رجل الصحراء: رحلة طويلة نحو دولة الطوارق

يختزل هذا الكتاب في إحدى عشر فصلا قضايا ومواضيع إنسانية وتاريخية مهمة تهم سكان منطقة الصحراء الكبرى عموما وشعب الطوارق خصوصا. حيث يعتمد مؤلفه أكلي شكا الذي اطلقت عليه الصحف والقنوات الغربية لقب “Man of  the Sahara أي رجل الصحراء” وذلك لدفاعه المستميت عن قضايا شعبه من الطوارق وخبرته الواسعة حول المنطقة وما يدور فيها من أحداث بعيدا عن الكاميرا وعن وسائل الإعلام المختلفة، حيث يعول الكاتب على تجربته ومعرفته الشخصية بأمور شعبه لسرد هذه الاحداث بلغة انجليزية بسيطة وجذابة.

في عام 2012، أعلن الطوارق استقلال أزواد، وهي منطقة من الأرض في غرب إفريقيا كانت جزءًا من وطنهم التقليدي لآلاف السنين وجدت فوق مساحة تفوق مساحة فرنسا وبلجيكا مجتمعة. ولكن هذا الإعلان قوبل بمقاومة من المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة ومن المجموعات العرقية والجماعات المتطرفة ناهيك عن دول الجوار. حيث يكشف هذا الكتاب القيم التأثيرات التاريخية للإستعمار الفرنسي على هؤلاء السكان الأصليين والإرث السلبي لتقسيم أراضي شعب الطوارق بين عدد من الدول الحديثة دون مراعاة لخصوصيتهم الثقافية والعرقية، ليكونوا بذلك ضحية لهذا الترسيم العشوائي الذي جعل من هؤلاء القوم مجرد فزاعات بشرية محرومة من أبسط حقوقها الاساسية. ويتناول هذا الكتاب الذي وجد إقبالا غير متوقع من القراء الغربيين انتهاكات حقوق الإنسان والحرمان من المواطنة والإساءات التي يتعرض لها الطوارق اليوم في كل من ليبيا ودول الجوار بسبب أنظمة مؤدلجة تفتقد لأبسط مبادئ ومتطلبات الدولة الحديثة، بحسب الكاتب.

ويرجح الكاتب أسباب الصراع عدم التوزيع العادل للثروات وغياب الديمقراطية ودولة القانون والظلم المجحف والتنافر الثقافي (في مالي والنيجر)، كأحد أهم الأسباب الرئيسية التي دفعت الطوارق في إعلان دولة ازواد في 2012 وهي أسباب ذاتها التي تدفع الطوارق اليوم في ليبيا ودول الجوار بالمطالبة بحقوقهم. حيث يقول الكاتب أن فساد الحكومات المتعاقبة ونكرانها للأصوات السلمية المعتدلة والعاقلة هو الذي يدفع في نهاية المطاف الشعوب الى ثورات مسلحة ومدمرة.

هذا الكتاب الملهم الذي يتناول بتفاصيل مملة قضايا الهوية والمواطنة ودولة القانون، هو بمثابة دعوة لإنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من 60 عامًا في إقليم أزواد (شمال مالي) والمناطق المحيطة به، كما أنه أيضا بمثابة دعوة صريحة لإحتضان ليبيا والجزائر لمواطنها من الطوارق وإنهاء الظلم والتمييز العنصري في هذه البلدان التي لم تشهد حتى الآن ثورات مسلحة رغم الظلم والتهميش الذي يعاني منه الطوارق في هذه الدول.

فصول الكتاب الرئيسية:

  • الفصل الأول: لأول مرة قضية الطوارق أمام الأمم المتحدة.
  • الفصل الثاني: التطرف والسكان الأصليبن الطوارق.
  • الفضل الثالث: الأمل في استقلال أزواد.
  • الفصل الرابع: إرث المستعمر الفرنسي على الطوارق.
  • الفصل  الخامس: الإنقسام الداخلي بين حركات التحرر المختلفة.
  • الفصل السادس: صراع الطوارق والإثنيات المختلفة ودورها في ضرب الاستقلال.
  • الفصل السابع: الدور السلبي لدول الجوار في الدولة المعلنة.
  • الفصل الثامن:  انقلاب 2020 وزيف الديمقراطية في مالي.
  • الفصل التاسع: مقارنة بين أوضاع الطوارق في أزواد ودول المنطقة.
  • الفصل العاشر: فشل اتفاقية الجزائر الموقعة في 2015.
  • الفصل الحادي عشر: دور الإعلام وقناة توماست في الإستقلال وقضية الطوارق.
  • الفصل الثاني عشر: نظرة تحليلية نحو مستقبل أزواد.

معلومات عن الكاتب :

  •  أكلي شكا من مواليد 1983.
  • مؤسس والرئيس التنفيذي لقناة “توماست الفضائية” (2014) وهي أول قناة ليبية تعنى بالطوارق والمكونات الثقافية في ليبيا ومنطقة الصحراء الكبرى.
  • مؤسس ورئيس جمعية تيفيناغ في (2010) وهي جمعية ثقافية في بريطانيا تعنى بالتراث المادي الأصيل لشعب الطوارق.
  • مؤسس منظمة إيموهاغ الدولية من أجل والعدالة والشفافية (2012) وهي منظمة دولية تعنى بحقوق الإنسان وحقوق السكان الأصليون في ليبيا وشمال وجنوب الصحراء.
  • مؤلف كتاب “مصل الحقيقة” مذكرات مناضل من الطوارق (عربي).
  • مؤلف كتاب رجل الصحراء: رحلة طويلة نحو دولة الطوارق.
  • صحفي ومنتج أفلام وثائقية.

شاهد أيضاً

“منتدى أزواد السياسي” يطالب الملك محمد السادس بالتدخل لنجدة الشعب الأزوادي

طالب “منتدى أزواد السياسي”، بصفته الاجتماعية والثقافية، وباعتباره صوتا للشعب الأزوادي بكل أطيافه ومكوناته، من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *