زلزال الحوز: الإطارات والفعاليات الأمازيغية  تطالب برفع التهميش الترابي والإقصاء التنموي بالمناطق المنكوبة

جددت العديد من الإطارات والفعاليات الأمازيغية تعازيها الحارة لساكنة جبال وسفوح “أدرار ن درن”، ولأسر ضحايا الزلزال وأقاربهم، وللشعب المغربي قاطبة ولكل الأمازيغ في العالم، مع الشفاء العاجل للجرحى والمصابين والمفجوعين.

وطالبت التنظيمات الأمازيغية، في بيان توصلنا بنسخة منه، برفع التهميش الترابي والإقصاء التنموي وإعادة الاعتبار للثقافة واللغة الأمازيغية،  والتفعيل الجاد  لخيارات إعادة إعمار وتأهيل وتنمية “أدرار ن درن”.

ودعت إلى  ضرورة التعجيل بوضع برنامج جد مستعجل في غضون أيام لإيواء الساكنة المتضررة داخل مساكن مؤقتة عازلة ودافئة قبل دخول موسم الأمطار والثلوج، وتوفير المرافق الصحیة اللائقة،  والمواكبة الطبية للسكان للحمایة من الأمراض والأوبئة، وتوفير الرعایة الصحیة والمرافقة النفسیة للمنكوبین خاصة النساء والأطفال، وبلغتهم الأم  واحترام مقوماتهم الثقافية الأمازيغية، وصرف إعانات مادية ونقدية استعجالية للسكان لتوفير التغذية والحاجيات الأساسية المستعجلة وأعلاف الماشية وغيرها.

وشددت على  اعتبار المناطق التي تعرضت للزلزال منطقة منكوبة مع ما يترتب عن ذلك من أثر قانوني، واعتماد إحصاء وإعلان شفاف لأعداد الضحايا والمفقودين والجرحى والممتلكات والمنازل المتضررة وتحيينها.

ودعت إلى فتح نقاش جاد مع الساکنة  والمجتمع المدني المحلي وإشراكهم في تصورات وعمليات إعادة البناء وانجاز مخطط  شامل وجدي لإعادة الإعمار  وفك العزلة والتأهیل  الترابي وتوفير البنيات التحية والتنمية المندمجة لكل المناطق الجبلية المتضررة منها والموجودة في المدار المهدد بالزلزال، وتوظيف ورد الاعتبار لقيم التعاون والتضامن  وأشكال التنظيم الأمازيغية المحلية  من خلال تنظيم الساكنة داخل جمعيات وتعاونيات محلية تتولى  ذلك تحت إشراف والمواكبة التقنية  للإدارات والمؤسسات المعنية.

وطالبت بضرورة توفیر حلول جدية مؤقتة لضمان استمرار تعلم  جميع التلاميذ والتلميذات تراعي حقوقهم وانتماءاتهم الثقافية ولغتهم الأم، والتسريع ببناء المدارس والثانويات  الکافیة لإعادة کل التلامیذ المتمدرسين  خارج المناطق المتضررة  إلی  مجالهم  الاجتماعي والثقافي وکنف أسرهم وأقاربهم. وضمان حقوق الأطفال مكفولي الأمة باحتضانهم المؤقت داخل مؤسسات الرعاية الخاصة بالدولة باستشارة مع أهاليهم وأقاربهم، وصون خصائص انتماءهم وانتسابهم الاجتماعي والثقافي واللغوي الأمازيغي.

وأكدت على ضرورة إشراك الباحثين والباحثات  الأنثربولوجيين والاجتماعيين والمهندسين/ت والفاعلين/ت والمتخصصين/ت في التراث والثقافة  والمعمار الأمازيغي في المؤسسات واللجان والأوراش سواء الاستعجالية أو القادمة “لإعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال “اأدرار ن درن”، مما يفرض على الفاعلين التقنيين والسياسيين التحلي بروح المسؤولية حتى لا تؤدي عملية الإعمار إلى طمس الغنى والتنوع الثقافي الذي تزخر به الجبال والقرى، و”الحرص على احترام التراث المتفرد وتقاليد وأنماط عيش كل منطقة”.

ودعت إلى الشروع في وضع وتفعيل تصور ترابي وتنموي مندمج وشامل ينطلق من تمكين ساكنة  “أدرار ن درن” وكافة الجبال والمناطق القروية من الاستفادة من ثروات مجالها الترابي والطبيعي، خاصة الأراضي و”الملك الغابوي” والمناجم والمياه…، في إطار إجراءات عملية وعدالة مجالية مندمجة  توفر وتعزز الموارد والدعامات المادية والترابية  للجماعات والدواوير والمناطق لتحقيق دينامية تنموية  مستدامة  فعلية وجادة. مع وضع وتفعيل آلية رقابية خاصة “لبرنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال “أدرار ن درن””، تشمل المؤسسات ذات الاختصاص وممثلين عن  الساكنة والمجتمع المدني بالمنطقة، وتتبع الخروقات التي قد تطال التنزيل الأمثل للمشروع سواء في الجانب المالي أو الهندسي والثقافي.

كما طالبت الدولة إلى الطي النهائي لملف معتقلي حراك الريف، بإطلاق سراح المناضلين الذين لا زالوا  قيد الاعتقال،  وفتح صفحة جديدة  في التعاطي الجاد مع مطالب الساكنة  وجبر الضرر في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والحقوق اللغوية والثقافية، وتمكين ساكنة الريف  وأدرار ن درن ومختلف المناطق والجبال الأمازيغية من حقوقهم التنموية والثقافية، بما يضمد جراح الماضي ويبعث الأمل في الحاضر والمستقبل.

وأشار البيان إلى أن إطارات ومكونات الحرکة الأمازيغیة ظلت تثير الانتباه عبر “بیاناتها  وأوراقها الترافعیة  ومنشوراتها  مند العديد من السنوات إلی ضرورة رفع التهمیش  والفقر وتنمية  المجال القروي والجبلي والواحات في البلاد”، مشيرة إلى أن  “صوتها وعملها الترافعي والاقتراحي لم يلق أي تجاوب  جدي من طرف الإدارات والحكومات المتعاقبة”.

وأشادت الفعاليات الأمازيغية، بملحمة الإغاثة الاستعجالية التي  قام بها المواطنات والمواطنون المغاربة لتخفيف هول الفاجعة علی المنکوبین، والهبة الوطنية الشعبية والإنسانية الفردية والجماعية لمكونات الشعب المغربي قاطبة، وكل المبادرات التضامنية الشخصية والمؤسساتية، المادية والمعنوية، التي انخرطت فيها بكل تفان وإخلاص، خاصة  هيئات المجتمع المدني ومنظمان وجمعيات وتنسيقيات الحركة  الأمازيغية  من جميع ربوع المملكة.

كما أشادت بحس الانتماء والارتباط بالأرض والوطن الذي أبانت عنه ساكنة “أدرار ن درن”، وأبناءه العاملين  في جميع المناطق والمدن والذين كانوا أول الملتحقين بالمنطقة  من أجل إنقاذ أهلهم وقراهم من تحت الأنقاض من جراء الكارثة.

وثمنت انخراط  كل مؤسسات الدولة وبعض المؤسسات شبه العمومية في عملية الإنقاذ وفك العزلة عن الدواوير المنكوبة، رغم كل ما شاب العمليان في أيامها الأولى من بطء وارتجالية، ونشكر فرق الدول  التي انخرطت في عمليات الإنقاذ بروح  التآزر والتآخي الإنساني.

وسجلت غياب الأحزاب السياسية في الفاجعة خلافا لديناميتها طيلة أيام الحملات الانتخابية في دواوير الجبال المنكوبة. كما سجلت أيضا تخلف الشركات المنجمية المستغلة لمعادن المناطق الجبلية وكانت الأولى بالتدخل لإعادة فتح الطرقات بسبب  عامل القرب.

وأبرز البيان  تقاعس بعض الجماعات الترابية وخاصة القروية ببعض المناطق المعنية مباشرة، وشركات التهيئة والبناء  التي تربطها عقود وصفقات مع هذه الجماعات والتي تتواجد ألياتها بهذه المناطق وقت الزلزال، خاصة على مستوى  تحريك واستعمال ألاتها وأجهزتها للإسراع بفك العزلة عن الدواوير المنكوبة وفتح المسالك والطرق أمام السكان والأفراد وفرق الإنقاذ في الساعات والأيام الأولى لحدوث الفاجعة.

وأعلنت التنظيمات في بيانها عن انخراطها الوطني والمواطنتي  في صياغة وبلورة تصورنا الشامل كإطارات وفعاليات أمازيغية لعمليات إعادة إعمار الدواوير والمناطق المنكوبة، وفك العزلة الترابية والتأهيل والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ل “أدرار ن درن” وكافة المناطق الجبلية  والذي سنعلن عنه قريبا، وفي  وضع أليات لتنظيم عملنا المشترك ومجهودنا الجماعي في المستقبل من أجل حسن تتبع  الإجراءات.

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *