حضي الفيلم الوثائقي “أمودو ن خديجة” (رحلة خديجة) لمخرجه طارق الإدريسي، بإعجاب كبير من قبل الحاضرين عندما تم عرضه أول أمس، السبت 11 نونبر 2017، بسينما “لا رونيسونس” بالرباط، وذلك في إطار اليوم الثقافي الذي نظمته مؤسسة هاينريش بول شمال أفريقيا بشراكة مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الرباط، بهدف تعزيز الرؤية والمعرفة بشأن قضايا الهجرة واللجوء في المغرب.
الفيلم الذي أنتجته جمعية الريف لحقوق الإنسان بدعم من سفارة هولندا وشركة فرفيرا، ولعبت بطولته خديجة المرابط، من سيناريو عبد القادر بنعلي، وهو أحد الكتاب المرموقين في هولندا. وتحكي “رحلة خديجة” قصة شابة ريفية هولندية تنحدر من ضواحي الناضور، حيث تقرر خديجة القيام برحلة طافحة بالشجن والحنين والمشاعر المتناقضة، من هولندا إلى موطنها الأصلي الذي لم تزره منذ عشرين سنة. تمشي خديجة المرابط على أثر والدها، وجدتها لأبيها، المرأة القوية “ماما علال” التي مازالت ذكراها حية في النفوس، ذكرى نموذج نسائي قوي تريده خديجة أن يكون ملهما لنساء الريف.
تعود خديجة لا لتبقى، بل لتصالح ذاكرتها ووالدها الذي رحل على غير وفاق مع ابنته “المتمردة” التي اختارت أن تعيش حياة امرأة حرة في هولندا. لحظات مؤثرة بين ذكريات الفقدان ومشاهد تجديد الصلة مع الأقارب والأحباء، تظافرت مع مواقف حوارية وجدلية محتدمة، خصوصا فيما يخص ما تطرحه خديجة الشابة المتحررة على مجتمعها الأصلي من أجب تحسين وضعية المرأة.
خديجة القوية المستقلة، التي تمارس الملاكمة وتقود الميترو في أمستردام، لا تقاوم دموع الحنين وافتقاد من رحلوا، ليلازمها الانتماء الموزع بين وطنين مشروع ثقافي ورؤية مجتمعية وتاريخية قوية فضلا عن احترافية وتمكن عميقين من جنس الفيلم الوثائقي، يجسدها المخرج طارق الإدريسي الذي عرض في السابق شريطه الوثائقي المثير للجدل “الريف 58/59″، الذي تناول فيه جرح منطقة الريف المفتوح منذ الحملة الأمنية والعسكرية التي شنتها السلطات سنتين بعد الاستقلال.
وتجدر الإشارة إلى أن اللقاء عرف أيضا عرض الفيلم الوثائقي “عندما يأتي بأول عبر البحر” الذي يظهر من خلاله مخرجه جاكوب بروس معاناة مهاجري إفريقيا جنوب الصحراء من أجل تحقيق الحلم الأوروبي والوصول للقارة العجوز، كما تم تقديم كتاب “مسار طويل جدا” باللغة الفرنسية لكاتبه جليل بناني.
ويحكي هذا الوثائقي قصة شابة هولندية من أصول مغربية تدعى “خديجة المرابط”، تعود بعد غياب دام عشرين سنة إلى حيث عاشت عائلتها بنواحي الناظور فتاة تعيش صراعا داخليا بين قيم وعادات المجتمع الأوروبي الذي ولدت فيه، وبين عادات وتقاليد الأمازيغ في المغرب والتي تنتمي أسرتها إليها، فتعيش في صراع داخلي ونفسي وخارجي في المظهر واللغة، وخديجة تمثل مشكلة الآلاف من الجيل الثاني من المهاجرين المغاربة والأمازيغ في أوروبا.
وهذا ما يستعرضه فيلم “رحلة خديجة” للمخرج المغربي طارق الإدريسي، يعرض الفيلم في سينما رينيسانس بالعاصمة الرباط يوم 12 مايو 2017، ويتبع عرض الفيلم مناقشة مع مخرجه حول الفكرة التي يتناولها.
فيما فاز فيلم “رحلة خديجة” لمخرجه طارق الإدريسي بجائزة الجمهور الشبابي الخاصة بالفيلم الطويل.
جائزة أفضل مونتاج للفيلم الوثائقي “رحلة خديجة” للمخرج طارق الإدريسي
كمال الوسطاني