في إطار مشروع “جمعية رحل صاغرو للتنمية” بالنقوب، اقليم زاكورة، والمتعلقة بمبادرتها الاجتماعية بإنشاء مدرسة متنقلة لمحاربة الأمية في صفوف الأطفال الرحل وبفضل جهود الجمعية، وبتعاون ودعم من بعض أصدقاء الجمعية داخل المغرب وخارجه، حققت الجمعية المزيد من الإنجازات، والمتمثلة في توفير المعدات الأساسية لضمان تمدرس الأطفال الرحل بمنطقة تگراكرا المعزولة، وتتمثل هذه المعدات المهمة في 3 خيام مانعة للأمطار،(خيمة قسم، خيمة المعلم، وخيمة مرحاض)، بالإضافة إلى لوحة شمسية للإضاءة وخزان مياه بلاستيكي ,في انتظار استكمال باقي المستلزمات الضرورية الأخرى.
وقد نظمت الجمعية يوم 3 أبريل الماضي، قافلة تضامنية رفقة أصدقائها من الداعمين، ومنهم مؤسسة سكاي بروديكسيو، وقد تمت القافلة التضامنية الأولى من نوعها اليوم الأول 03/04/2021، الإنطلاق من مركز النقوب، حوالي الساعة 10:00 صباحا، على متن سيارات لنقل المعدات والأمتعة الثقيلة.
ووصلت القافلة قرية الداوعبيد، وهي آخر محطة قبل اكتساح الجبال، حيث وصلتها القافلة حوالي الساعة 12:00 زوالا، وبعد حوالي ساعتين من تحميل المعدات والأمتعة، على ظهر 6 بغال،انطلقت قافلة البغال ومعها اعضاء الجمعية ومرافقيهم من الداعمين، على أقدامهم، حوالي الساعة 14:00، وعبر مسالك طرقية جبلية، واصل الجميع مسيره لمدة 4 ساعات ،ليصلوا في النهاية حوالي الساعة 18:00، مساءا إلى تگراگرا، حيث مدرسة محاربة الأمية.
وقد وجد المشاركون في القافلة، في استقبالهم سكان المنطقة من الرحل، الذين رحبوا بهم ووفروا لهم وسائل الراحة.
وانطلقت رحلة اليوم الثاني 04/04/2021 فجرا، وقسم الفريق إلى أربع مجموعات، مجموعة تقوم بتركيب هيكل خيم المدرسة، وتثبيثها، مجموعة أخرى مهمتها تحضير وجبة الغذاء ومجموعة أخرى، تقوم بترتيب الأدوات المدرسية، وبعض الملابس لتوزيعها على الأطفال، بينما تقوم مجموعة صغيرة بالتصوير وتوثيق الحدث.
وخلال الفترة المسائية، كان الجميع على موعد مع فسحات ترفيهية، مع أهازيج تراثية للرحل، ولتقاسم ما جاد به الرحل على ضيوفهم، سيرا على عادتهم، ليخلد الجميع إلى النوم في جو من الهدوء والسكون، استعداد لمرحلة العودة في اليوم الموالي.
عادت القافلة خلال اليوم الثالث 05/04/2021 خلال وقت مبكر، بعد إزالة الخيام، وجمعها والإحتفاظ بها، إلى غاية توفير معلم لهذه المدرسة، وتوفير باقي المستلزمات، في رحلة العودة انطلقوا إلى قرية الدوعبيد، حيث السيارات في انتظار وصول المشاركين في هذه القافلة التضامنية الخاصة بدعم وتشجيع تمدرس الأطفال الرحل.
وعاد المشاركون عبر مضايق “أگزي ن تگراگرا”، ووصل المشاركون إلى قرية الداوعبيد، حوالي الساعة 13:00، حيث وصل الجميع إلى نقطة الانطلاق، حوالي الساعة 15:00.
بالرغم من ما ميز هذه الرحلة من مشاق وبعد المسافة ووعورة المسالك، لكنها كانت رحلة ذات رمزية إنسانية في الدرجة الأولى، حيث ساهمت في فك العزلة عن ساكنة تلك المنطقة المعزولة، والذين يفتقدون لأبسط شروط العيش (لا طريق، لا شبكة هاتف، ولا كهرباء ولا دواء..الخ)، ورسمت الرحلة ابتسامة على محيا الأطفال الرحل وأبناء منطقة تگراگرا الجبلية الكرماء والبسطاء، حاملة إليهم أمل إنشاء مدرسة تنقذ أبنائهم من الجهل والأمية وتحسين ظروف عيشهم في قادم الأشهر والسنوات.
كانت مبادرة اجتماعية قيمة لجمعية “رحل صاغرو للتنمية” الفتية بمركز النقوب، وسعت من خلالها إلى إنقاذ الهامش المنسي، وتسليط الضوء على معاناته، أملا في إيجاد داعمين للمشاريع التنموية التي تحملها الجمعية ضمن مخططاتها، الموجهة للنهوض بالرحل وأوضاعهم في كافة المجالات الاجتماعية، الاقتصادية، التعليمية، الصحية والثقافية وغيرها.