رسائل في السياسة (2)

بقلم: ذ العربي مكافح المسيوي

اعلم صديقي (ة) أن الأمازيغية هي روح الأمة المغربية المراكشية. وشمال إفريقيا بصفة عامة. إنها روح الشعب تولد معنا منذ نعومة أظافرنا. توجد في اللسان والوجدان. في اللباس والعمران. في الموسيقى وفي الحرث والتقويم السنوي…. في كل صغيرة كبيرة نجد حضور الثقافة الأمازيغية. لذا فنحن أمازيغ بالضرورة وليس بالاختيار.

اعلم صديقي أنك عندما تطلب من شخص أن يتخلى عن هويته ليصبح عربيا مثلا. فإنك تطلب منه. أن يتخلى عن كل ما سبق ذكره. لأن الهوية ليست مجرد كلمة ننطق بها بل إن جذورها في التاريخ والبيولوجيا وجذعها في الجغرافيا وفروعها في اللغة واللباس والفن….. إذن طلبك هذا يمكن تشبيهه بشخص غريب يطلب منك أن تتخلى عن أمك وأبيك لتصبح ابنا بالتبني. وهذا ضد العقل والفطرة السليمة.

اعلم صديقي أن أمة ليس لها وعي قومي معلن أو غير معلن لا يمكن أن تتقدم ولا أن تقف بندية أمام الأمم الأخرى. لأن الشعوب في النهاية هي امتداد لتاريخها وهويتها. إن شعبا تخلى عن أصالته ورموزه من أجل تبني هويات أخرى سيصبح مثل فتى لقيط وسط مجموعة من الأطفال الشرعيين.

اعلم صديقي أن المصالحة الشاملة تبدأ من هنا رد الاعتبار للشخصية المغربية او المروكية الحقيقية لتتصل بجذورها فالشجرة التي لا جذور لها تقتلعها الرياح بسرعة.

اعلم صديقي أن وجود تيارات فكرية غريبة داخل مجتمعنا كالقومية العربية او الفرنكفونية…. سببه هو غياب أو تغييب الحضارة الأمازيغية التي هي روح الشعب.

اعلم صديقي أن العودة إلى الأصل حتمية تاريخية لن تنفع كل محاولات مسخ الشخصية المغربية المروكية. أو ربطها بالشرق أو الغرب لأننا شعب تعودنا على العيش في ملتقى طرق العالم تعودنا على الأجنبي بيننا. ولكن لم ولن يصبح الأجنبي هو أنا.

اعلم صديقي أنه عندما نمتثل للواجب وللدولة وللقانون فإننا نمتثل في النهاية لذلك الشعور بالإنتماء الجماعي لأمة ولحضارة. قد تكون متدينا او لا دينيا أو فوضويا. فإنك تظل في هوية مع ذاتك. والتي تستمدها من جذورك الحضارية.

اعلم صديقي أن كل شخص كيما كانت مكانته أو تعليمه فإنه مسؤول اتجاه أرضه وحضارته. فالانتماء هو مسؤولية اتجاه الوطن والذات والغير.

اعلم صديقي أنك لن تلاقي يوما ايطاليا يتوسل ألمانيا ليمنحه الهوية الألمانية. وقس على ذلك هذا هو حال جميع شعوب العالم.

اعلم صديقي انه كلما انفتحنا على الغير إلا وازداد وعينا باختلافنا. رغم كل محاولات العولمة لقتل الاختلاف فينا.

شاهد أيضاً

الجزائر والصحراء المغربية

خصصت مجموعة “لوماتان” أشغال الدورة السابعة لـ “منتدى المغرب اليوم”، التي نظمتها يوم الخامس من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *