ربورطاج: المعتقل الأمازيغي حميد أعضوش يحظى باحتفاء كبير رغم الحصار

13407077_574480506055041_5234384136238598433_n

رغم إطلاق سراحه بشكل مفاجئ ومن دون سابق إنذار على الساعة السابعة مساءا (وقت الإفطار) من يوم الأربعاء 08 يونيو 2016، وفرض مغادرته مدينة مكناس خلال 24 ساعة، إضافة إلى تقييده بشروط تحد من حرية تنقله بين منزله وباقي مدن المغرب، إلا أن المعتقل السياسي المفرج عنه بشروط، لقي استقبالا كبيرا، يليق بمقامه، من طرف المناضلين الأمازيغ، لا يقل شأنا عن الاستقبال الذي حضي به زميله في السجن والنضال مصطفى أوسايا قبل أسبوعين من إطلاق سراحه المقيد بشروط.

استقبال متميز للمعتقل الأمازيغي “أوعضوش” في الحي الجامعي مكناس

خصصت الحركة الثقافية الأمازيغية موقع مكناس ليلة الجمعة 10 يونيو 2016 استقبالا جماهيريا للمعتقل السياسي الأمازيغي حميد أوعضوش الذي كان مرفوقا بزميله المعتقل السياسي مصطفى أوسايا.534b934e-4aa5-45af-8c08-99116b85cf69

واحتضن الحي الجامعي كما كان معلنا حفل الاستقبال الذي افتتح بحلقية للحركة الثقافية الأمازيغية تلتها كلمة المعتقلين السياسيين الأمازيغيين، ومن ثم فقرات فنية تضمنت أغاني ملتزمة أدتها كلا من فرقة “إيمناين” و”فري لايف”، وعرض مسرحي تحت عنوان “محاكمة صورية”، وبعد أن أعطيت الكلمة لخريجي “ح.ث.أ” والموقع تمت تلاوة بيان الإستقبال.

وحضرت روح المناضل الأمازيغي الشهيد عمر خالق “إزم”  طوال حفل الاستقبال حيث ردد مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية شعارات تتعهد بعدم نسيانه والوفاء للقضية التي استشهد من أجلها بداية السنة الجارية في جامعة مراكش.

المعتقل السياسي الأمازيغي المفرج عنه وفق مسطرة “الإفراج المقيد” التي تحد من حريته في التنقل “حميد أوعضوش” تناول في كلمته بشكل عام قضية الإعتقال السياسي مركزا على الطريقة التي تم بها الإفراج عنه، حيث أشار إلى قيام الدرك الملكي مرفوقين بالقائد بالقدوم إلى بيته في أملاكو متسائلين عن مكانه، وذلك فور مغادرته لبلدته متوجها نحو مدينة مكناس على الرغم من إشعاره للسلطات في شخص القائد بعزمه السفر.

وعبر حميد أعضوش عن استعداده للعودة إلى السجن إن اقتضى الحال من أجل قضيته مؤكدا على كون السلطة لا تخيفه إذ أن كل ما تبقى له من المدة الحبسية التي تم الحكم عليه بها هو بضعة أشهر، وبعد أن قضى تسع سنوات في الإعتقال السياسي فهو مستعد للعودة في أي وقت دفاعا عن مبادئه وقناعته.DSC_0258

هذا وجرى تنظيم حفل الإستقبال في جو متميز اتسم بالهدوء التام إذ وضعت منصة وسط الحي الجامعي، وهو الأمر الذي استحضره المعتقل السياسي الأمازيغي مصطفى أوسايا في كلمته التي رد فيها على وزير التعليم العالي الحسن الداودي الذي سبق له وأن لمح في البرلمان المغربي إلى ما أسماه دخول الأمازيغ للحي الجامعي في مكناس أثناء استقبالهم له وهم مسلحين.

وجدد أوسايا تأكيده على براءته وحميد أوعضوش من التهم التي حوكما بسببها والتي اعتبرها ملفقة كما تحدث مطولا عن طريقة الإفراج عنه ونفى أن يكون هو أو حميد أو أي فرد من عائلتيها قد سبق له أن تقدم بطلب “العفو الملكي”.

عشرات السيارات في قافة أمازيغية صوب أملاكو

وفي صباح يوم السبت، انطلقت من مدينة مكناس قافلة نضالية للمعتقلين السياسيين الأمازيغيين مرفوقين بمناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية والحركة الأمازيغية صوب قبر الفنان المناضل محمد أمزيان السعيدي بميدلت، قبل أن تتوجه نحو مدينة “الراشيدية” إمتغرن، حيث خصص استقبال مماثل للذي نظم في مدينة مكناس للمعتقل السياسي الأمازيغي حميد أوعضوش من طرف الحركة الثقافية الأمازيغية موقع إمتغرن.

توجهت بعد ذلك القافلة مباشرة نحو بلدة المناضل الأمازيغي حميد أوعضوش “أملاكو” مرورا بمدينة كلميمة، في سباق مع الزمن من أجل الوصول قبل موعد الإفطار إلى عين المكان، حيث تم استقبال القافلة استقبالا حافلا من طرف عائلة المعتقل حميد أعضوش إلى جانب ساكنة قرية أملاكو الصغيرة الواقعة على بعد 55 كيلومترا من مدينة كلميمة، والتي زينت أسوارها بعبارة “مرحبا بالأبطال”.DSC_0208

بعد حفاوة استقبال المعتقل الأمازيغي حميد أعضوش إلى جانب زميله مصطفى أوسايا ومن رافقهم من المناضلين الأمازيغيين، تم تقديم مائدة إفطار جماعية، لينطلق بعدها التحضير لبرنامج الأمسية الذي انطلق مع العاشرة ليلا وتضمن محاضرة للمعتقلين السياسيين “مصطفى أوساي” و”حميد أوعضوش” تلتها أمسية فنية ملتزمة.

أعضوش: لن يستطيعوا أن يفرقو بيني وبين أوساي

افتتح برنامج أيام استقبال المناضل الأمازيغي “حميد أعضوش” بندوة حول الاعتقال السياسي أطرها كل من المعتقلين الأمازيغيين حميد أعضوش ومصطفى أوساي، تحدث خلالها المعقلين عن حيثيات اعتقالهما سنة 2007 ومرارة العذاب الذي ذاقوه طيلة سنوات اعتقالهما، وتحدثا كذالك عن محاولة النظام الفاشلة للتفريق بينهما بإطلاق معتقل والإبقاء عن آخر.

وأكد حميد أعضوش على أن اعتقالهما جاء في ظرفية رفعت فيه الحركة الثقافية الأمازيغية من مستوى خطابها، “في وقت حملت فيه الحركة الثقافية الأمازيغية شعارات ومواضيع كانت تعتبر من الطابوهات في المغرب، وأصبح خطابها التحرري يشكل مصدر قلق بالنسبة للنظام”.

وأضاف أعضوش أن خطاب الحركة الثقافية الأمازيغية في هذه الفترة بالضبط بدأ يخرج من أسوار الجامعة ويعطي أكله في الشارع السياسي، وأصبح الخطاب يشمل العامل والفلاح والموظف، “وأضحى يهدد كيان الدولة لأنها دولة مبنية على الاحتقلال، وليست مبنية على أساس ديمقراطي متين”.13406921_574481299388295_5959998979077502677_n

وهكذا يضيف أعضوش “حاول النظام المخزني اجتثاث الحركة الثقافية الأمازيغية من الجامعة، وبدأوا باعتقال المناضلين، وتسخير من يعتدون عليهم، من أجل زرع الخوف في نفوسهم”. وفي هذا السياق يردف أعضوش “تم اعتقالنا بتهم جنائية مفبركة، ومارسوا علينا 3 أيام مستمرة من كل أنواع التعذيب لا يناسب المقام لذكرها، وهي مذكورة بتفصيل في كتاب الطريق إلى تامزغا لمصطفى أوساي”.

إلا أنهم، يأكد أعضوش، “لم ينجحوا في إثبات التهم الملفقة، حتى أن الشهود في المحكمة تراجعوا عن شهادتهم واتهموا موظفي الأمن بالضغط عليهم من أجل شهادة الزور”، كما أن الأدلة العلمية يضيف أعضوش “تثبت براءتنا أيضا، فقد أثبتت نتائج أبحاث الشرطة العلمية أن الحمض النووي ADN، الذي وجد في مسرح الجريمة، ينتسب لمجهول ولا يخص أحدا من المعتقلين”.

ورغم ذلك يسترسل أعضوش بلهجة قوية، “دخلنا السجن مرفوعي الرأس، وفرضنا شروط الاعتقال السياسي”، وتحدث أوسايا بلهجة يختلط فيها الأسى والحزن عن تسع سنوات ونيف من الاعتقال في سبيل القضية الأمازيغية، أمضاها بمعية رفيق دربه مصطفى أوساي، بحلوها ومرها، وأكد أعضوش ألا أحد يستطيع أن يفرق بينه وبين توأم روحه مصطفى أوساي “أرادوا يفرقوا بيننا أنا وأوساي، لكننا سنظل جسدا واحدا”.

وأكد أوساي أن الأمازيغية الآن بحاجة إلى أبنائها ومناضليها أكثر من أي وقت مضى، “خاصة بعدما تعرضت له الأمازيغية من محاولة لإفراغ المحتوى والتسفيه من طرف النظام”، وقال أعضوش أن ترسيم الأمازيغية في الدستور، مع وقف تنفيذها، هو بمثابة اعتقال للأمازيغية”.DSC_0192

وتحدث أعضوش عن كتابه المقبل الذي قال عنه أنه سيتناول “تصورنا للحركة الأمازيغية”، الكتاب سيكون جاهزا خلال شهر غشت المقبل، وسيكون بمثابة تتمة لكتاب أعضوش الذي تحدث باستفاضة عن حيثيات الاعتقال والعفو الملكي.

أوساي: سوف نناضل من أجل إثبات براءتنا

من جانبه أكد مصطفى أوساي عن براءته هو وزميله أعضوش من التهم التي اعتقلوا من أجلها، وقال بأن الدولة أرادت بذلك فقط ضرب الحركة الأمازيغية، والدليل على ذلك هذا التذبذب في المواقف والأحكام، “فقد هددونا في البداية في مخافر الشرطة بحكم الإعدام، ثم حكمت علينا بعد ذلك المحكمة الابتدائية ب 12 سنة سجنا نافذا، وحكمت محكمة الاستئناف ب 10 سنوات، قضينا منها 9 سنوات”، وأكيد ، يضيف أوساي، ” أن الدولة ستعترف قريبا ببراءتنا”.

واستغرب أوسايا كيف أن الدولة استهدفت مناضلين، بالصدفة أنهما يسكنان في منزل واحد وسط منازل المناضلين، وهذا المنزل بالضبط يتوفر على كل أرشيف الحركة الثقافية الأمازيغية من لافتات وصور وأشرطة وأقراص، وحتى حواسيب المناضلين تم الاستيلاء عليها، ما يدل على أن الدولة كانت تستهدف الحركة القافية الأمازيغية بالخصوص وليس أحدا أو اثنين من مناضليها.DSC_0120

وأكد أوساي أنه كان فترة اعتقاله لا يزال يعاني من مضاعفات جراء تعرضه لمحاولة اغتيال أمام كلية العلوم بجامعة مكناس، مباشرة بعد خروجه من حصة دراسية، وحتى أن الشاهدة عائشة تم طردها من القاعة من طرف القاضي، قبل النطق بالحكم، لأنها شهدت بالحقيقة.

وعن حيثيات العفو الملكي، أكد أوساي أنه لم يتقدم لا هو ولا صديقه أعضوش بطلب العفو الملكي، بل كان مفروضا عليه كما فرض عليه الاعتقال، وهو نفس ما حدث مع معتقلين آخرين في اليسار والحركات الإسلامية، منهم من وصلت أحكام إدانتهم للإعدام، وتم إطلاق سراحهم بعفو ملكي.

كما أشاد أوساي بنضالات إمازيغن من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين فترة اعتقالهما منذ سنة 2007، وأكد على أن النضال لابد أن يستمر من أجل إثبات براءة المعتقلين، ومن أجل تخليص الشعب الأمازيغي من ويلات الإديولوجية العروبية.

أمسية فنية وزيارات ميدانية ضمن برنامج الاستقبال

إضافة إلى حفاوة الاستقبال والإفطار الجماعي والندوة الفكرية التي عرفها أول أيام استقبال المعتقل الأمازيغي بأملاكو، فقد عرف الحدث عددا من الأنشطة الموازية من فقرات فنية، وخرجات ميدنية، وكذا معرض للمنتوجات الأمازيغية طيلة أيام الاستقبال.

واختتم أول أيام الاستقبال بأمسية فنية شارك فيها مجموعة من الفرق الغنائية والفنانين من مختلف مناطق المغرب، إضافة إلى عدد من المشاركات الشعرية لشعراء ومبدعين أنشدوا حول المعتقلين والاعتقال السياسي.

وعرف برنامج الاستقبال أيضا في ثاني أيامه، زيارة إلى قبر شهيد القضية الأمازيغية، ورائد الأغنية الأمازيغية الملتزمة مبارك أولعربي، كما سهرت على تنظيم هذه الأيام لجنة منظمة سهرت على تنظيم وجبات جماعية، وتقديم مختلف الخدمات لضيوف قرية أملاكو خلال أيام الاستقبال.

أمدال بريس/ كمال الوسطاني- س.ف

روابط الصور:

https://www.facebook.com/media/set/?set=a.574328156070276.1073741887.142093689293727&type=3

https://www.facebook.com/media/set/?set=a.574480489388376.1073741888.142093689293727&type=3

 

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *