رفع الخميس 31 أكتوبر، الستار على تمثال “ماسينيسا” ملك نوميديا، في قلب حديقة تافورة بالجزائر العاصمة، عشية الاحتفالات بالذكرى الـ65 لاندلاع ثورة التحرير الجزائرية، حيث يبلغ علو التمثال المصنوع من البرونز، 3 أمتار مثبتة على قاعدة رخامية بسمك 2.5 متر.
وتوسط تمثال ملك نوميديا، حديقة تافورة الواقعة قبالة ميناء الجزائر، وسيتمكن الجمهور لدى وقوفه أمام التمثال من قراءة “لوحات تعريفية بالملك النوميدي وذلك باللغات الأربعة العربية والأمازيغية والفرنسية والانجليزية”.
وقال رئيس بلدية الجزائر الوسطى، عبد الحكيم بطاش، إن هذا التمثال هو نتاج 3 سنوات من العمل من إنجاز 3 فنانين خريجي مدرسة الفنون الجميلة” وقد تم تأطيرهم ومتابعتهم من قبل لجنة فنية مكونة من 4 مدراء لمدارس الفنون الجميلة بالجزائر، وبلغت تكلفة المشروع حسب ذات المتحدث مليار و700 سنتيم.
وكان الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، الهاشمي عصاد، أعلن، منذ ثلاثة سنوات، أنه سيتم تصميم وتنصيب تمثال للشخصية التاريخية ماسينيسا بالجزائر العاصمة.
وذكر عصاد حينها، أنه تم اختيار موقع هذا التمثال بساحة الفوارة قرب النفق الجامعي بقلب الجزائر العاصمة من طرف الوالي ورئيس المجلس الشعبي لبلدية سيدي امحمد والمحافظة السامية للأمازيغية.
وجاء هذا المشروع الرامي إلى إعادة الاعتبار للثقافة الأمازيغية والتاريخ تجسيدا لتوصيات الملتقى الدولي حول “ماسينيسا: في قلب تأسيس أول دولة نوميدية” المنظم في سبتمبر 2014 بالخروب (قسنطينة) حسب نفس المتحدث.
وتحضيرا لهذا العمل الذي يتم تمويله من ميزانية البلدية تم تنصيب لجنة على مستوى المحافظة السامية للأمازيغية تتشكل من مختصين في التاريخ وفنانين ونحاتين لإجراء مسابقة وطنية بغية اختيار أحسن تصميم والتي أعلن عن نتائجها بمناسبة إحياء السنة الامازيغية. وأكد حينها أن كل مؤسسات الدولة مجندة لتجسيد هذا التمثال الذي يعد “مفخرة الجزائريين ولترقية الثقافة الامازيغية”.
ويعتبر ماسينيسا مؤسس الدولة النوميدية في القرن الثاني قبل الميلاد وجعلها مملكة مزدهرة ولها مكانة في البحر الأبيض المتوسط. كما قام بسك عملة نقدية وطنية آنذاك وكان محترما للمعاهدات ورافضا لكل تدخل خارجي في الشؤون الداخلية وهو صاحب المقولة المشهورة “إفريقيا للأفارقة” مما يعكس مدى تمسكه بسيادته.