رسالة الزفزافي للحركة الثقافية والتأويلات الممكنة

الطاهري إبراهيم

بعض الطفيليات الإلكترونية حقيقية يزعجهم الدور الريادي الذي تلعبه الحركة الثقافية الأمازيغية في الجامعة المغربية،  بخلقها لفعل طلابي تنويري داخل الساحة الجامعية، فحاولوا إيهام الناس بخزعبلات مفبركة لدردشة  مع أب المعتقل السياسي لحراك الريف أحمد الزفزافي.

رسالة ناصر إلى الحركة الثقافية الأمازيغية أكيد أنها خلقت للبعض غصة، لأنها رسالة وفاء وعرفان لمكون طلابي لم يخلق لنفسه قضايا غير قضايا الوطن ولم تنفلت منه البوصلة إلى المشرق العربي أو إلى روسيا ونبال، بل همه هو معانقة هموم الشعب المغربي وتحمل عبئ قضاياه المصيرية.

يمكن في المحصلة أن نجمل أسباب عدم استساغة البعض لرسالة الزفزافي إلى النقاط التالية

1 الرسالة تعني أن الحركة الثقافية لها  من الرصيد النضالي ما يؤهلها لخلق جيل مثقف متنور قادر على حمل مشعل الأمل.

2 تزكية الفعل الطلابي الذي تقوم به الحركة الثقافية في الساحة الجامعية بتحطيمها للصورة النمطية السائدة في الوسط الطلابي وتنظيمها لأشكال فكرية تناقش فيها بعقلانية وتأسيسها لنسيبة الأفكار والقطع مع المسلمات الاطلاقية، عبر التطيري الفكيري والتوعوي استنادا إلى عصارة الفكر البشري،  ولم تخلق لنفسها اصناما وهمية خيالية،  ولم تبشر أحد باستعادة العصر الذهبي أو التبشير بمجتمع شيوعي تذوب فيه الطبقات.

3 أن النضال الفكري والثقافي هو أسمى أنواع النضال إذ به تقوى العزيمة وتكبر الإرادة للانقياد من الاستلاب وأن أساس أي تطور وتقدم رهين بمعانقة الإنسان لذاته ولكينونته، وهذا بطبيعة الحال هو العمل اليومي والدؤوب للحركة الثقافية الأمازيغية.

4 تأكيد الرسالة على وطنية الخط الفكري والنضالي للحركة وربطه بالوطن أولا وأخيرا وعدم بلورته في أنساق تداولية خارجية.

5 التأكيد على أن شهداء الحركة ومعتقليها نتاج لتصور ديمقراطي يسعى لتكريسها، وأن تضحياتهم الجسام هي بوصلة أي عمل تحريري يسعى إلى تخليص الشعب من براثين التبعية والاستلاب إلى رحاب البعث والأحياء  والكرامة والعدالة الاجتماعية.

6 الإيمان بأن للحركة دور ريادي في الشارع السياسي وفي استطاعتها تكوين جبهات نضالية من خلالها ستترجم أفكارها وتصورتها وهذا ما أكده ناصر في آخر رسالته.

إن نضالاتكم ومساهماتكم  في نشر الوعي بين عموم الشعب و التعريف بالقضية الأمازيغية  باعتباركم نشطاء في الحركة الثقافية الأمازيغية  التي قدمت شهداء و معتقلين نقف لهم إجلالا و إكبارا، تعد تضحياتهم كبيرة من أجل النهوض بالإنسان الأمازيغي ككيان حي  له هوية و ثقافة  و لغة  تمتد  لآلاف السنين، إذ لا يمكن لأي شعب أن يتقدم أو يتطور إذا لم يعترف بأصله و انتمائه ويتعلق بأرضه  و يتصالح مع ذاته , وما أحوجنا اليوم أكثر مما مضى إلى ثورة فكرية وثقافية شاملة للقضاء على كل أنواع  الاستلاب الثقافي والهوياتي بل وحتى الديني و استرجاع الذاكرة التاريخية المستلبة و التحرر من قيود الطغيان و الاستبداد بكل أنواعه و أشكاله , و ما الحراك الشعبي السلمي و الحضاري  لنموذج واضح على بروز ذهنية جديدة تعيد الاعتبار للإنسان الريفي الأمازيغي الحر. أنتم القدوة التي ستواصل النضال من أجل تحقيق تطلعاتنا و أمانينا لنعيش أحرارا  في وطن يتسع للجميع ونصل لما نصبوا إليه جميعا .

طبيعي جدا إذا أن تتأثر بعض الجهات بهذه الرسالة التي تزكي بما لا يدع مجال للشك أن الحركة الثقافية لها الدور الريادي في البناء وفي الفعل الطلابي المغربي وان لها حس وطني مشهود له، وهذا بطبيعة الحال ما سيتأثر به البعض خاصة دعاة الشرعية التاريخية ودعاة الملية، والتي لا يبقى لها إلا تلفيق الأكاذيب وخزعبلات من أجل التشكيك في مصداقية الرسالة،  تترك لكم الحركة  لغة اللسان فلها لغة الفعل والتجسيد،  موعدنا بأنفا يوم الأحد 14 أبريل.

شاهد أيضاً

«مهند القاطع» عروبة الأمازيغ / الكُرد… قدر أم خيار ؟!

يتسائل مهند القاطع، ثم يجيب على نفسه في مكان أخر ( الهوية لأي شعب ليست …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *