصر (3)، وهذه نتائج آخر الاكتشافات الأثرية لأصل السكان، عربًا وإيرانيين، والإغريق، وبقية الشعوب الأوروبية، والأمريكية والأسترالية في الأراضي الأمازيغية، بموقع “أدرار إغود” (بالعربية جبل إغود( حيث تم العثور على أقدم سلف الإنسان العاقل، وعمره 315000 سنة، وهذا يثبت إلى حدود الآن، سلف البشرية جمعاء الذي لا جدال فيه (4)، وهو الاكتشاف الذي نطمح إلى الاعتراف به كتراث عالمي من قبل اليونسكو، وسبق وطالبنا بهذا الاعتراف للسيدة أودري أزولاي، خلال الدورة السابعة عشرة اللجنة الحكومية الدولية لصيانة التراث الثقافي غير المادي الذي انعقد من 28 نونبر إلى 3 دجنبر بالرباط، والتي تجرأت قناتنا الثانية على بثها (5) رغم عنصريتها ضد الأمازيغية!
في الأخير لا يسعني الا أن ارجو منكم سيداتي أن تبذلوا قصارى جهدكم حتى يقوم مسؤولو قنواتنا الوطنية للإذاعة والتلفزة باستخدام المصطلحات الصحيحة والواقعية، بعيدًا عن التوجهات الأيديولوجية التي من شأنها تعزيز “القومية العربية” على حساب الموضوعية العلمية والحقيقة التاريخية، وبالتالي حاولوا أن تنصحوا صحافيينا بتجنب إطلاق تسمية “الفريق العربي” أو “المغرب العربي” أو “الأمة العربية” أو حتى “الربيع العربي”، التي تضر بشدة بهوية وفخر الملايين من المواطنين الأصليين في جنوب البحر الأبيض المتوسط، والملايين من المواطنين المنتمين لشمال إفريقيا والمقيمين بالدولة الأوروبية والأمريكية، والذين خرجوا جميعًا بمدن إقامتهم وكذلك في مدن شمال إفريقيا مثل طرابلس ونواكشوط ووهران وتونس… للاحتفال بانتصار “أسود الأطلس”، ولا يوجد مانع في استبدال “المغرب العربي” ب “المغرب الكبير” حسب ديباجة دستورنا الحالي، أو ببساطة بالاسم الجغرافي “شمال إفريقيا”، وبالنسبة “للربيع العربي” يمكن تسميته ب”الربيع الديمقراطي للشعوب” الذي بدأ مع ثورة الياسمين التونسية بتاريخ 17 دجنبر 2010، وتلتها ثورة ليبيا يوم 17 فبراير، ثم 20 فبراير في المغرب، و 25 فبراير في مصر عام 2011 ، و 22 فبراير 2019 في الجزائر، وكلها ثورات على أرض الأمازيغ، التي تسمى تامازغا أو شمال إفريقيا.
تقبلوا مني السيدة أخرباش أسمى عبارات التقدير والاحترام
رشيد الراخا
رئيس التجمع العالمي الأمازيغي
هوامش:
(1)- http://journals.plos.org/plosone/article/file?id=10.1371/journal.pone.0192269&type=printable
(2)- www.amadalamazigh.press.ma/archivesPDF/222-223.pdf
(3)- www.amadalamazigh.press.ma/archivesPDF/252.pdf