قال الكاتب الصحفي اللبناني خير الله خير الله إن الزيارة التي قام بها أخيرا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز للرباط ، لم تكن سوى تكريسا لواقع جديد، فرضه تطلع المغرب وإسبانيا الى المستقبل وآفاقه بدل البقاء في أسر الماضي.
وأوضح الكاتب الصحفي اللبناني، في مقال حمل عنوان “المغرب واسبانيا… جسر إلى المستقبل”، نشرته صحيفة “العرب” اللندنية اليوم الاثنين، أن “العالم ينقسم في النهاية الى بلدان مصرة على البقاء في الماضي وأخرى على علم بما يدور حولها من تطورات مع تركيز على التكامل في ما بينها، خصوصا متى كانت متجاورة”.
وتابع أن إسبانيا اكتشفت أخيرا أن المغرب بات بوابة مهمة لها الى إفريقيا، فيما حافظ المغرب دائما على سياسة ثابتة تجاه إسبانيا وذلك على الرغم من كل التقلبات التي ميزت مواقف الحكومات الاسبانية منذ العام 1975، على وجه التحديد.
وأشار إلى أن إسبانيا اعترفت بهذا الواقع الجديد، متجاهلة الموقف الجزائري، عندما أعلنت، ان المبادرة المغربية للحكم الذاتي في الأقاليم الصحراوية، التي قدمتها المملكة في العام 2007، هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل هذا النزاع، مبرزا أن “تجاهل إسبانيا رد الفعل الجزائري، تطور في غاية الاهمية”.
وأكد المقال أن “البيان الذي صدر بعد انتهاء محادثات رئيس الوزراء الإسباني مع العاهل المغربي ذهب الى أبعد من ذلك، حين أشار إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين تقوم على مبادئ الشفافية والحوار الدائم، والاحترام المتبادل، واحترام الالتزامات والاتفاقات الموقعة بين الطرفين وتنفيذها، كما تستجيب لنداء الملك محمد السادس بتدشين مرحلة غير مسبوقة في العلاقة بين البلدين ونداء ملك إسبانيا فيليبي السادس نحو السير معا لتجسيد هذه العلاقة الجديدة”.
وأوضح أن اهمية تصحيح طبيعة العلاقات بين المغرب واسبانيا تكمن في ان الأخيرة اكتشفت أخيرا ان ليس في مصلحتها افتعال عداء مع بلد لا تفصل بينها وبينه سوى كيلومترات قليلة في البحر المتوسط.
وشدد على أن العلاقات بين المملكتين أعمق من أن يمس بها حادث عابر ، لافتا إلى ان إسبانيا اختارت في نهاية المطاف الشراكة مع المغرب في الانتماء إلى المستقبل بكل ما في هذه العبارة من معنى.
وخلص خير الله خير الله إلى ان البيان المشترك الذي صدر عقب زيارة بيدرو سانشيز للمغرب، لم يترك أي نقطة تهم مستقبل العلاقة بين البلدين، مبينا ان مدريد تجاوزت بذلك كل العقد التي كانت تعاني منها مع المغرب ودخلت في صلب كل موضوع يهم الجانبين، بما في ذلك الهجرة.