عاشت مدينة أكادير طيلة يوم أمس، 20 فبراير 2017، على وقع هزة أرضية أخرجت ساكنة المدينة إلى الشارع خوفا من تكرر فاجعة زلزال 1960.
وقد بلغت قوة الهزة الأرضية التي ضربت جماعة آيت عميرة بإقليم اشتوكة آيت بها، في حوالي الساعة السابعة و 44 دقيقة من صباح أمس، حوالي 4.5 درجات على سلم ريشتر٬ حسب ما أفاد به المعهد الوطني للجيوفيزياء٬ التابع للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني.
الهزة الأرضية التي استشعرها مجموعة من السكان بمدينتي أكادير وإنزكان خلفت الرعب والهلع في صفوف ساكنة مدينة أكادير، حيث خرجوا إلى الشوارع لتجنب أية كارثة طبيعية، خصوصا وأن السلطات المحلية بالمدينة حذرت من تكرار الهزة.
و لم تخلف الهزة الأرضية أية خسائر في الأرواح علما أنها وصلت قوتها إلى كل من مدن إنزكان وأيت ملول وأورير وأيت اعميرة.
وكان مدير الوكالة الحضرية لأكادير قد توقع، قبل أزيد من أسبوع، وفاة ما يقارب 1500 شخص في حال حدوث زلزال جديد بمدينة أكادير، خاصة بالمنطقة التي سيقام عليها مشروع “أكاديرلاند”، جاء ذلك في معرض حديثه عن الدوافع التي دفعت الوكالة إلى رفض هذا المشروع.
وأكد مدير الوكالة الحضرية في ندوة صحفية في التاسع من الشهر الجاري بمقر المركز الجهوي للاستثمار بأكادير، بحسب ما أوردته “المساء” أنه أثناء دراسة هذا المشروع تم استحضار زلزال سنة 1960 الذي ضرب هذه المدينة التي زارها محمد الخامس ساعتها والتي بلغ عدد الضحايا بها 1500 شخص، وهو نفس العدد المتوقع وفاته بالمنطقة التي سيقام عليها المشروع، وقال المسؤول نفسه إن عدد المستخدمين المتوقع تواجدهم بهذا المكان هو 1000 شخص إضافة إلى 500 شخص من الزوار.
وشدد المتحدث ذاته على أن خوف الوكالة على أرواح الناس كان من بين أهم الدوافع الرئيسية لتسجيل الملاحظات على هذا المكان، مؤكدا أن الوكالة تعتمد على الوثائق التقنية التي تنجزها الجهات ذات الاختصاص التقني وتقوم الوكالة بدراستها وإبداء الملاحظات المناسبة ونبه إلى أن الوكالة ليست جهة مخول لها أن تقدم ترخيصا.
جدير بالذكر أن مدينة أكادير عاشت زلزالا مدمرا في 29 فبراير 1960 في الساعة 23:40 مساءا، بدرجة 5.7 م ث، و سجل كأكثر زلزال فتكا وتدميرا في التاريخ المغربي، حيث قتل حوالي 15000 نسمة (حوالي ثلث سكان المدينة في ذلك الوقت) وجرح 12000 آخرين، وترك مالا يقل عن 35000 شخصا بلا مأوى.
كمال الوسطاني