رسائل في السياسة

بقلم: ذ. العربي مكافح المسيوي

اعلم صديقي أن السياسة فن نبيل. فن البحث عن الخير العام. فن إدارة تجمع بشري وقيادته نحو الأفضل. فن البناء المستمر للعدل. بناء دولة حيث الجميع يشعر بالانتماء التام دون أي، أي نقصان.

اعلم صديقي أنه ليس في بلاد مراكش شيء من فن السياسة. بل هناك فقط فن اقتسام السلطة والثروة. فكل الهيئات التي تدعي ممارسة السياسة لم تفكر يوما في رفاهية المواطن وتعليمه وصحته وسكنه…. بقدر ما تفكر في اقتسام السلطة والثروة مع مالكها الحقيقي وهو المخزن.

اعلم صديقي أن السياسة التي لا تؤدي بممارسيها الى مركز القرار فهي سياسة صغيرة داخل سياسة كبيرة. وهذا معناه أن كل من يمارس السياسة في بلاد مراكش يمارسها داخل سقف محدد سلفا حدده المخزن منذ عقود.

اعلم صديقي أن الفاعل السياسي الوحيد في البلد هو المخزن لأنه من يملك صناعة القرار. فكم من متحمس للسياسة انخرط في إحدى الهيئات السياسية ونجح فالانتخابات ليكتشف أن الميزانية عند شخص لم ينتخب بل عينه الفاعل الحقيقي المخزن.( رئيس الجماعة مثلا مع العامل). إذن ما قيمة انتخاب شخص لا يملك من أمر التسيير شيئا.

اعلم صديقي أن الجزء يحيل على الكل وما ينطبق على الجماعة المحلية ينطبق على الحكومة التي لا تملك من أمرها شيئا. لا تملك إلا أن تلعب دور البطولة في مسرحية الخداع المستمر لهذا الشعب. مما سبق يتضح جليا أن الأحزاب الحالية وما تلعبه من أدوار سطحية تضرب السياسة في مقتل. وهي أكبر خطر على السياسة الحقيقية في بلاد مراكش.

صديقي إن السياسة والوطنية وجهان لعملة واحدة. فلا يمكن للسياسي الوطني أن يخون ولا يمكن للسياسي الوطني أن يحمل جنسية بلد آخر (حكومتنا تعج بوزراء لهم جنسيات أجنبية زعما الحكومة الوطنية ).

اعلم صديقي ليس في الوطنية منطقة رمادية بين الولاء للوطن والخيانة. لذا يمكن اعتبار كل من يتمتع بحماية أجنبية خائنا. فالحماية الأجنبية كانت هي الممهد الرئيسي للاستعمار ومن عجائب بلاد مراكش صديقي أن من كان محميا من دول أجنبية قبل الاستعمار. ظل محميا زمن الاستعمار ولازال محميا فكيف يمكن أن نفسر لأطفالنا أننا شعب مستقل.

صديقي صدقني إن قلت لك عليك أن لا تصدقني لأنني لم أعد أثق في أناملي وأفكاري من شدة الخيانة والخذلان في هذا الوطن.

شاهد أيضاً

الجزائر والصحراء المغربية

خصصت مجموعة “لوماتان” أشغال الدورة السابعة لـ “منتدى المغرب اليوم”، التي نظمتها يوم الخامس من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *