استحضارا لما تعرفه الساحة الأدبية الأمازيغية من تحولات عميقة امتدت عبر سنوات حيث بادر العديد من الأساتذة الباحثين و المبدعين في مختلف الاجناس الى تدوين المنتوج الادبي الامازيغي، و هو السياق الذي يقتضي منا جميعا المساهمة في تحقيق تراكم هدفه إغناء المكتبة الأمازيغية و الارتقاء بها و الانفتاح على الادب العالمي و ما يطرحه من تحديات ليست باليسيرة. من هذا المنطلق، عمد الاستاذ هشام حموتي إلى الكتابة الروائية إيمانا منه بأهمية و خطورة هذه المرحلة و ما تستدعيه من حشد الجهود و تنسيقها نحو غد مشرق تنال فيه الأمازيغية المكانة التي تستحقها و إرساء جسور التواصل بينها و بين الثقافات و اللغات العالمية.
ولد الكاتب هشام حموتي ببلدة أزغنغان التابعة لإقليم الناظور سنة 1985، حاصل على الإجازة في اللغة الاسبانية بالكلية المتعددة التخصصات للناظور سنة 2009، عمل أستاذا للغة الاسبانية بإقليم طرفاية جهة العيون الساقية الحمراء الى حدود سنة 2019، حيث سيلتحق بالمركز الجهوي لمهن التربية و التكوين بنفس الجهة كإطار إداري متدرب، و هو مستقر حاليا بمدينة العيون جنوب المغرب.
على غرار ثلة من المبدعين و الكتاب الامازيغ بادر هشام حموتي إلى كتابة روايته الأولى “Udem n Tallest” (وجه الظلام)، من خلال هذا العنوان يبدو أن الرواية تلعب على وتر الغموض و الإثارة، في قالب يمتزج فيه الواقع بالخيال، تجسده شخصيات تحمل في ملامحها ألم الجوع و القهر، و الحيرة من الظلام حيث تختفي الوجوه تاركة وراءها أسئلة دون أجوبة، و من يحاول الإجابة عنها كمن يحاول اقتفاء أثر المجهول، رغم ذلك فقد استطاع الكاتب أن يميط اللثام عن حجم معاناة الريفيين و استعمالهم كدروع بشرية في حرب لا تعنيهم، منهم من مات و منهم من عاد، و منهم من نال الحرية ثم هاجر بعد ذلك تاركا وطنه وراء ضهره.
أمضال أمازيغ: مراسلة