قيدومة الصحفيات
من بين الشطحات والأكاذيب التي يسردها الإعلام هو أن أول امرأة اشتغلت في مجال الصحافة هي السيدة مليكة الفاسي، هذه المرأة التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه حيث تعد المرأة الوحيدة التي وقعت على وثيقة المطالبة بالاستقلال (11 يناير 1944).
لوقت طويل كانت تعتبر السيدة الفاسي السباقة لولوج عالم الصحافة، لكن هذا غير صحيح، فالسيدة ارحيمو المدني هي السباقة إلى عالم الصحافة حيث نشر لها أول مقال بجريدة الريف الصادرة بتطوان بتاريخ 15 أكتوبر 1936، وهكذا تكون قد مرت 81 سنة عن نشر أول مقال لسيدة مغربية ولها مقالات أخرى بمجلة “الأنيس التطوانية”.
من تكون السيدة ارحيمو المدني؟
هي بكل فخر كريمة المجاهد السيد القائد ميمون المدني رفيق الأمير محمد عبد الكريم الخطابي، ريفية الأصل نشأت بشفشاون ثم انتقلت إلى طنجة. عملت أستاذة في مدرسة البنات العربية بالقصبة (طنجة). ثم أستاذة للتدريس في المدرسة الاسبانية للبنات.
ويعود إبراز أسبقية السيدة ارحيمو المدني عن السيدة مليكة الفاسي في عالم الصحافة إلى الأستاذ رشيد العفاقي (باحث من طنجة، انظر دعوة الحق، ع 399/ مارس 2011).
وقفة مع أمينة اللوه
ولدت السيدة أمينة اللوه سنة 1926 بتطوان، أصولها تعود إلى قبيلة بقيوة (الحسيمة). تعتبر أول امرأة تنال شهادة الإجازة، حيث حصلت عليها سنة 1957 بكلية الآداب بجامعة مدريد. وقد كانت أستاذة باحثة بالمركز الجامعي للبحث العلمي بمدينة الرباط. كما لها مشاركات إذاعية تحرض فيها على الدفع بالمرأة للمساواة مع الرجل في الحقوق والعلم والثقافة. كما دأبت على نشر مجموعة من المقالات في الجرائد والمجلات، لها مجموعة من المؤلفات أشهرها “الأميرة خناثة بنت الشيخ بكار” (زوجة مولاي إسماعيل). ونالت أمينة اللوه عن هذا التأليف جائزة المغرب عام 1954، ولها كتابان آخران، الأول عن الطفولة المغربية، والآخر غن الأخوين محمد وامحمد عبد الكريم الخطابي.
وقد اشتهرت السيدة اللوه بترجمة روائع الشعر الاسباني إلى العربية. أما عن والدها فهو السيد عبد الكريم أحد رفاق الخطابي، الذي اشتغل بسلك الدبلوماسية حيث كان يبعثه الخطابي إلى انجلترا ممثلا للثورة الريفية وكذلك إلى طنجة. أما عمها فهو العربي اللوه، أحد علماء الريف، ووالدتها هي السيدة رقية بنت أحمد الخطابي أحد بنات أعمام عبد الكريم الخطابي، وكانت وفاتها يوم 05 يناير 1986.
ريفية تقتحم محطة النازا الأمريكية
كلما أردنا أن ننسلخ عن أمجاد المقاومة إلا ووجدنا ريفنا دائما مرتبطا بماضيه التحرري. هذه المرة سوف نتحدث عن شابة أخرى مرتبطة بأمجاد المقاومة. إنها الشابة أسماء بوجيبار، جدها هو أحمد بوجيبار. كان عضوا في حكومة “الجمهورية الريفية”. فقد كان جدها متصرفا ومساعدا لوزير المالية، يعني الذراع الأيمن للسيد عبد السلام الخطابي.
مع مسار أسماء بوجيبار
هي مواليد 1984، نالت إجازة في علوم الأرض من جامعة رين/ فرنسا، ثم شهادة الماستر من جامعة جزيرة لارينيون (حيث كان الخطابي منفيا) عن عالم البراكين حيث تشتهر الجزيرة بكثرة البراكين، وأشهرها هو الموجود بجانب مطار ساندوني العاصمة، وهي الآن أستاذة باحثة في سلك الدكتوراه حول موضوع: تشكل الكواكب وتفريقها. أسماء بوجيبار حضيت في مرحلة الماستر على 3 دورات للتدريب والبحث:
1- حول الحمم البركانية والبراكين.
2- حول ارتفاع الضغط ودرجة الحرارة.
3- حول حركة التفاعل الكميائي في النقط الساخنة حول الأعمدة البركانية.
لقد قوبلت أسماء بوجيبار أن تكون عالمة في محطة الفضاء nasa الأمريكية نظرا لتفوقها ومتانة أبحاثها وتزكية أساتذتها.
وبهذا تعتبر الريفية أسماء بوجيبار أول مغربية تقتحم محطة الفضاء النازا الأمريكية. بالتوفيق لعالمتنا الشابة الريفية.
فايدة بلحسن (الثعلب الماكر)
فايدة بلحسن من الأسماء التي طواها الزمان ولم يبق لها اثر، تعتبر فايدة بلحسن الصندوق الأسود للثورة الريفية، حيث كانت تشغل منصب رئيسة المخابرات في الجمهورية الريفية. فإلى جانب توفر الثورة على الرجال والنساء والقبائل الحليفة، كان لابد لها أن تتوفر على المعلومات، فكانت السيدة فايدة هي من تسهر على جمع المعلومات عن العدو، مما قد تتيح فرصة أكثر للانتصار.
لكن بعد استسلام الخطابي بتاريخ 26/ 05/1926 فضلت السيدة فايدة بلحسن الهجرة إلى فرنسا، وبالضبط إلى عاصمتها باريس. وقد زاولت مهنة الرسم، رسم البورتريهات، من سنة 1927 إلى 1965 سنة وفاتها.
في الختام نتمنى أن نكون قد استوفينا ولو الشيء القليل عن سيدات ريفيات كن رائدات ومازلن حاضرات في الريادة ويبقين كذلك. بالتوفيق للمرأة الريفية.
ملاحظـات
• حصلت الطالبة مريم بورحايل (الحسيمة) على معدل 21.03 للسنة الدراسية 2013/2014، قسم الباكالوريا بفرنسا. ويعتبر هذا المعدل الأعلى في فرنسا وفي الاتحاد الأوروبي عبر التاريخ.
• ولا ننسى استحضار روح الشهيدة وأيقونة الشهيدات السيدة فاطمة بنت سيدي أحمد بوطيب، استشهدت بواسطة القصف الجوي بتاريخ 12 اكتوبر 1955، بتيزي وسلي دائرة أكنول.
• وطول العمر والصحة للمجاهدتان السيدتان حبيبة بيجو ومامّا بلقاسم، هاتان السيدتان اللتان شاركتا في إنزال السلاح من الباخرة “دينا” برأس الماء سنة 1955.
اليزيد الدريوش