قام وفد من الطلبة الألمان، مساء اليوم، الإثنين 30 أبريل 2018، بزيارة لمقر جريدة العالم الأمازيغي، رفقة مدير مشروع المغرب لمنظمة فريديريتش ناومان من أجل الحرية،كليرهوف أولاف، وذلك في إطار الزيارات الاستكشافية التي يقوم بها الطلبة الألمان لبلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
وقد حضي الوفد المكون من حوالي 20 طالبا يتابعون دراساتهم العليا بمختلف شعب ومسالك العلوم الإنسانية، بمحاضرة لرئيس التجمع العالمي الأمازيغي، الأستاذ رشيد راخا، حول تاريخ الأمازيغ بشمال إفريقيا وعلاقتهم بشعوب الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، وكذا نبذة عن نضالات إمازيغن من أجل انتزاع حقوقهم المشروعة، فيما قامت مديرة جريدة العالم الأمازيغي، أمينة ابن الشيخ، بإلقاء كلمة ترحيبية أمام الضيوف، وتسليمهم ملفات تضم إلى جانب العدد الأخير من جريدة “العالم الأمازيغي”، رسالة التجمع العالمي الأمازيغي للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وتكلف كليرهوف أولاف بالترجمة إلى الألمانية.
وفي معرض محاضرته أكد رشيد الراخا، أن الاعتقاد السائد بأن كل مظاهر الحضارة الإنسانية جاءت إلى إفريقيا من الشمال أو الشرق، هي اعتقادات خاطئة، موضحا أن الدراسات الأخيرة التي قام بها الباحثان الأنتربولوجيان عبد الواحد بن نصر عن المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث التابع لوزارة الثقافة والاتصال بالمغرب، وجان جاك يوبلان بمعهد “ماكس بلانك” للأنثروبولوجيا المتطورة بألمانيا، أدت إلى اكتشاف جمجمة أقدم إنسان عاقل على وجه الأرض حتى الآن، والتي يعود تاريخها إلى أكثر من 300 ألف عام، والتي تم اكتشافها في جبل إيغود باليوسفية وسط المغرب، مضيفا “كما أفادت الأبحاث التي أجريت بمغارة “إفري نعمار” نواحي الناضور بأن إنسان شمال إفريقيا مر بجميع مراحل التطور البشري من البدائية حتى التعدين واكتشاف الزراعة”.
وقال الراخا أن اكتشاف الزراعة ساهم كثيرا في بناء الحضارة الأمازيغية، فظهرت مجموعة من المدن والتجمعات الحضرية في سفوح جبال الريف والأطلس وعلى ضفاف الأنهار، “وطور الأمازيغ أساليب الزراعة والعمران، وحولوا إيبيريا على مر القرون التي استقروا بها إلى جنة من الحدائق والقصور” يضيف الراخا.
وأوضح الراخا كيف كان لتطور الزراعة في المجتمع الأمازيغي أثر كبير في التفكير فيما بعد الموت والجنة وبناء الأهرام بالنسبة للفراعنة، وملؤها بالذهب والخمور التي اخترعها سكان شمال إفريقيا بعد تحقق فائض في إنتاج الحبوب والكروم، إلا أن الإفراط في قطع الأشجار يضيف الراخا “من أجل بناء الأهرامات أدى إلى تدهور التربة وتصحر الأراضي الزراعية الخصبة، ما دفع الأمازيغ للهجرة إلى الشمال والاستقارا على ضفتي البحر الأبيض المتوسط”.
أمضال أمازيغ: كمال الوسطاني