“رويشة ن عين اللوح”.. من تلميذ “حمو أوليازيد ” إلى أيقونة للأغنية الأمازيغية

من قرية عين اللوح بالأطلس المتوسط بزغ نجمه وانطلق مقتفيا باقتدار كبير أثر عميد الأغنية الأمازيغية المغربية حمو أوليازيد، لكي يصير بعدها من الأسماء اللامعة في سماء الأغنية الأمازيغية. إنه رويشة عين اللوح، الذي أتحفت أغانيه وما تزال عشاق الفن والأغنية الأمازيغية الأطلسية.

وقد لاقت أعمال “رويشة ن عين اللوح”، واسمه الحقيقي اليوسفي بن موحى، نجاحات كبيرة لكون كلماتها تتطرق إلى مواضيع اجتماعية وعاطفية، إضافة إلى أغان ذات طابع وطني تتغنى بالأمة المغربية والعرش العلوي المجيد. وهي أعمال كان لها وقع كبير على عشاق الأغنية الأمازيغية الأطلسية إلى حد أن العديد من الفنانين أعادوا أداءها.

ومن الأغاني البارزة لليوسفي بن موحى: “سوحلاخ امازان كوياس”، و “اوى فرح الشباب اذ نصر ربي الملك”، و “حارص امينو”، و “حاول اوا حاول تعميدي”، وغيرها من الأغاني التي أغنت ريبيرتوار الأغنية الأمازيغية.

في تصريح خص به البوابة الأمازيغية لوكالة المغرب للأنباء، يستحضر اليوسفي بن موحى، و هو من مواليد 1947، مساره الممتد لأكثر من نصف قرن، وبالضبط 55 سنة من العطاء. ويتذكر في هذا الصدد، الأيقونة “حمو أوليازيد” الذي لقبه ب “رويشة” سنة 1960، حينما برز نجمه كفنان يطرب الساكنة المحلية ويغني في المناسبات الاجتماعية من أعراس وحفلات.

وأضاف “رويشة ن عين اللوح” أن شغفه بالموسيقى بدأ في سن مبكرة، وخصوصا منذ سنة 1961 حينما بلغ الرابعة عشرة من عمره، حيث شق طريقه منذ ذلك الحين وبرز اسمه في المجال الفني في ظل مرافقته للفنانين خردالي حميد وحسن الناصري المعروف ب “بويقيفي”، وذلك في إطار تنشيط حفلات الأعراس وغيرها من المناسبات الاجتماعية الأخرى بالمنطقة.

وفي سنة 1963، سجل اليوسفي أول أغنية له بالإذاعة والتلفزة المغربية، وهي أغنية “ماد أولنش اس تساوالت سيرست أيل وينو”، دائما بمرافقة الفنانين المعروفين في مجال الأغنية الأمازيغية آنذاك خردالي حميد والناصري حسن بويقيفي.

وأشار اليوسفي إلى أنه تمكن من تسجيل أغانيه على الأسطوانات بمختلف أحجامها المعروفة آنذاك، كما سجل على ما كان يعرف ب”البوبينات” (الملفات الكهرومغناطيسية) وأشرطة الكاسيط منذ ظهورها حوالي سنة 1975، وحتى على الوسائط العصرية الحالية.

ويجيد هذا الفنان المزداد بدوار “أيت قسو أوحدو، إركلاون” بالجماعة القروية “تكريكرة”، العزف على آلتي لوتار والكمان. وقد أدى أغانيه بالدرجة الأولى بالأمازيغية إضافة إلى العربية حين يطلب منه الجمهور ذلك.

يقول بهذا الخصوص إنه بدأ بالعزف على آلة الكمان منذ سنة 1959، مقتفيا في ذلك أسلوب أستاذه وعميد الأغنية الأمازيغية الأطلسية، المرحوم “أوعصيم حمو أوليازيد” الذي كان بمثابة مثله الأعلى.

وحول نشاطه الفني خارج أرض الوطن، أشار اليوسفي إلى أنه أحيى العديد من الأمسيات بالخارج، من بينها السهرة التي أقامها بفرنسا سنة 1978 (في مدن أورليان ودروك وليون) وببلجيكا (بروكسيل و أنفيرس)، إضافة إلى ألمانيا سنة 1982 بمدينتي دوسلدوف وألزدروف.

وبذلك، يكون “رويشة ن عين اللوح” قد حجز مكانة خاصة له في مجال الأغنية الأمازيغية الأطلسية، وذلك بفضل أعماله التي ما تزال إلى اليوم خالدة في أذهان العديد من عشاق هذا الفن المغربي الأصيل لما تتضمنه من معاني عميقة تحتفي بالوجود والحياة وتعالج مواضيع الساعة آنذاك.

اقرأ أيضا

التناص في الأدب الأمازيغي نماذج مختارة من الشفاهية ومن رواية أضيل ن إسردان ل عمر بوعديدي

 تمت مناقشة أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في الأدب الأمازيغي بكلية الاداب والعلوم الانسانية جامعة سيدي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *