سياسي كوردي لـ”العالم الأمازيغي”: الحركة الأمازيغية منفتحة أكثر من غيرها على فهم الحركة الكوردية والتضامن معها

أشاد الصحافي والسياسي الكوردي، صديق شرنخي بـ”مبادرات المناضلين الأمازيغيين للتعرف أكثر على حركة الشعب الكوردي” واعتبر أن ذلك ” دليل وعي معرفي للنظرية القائلة بأنه من واجب الشعوب المضطهدة أن تتوحد ضد غاصبي حقوقها مهما كانت ألوانهم”.

وقال شرنخي في هذا الحوار لـ”قضايا الكرد” على صدر صفحات “العالم الأمازيغي” إننا ” يجمعنا اضطهاد قوموي عروبي متعمد وتغييب متعمد لدورنا في الحضارة الإسلامية التي تستثمرها ألان فقط الدول العربية والإسلامية القائمة من الفرس والترك وغيرها”. معتبرا أننا “كلانا شعب عريق يعيش على أرضه التاريخية ويملك لغته الخاصة ويقاوم إلغاء وجوده وثقافته كمكون خاص تحت مختلف المسميات سواء الدينية أو المواطنة أو محاولات الإذابة القومية وغيرها”.

                                                                                      حاوره: منتصر إثري

كيف تقرب نفسك لقراء العالم الامازيغي ؟

صديق شرنخي، انتسبت إلى الحزب اليساري الكوردي في سوريا سنة 1967 واستمر في عمله السياسي والنضالي حتى الوقت الحاضر وبذلك أمضى في الحركة الكوردية واحدا وخمسون عاما شغل فيها نحو أربعون عاما في العمل القيادي ضمن الحركة الكوردية. كما انتخبت أول مرة عضوا في اللجنة المركزية للحزب اليساري الكوردي في سوريا سنة 1976م. عملت وساهمت في إنشاء خمسة وحدات كوردية، منها (الميثاق الثلاثي سنة 1974م) وإنشاء حزب الوحدة مع البارتي جناح إسماعيل عمو وحزب العمل وقواعد حزب اليسار الكوردي حينذاك.

ثم تبع ذلك إنشاء حزب يكيتي بين الأحزاب :الموحد والاتحاد الشعبي والشغيلة. وأخيرا ساهمت في إنشاء القيادة المشتركة بين الأحزاب الأربعة التي تمخضت في مؤتمرها بكوردستان العراق إلى بناء الحزب الديمقراطي السوري PDKS ، وعملت في مجال الصحافة الكوردية في مراحل العمل السري وحتى الآن، وكنت عضوا في هيئة تحرير جريدة الوحدة وبعدها جريدة يكيتي وأخيرا في عضوية لجنة الإعلام المركزي لحزب البارتي الديمقراطي الكوردستاني في سوريا، و في جريدة كوردستان والموقع والتلفزيون التابع للحزب.

كيف تنظرون للواقع الكوردي عموما في خضم كل المتغيرات الجارية في المنطقة؟

أرى أن الواقع الكوردي إذا كان المقصود منه في عموم كوردستان فهو أصعب مرحلة من حيث الأداء ومن حيث الافتقاد إلى فرص جيدة يمكن أن تنطلق منها السياسة الكوردية إلى أفاق أرحب مما هي عليه. ففي كوردستان تركيا التي هي الجزء الأكبر جغرافيا وعدديا لم يحقق الحزب الذي فرض نفسه بديلا عن جميع الحركات السابقة لم يحرر ولو شبرا من الأرض التي قدم من اجل شعاراته القومية والتحررية والتوحيدية في بداية بناء قوته العسكرية سنة 1985م وحتى ألان أكثر من أربعين ألف شهيد. وتدرج هبوطا في تعريف أهدافه من الأكبر إلى الأصغر حتى وصل به الآن إلى قبول التعايش المشترك فقط مع الترك، والغا في تسمياته السياسية كل ما يمت إلى الكورد والكوردايتي بصلة وذلك بتمريرات غير مقنعة وغير منطقية بالرغم من الإمكانات الهائلة لهذا التنظيم من حيث الشخوص والمادة والقوة العسكرية والكاريزما التي يتمتع بها اوجلان زعيم الحزب عند جميع الأعضاء المنتميين.

وهذا لا يعني أن نستخف بالطرف المعادي لهذه القوة الكوردية كون الحكومات التركية المتعاقبة لها باع طويل في أساليب قمع الحركة الكوردية وإرادته وخاصة النظام الحالي الذي يقوده أردوغان ببراعة في ظل صمت القوة الدولية عن الحق الكوردي في بناء دولته المستقلة وعلى أرضه التاريخية.

وكذلك الأمر في كوردستان إيران والتي تشكل الكورد الكتلة الكبرى الثانية عدديا وجغرافيا والتي يعيش فيها نحو ستة ملايين كوردي وأكثر(حسب إحصائيات غير رسمية) والتي يتعرض مواطنوها يوميا إلى الإعدامات شنقا على الرافعات من الشباب الكورد اللذين ينتمون إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني إيران والمنظمات الأخرى. وفي هذا الجزء من كوردستان الذي شهد انطلاق أول جمهورية كوردية في مهاباد سنة 1946م دامت حوالي سنة عندما قضى عليها التحالف الشاهين شاهي الإيراني والنظام السوفييتي آنذاك.

ويبقى الإقليم الكوردي في العراق هو الأكثر جدلا وتشخيصا للحق الكوردي في هذه المرحلة كونه يمتلك مقومات أكثر من الفيدرالية والإدارة الإقليمية بكل مسمياتها حتى درجة الكونفدرالية المتطورة من حكومة وبرلمان وعلم وجيش واقتصاد شبه مستقل.

ولقد تمخضت إرادة الشعب الكوردي في إعلانه الاستفتاء من اجل حق تقرير المصير في 25سبتمبر 2017 بعد تمهيد طويل لهذه اللحظة ولكن أحبطت هذه المبادرة بشكل درامي وخسر الكورد بعض المناطق المتنازع عليها سابقا مثل كركوك وغيرها وقاد نظام الملالي في إيران بتوجيه الحشد الشعبي وقوة الحكومة العراقية إلى إفشال هذه  الخطوة ولم تكن الإدارة الأمريكية بعيدة عن هذا الدور، إما في كوردستان سوريا فسوف ادمج الحديث عنها مع السؤال الموالي.

“الإحباط الأكثر تأثيرا على سير حركتنا الكوردية هو انقسامها إلى كتلتين متناحرتين في البنية الفكرية والدوافع السياسية والخلفيات الوطنية”

كيف تنظرون للتحولات الجارية والمتسارعة في سوريا؟ وما تأثيرها على القضية الكوردية عامة؟

إن الذين كانوا يعتمون على القضية الكوردية في سوريا في مرحلة السلام أو ما قبل الأحداث هنا هم نفسهم الذين يعرقلون ألان حصول الشعب الكوردي على حقوقه المشروعة .

ولازالت المخابرات السورية والتركية والعراقية والإيرانية يتابعون لقاءاتهم المشتركة ضمن منظومة عمل سابقة كانوا قد أسسوها منذ اكتر من عقد من الزمن، ورغم خلافات دولهم الرسمية فيما بعد لازالوا يحاربون أي عمل إقليمي ودولي من شأنه أن يؤدي في  النهاية إلى الاعتراف ب وحل القضية الكوردية في أي جزء من الأجزاء المغتصبة بين هذه الدول.

ولذلك نرى أن التحولات المتسارعة على الساحة السورية أسيرة العلاقات الدولية السابقة بالأساس بين الروس والأمريكان والدول الأوربية التي لم تتحرر من فلكها بعد. وما تزال الدول الإقليمية الغاصبة المذكورة ذات العلاقة تأثر في قراراتهم لقوة أدوارها في الشرق الأوسط. أضف إليها معارضة سورية هزيلة  كانت قد نخرت من الداخل بتأثير هيمنة المخابرات السورية عليها بهذا الشكل أو ذاك بحيث لم ترتقي إلى معارضة حقيقية وطنية سورية ولم تتخلص من ارث الشوفينية القومية المقيتة وأضيف على طابع عملها فيما بعد المذهبية والإسلاموية الضيقة الأفق وهكذا مازلنا نفتقد إلى الحليف الداخلي ومازال الكورد لوحدهم في الساحة  إضافة إلى أنهم مازالوا متشبثين بشعاراتهم الوطنية والقومية السابقة.

ما تقييمكم للدور الذي لعبه الكورد في الثورة السورية ؟

إن للشعب الكوردي في سوريا حركته القومية منذ سنة 1957م وما يزال، ولقد حكم قادة الكورد قبل ذلك الجمهورية السورية الناشئة كرؤساء الجمهورية ورؤساء وزارات لعدة مراحل وذلك قبل هيمنة النهج القومي الشوفيني العربي على مقدرات سوريا . ولذلك نجد أن الشعب الكوردي في سوريا منخرط قبل غيره في العمل السياسي والتنظيمي ولذلك تعتبر الحركة الكوردية في سوريا منذ نحو 70 سنة الحركة الأكثر تنظيما والأكثر فعالية في المجتمع السوري، ولقد قاومت النهج الشوفيني ألإلغائي للحكومات المتعاقبة وأخرها حزب البعث العربي الذي كان أكثر ضراوة من سابقه من حيث حجم المشاريع العنصرية التي نفذها ضد شعبنا من حزام عربي وإحصاء شوفيني واستيلاء على الأراضي الكوردية وخلق الخلافات البينية وتقسيم حركته على طول الخط . وهكذا نجد أن الكورد في سوريا كانوا اكثر تجربة من سابقهم بين جميع الأحزاب العربية في الساحة السورية في مقارعة النظام وهم الذين شاركوا في الأسابيع الأولى بالمظاهرات التي حصلت بعد أحداث درعا وذلك بشكل دائم ومستمر في مدن القامشلي وكوباني وعفرين وغيرها من مناطق التواجد , ولم يجيروا الأحداث لصالحهم، فقط كان التوجه هو وطني سوري عام رغم عروض النظام السوري لهم بالمفاوضات الخاصة وتقديم تنازلات كثيرة في مقابل تحييد الأكراد واتخاذهم مواقف مهادنة مع النظام .

ولكن للأسف إن الذين ركبوا موجة الصراع السوري تحولوا إلى أداة بيد الأنظمة الإقليمية وخاصة تركيا وحتى أنهم تحولوا إلى رؤوس حربة للأحزاب الاسلاموية التي حاربت الكورد أكثر من النظام نفسه في بعض الأحيان،  وذلك لسببين : الأول أنهم بالأساس لم يكونوا معارضة وطنية لقصورهم الذاتي وعدم وعيهم السياسي. وثانيا لدخول الدول الإقليمية بشكل عملي في شراء الذمم من الداخل السوري تعمل من اجل تنفيذ أجنداتها الخاصة وما يزال.

والإحباط الأكثر تأثيرا على سير حركتنا الكوردية هو انقسامها إلى كتلتين متناحرتين في البنية الفكرية والدوافع السياسية والخلفيات الوطنية حتى.

وهما مجموعة “ال ب ي د” ومن خلفهم “ب ك ك” ومن ثم الإدارة الذاتية . يقابلها مجموعة الأحزاب الكوردية المنسلخة من الحزب الديمقراطي الكوردستاني الأساس سنة 1957م وللأسف تحول الصراع من كوردي سوري ضد البعث ونظامه العنصري إلى كوردي كوردي مما اضعف الدور المتوقع لهم سوريا”. ومع ذلك فرضت القضية الكوردية على جميع المفاوضات التي يجريها النظام في إطار الحل أو التصالح ومعالجة المسألة السورية ومحاولة رسم الدستور السوري الجديد وغيرها، ولا ادخل هنا في تشعبات ومآل الأحداث التي يعرفها الجميع في الوقت الحاضر. لأنه في النتيجة النهائية للأحداث والتي اعتبرها نضجت في اتجاه الحل أو إجهاض الوليد المحتمل لسوريا جديدة، سيظهر ذلك أي سياسات كوردية كانت هي الأنجع فيما مضى في تفاعلاتها مع الحدث السوري.

ما رأيكم في الفدرالية التي يتحدث عنها الكرد في شمال سوريا ؟

برأي إن اللذين يهيمنون الآن على القرار السياسي والإداري في منظومة (PYD) يتخبطون في الشعارات والقرارات وثم في طبيعة العلاقات. كيف ؟ لو نظرنا إلى شعاراتهم التي طرحت منذ سنة 1985 وفي بدأ الأحداث وحتى الآن في تواترها من تحرير وتوحيد كوردستان إلى الكونفدرالية وثم إخوة الشعوب والأمة الديمقراطية والإدارة الذاتية وغيرها تعبر عن ضياع الفكر وعدم ثبات الموقف السياسي وتعددية الرؤية في شكل الحكم وهذا بحد ذاته يحولنا إلى فضاءات الشك وعدم الاستقلالية .

وكان من الأجدر بهم أن يتشبثوا بالفدرالية وتعريفها وتعميق مفاهيمها والدفاع عن ضروراتها بشكل واضح وصريح إذ إن الكردي كما يقال عنه (على سبيل الطرفة) ليس في عقله مكان سوى لكلمة واحدة، فليجنبونا الضياع والتخبط إذا .

والمطلب الثاني من هذه المنظومة هو الاعتراف بالأخر الكردي والتشاركية في القرار السياسي  وعدم الاعتداد بالقوى العسكرية من طرف واحد وعدم إلغاء الأخر، وبعدها يأتي الاتفاق على صيغ وأشكال ومساحات الفدرالية الكوردية في الشمال السوري والتي نعتقد أن مسميات ( الشرق الأوسط الكبير أو الصغير أو المفيد وغيرها ) تعبر عن هذه التوقعات .

فالحوار الجدي مع الأطراف الكردية الأخرى على الساحة السورية والتي كانت وما تزال صاحبة أرضية شعبية تاريخيا وذات علاقات دبلوماسية متميزة ودولية ونالت سمعة إقليمية مقبولة، يحقق هذا الحوار الصيغة الأقرب إلى الواقع من اجل الحل والوصول إلى الفدرالية المقبولة شعبيا وحكوميا وإقليميا والدفاع عنها والتي يجب أن تنال احترام المجتمع الدولي كذلك .

كيف تابعتم ( الخذلان) الدولي انجاز التعبير لطموحات الشعب الكوردي في تقرير مصيره؟

في أعقاب انهيار الثورة الكوردية في كوردستان العراق سنة 1975م وبعد كفاح لمدة أكثر من 14سنة أعلن المرحوم الملا مصطفى البارزاني حينها بان كوردستان لن تنال الاعتراف بوجودها حتى يكون هناك قرار دولي بذلك. وبعد استئناف النضال مرة أخرى في هذا الجزء وحصول الإقليم على اعتراف محلي وحكم على كامل المساحة الكوردية في كوردستان العراق فتم الاستفتاء في أواخر 2017م حيث اجمع مطلق الشعب الكوردي في الإقليم على حق تقرير المصير حتى الاستقلال.

ولكن ماذا حصل ؟ لقد أجهضت السياسة الدولية ومصالح الدول الكبرى رغبة الشعب الكوردي هناك بالحرية والاعتراف تحت يافطات مهترئة رغم وجود كل مقومات الدولة المستقلة من جيش(بيشمركة) وحزب ونظام وبرلمان واقتصاد وما إلى ذلك، بينما ظهرت إلى الوجود في أوروبا عدة دول جديدة في البلقان ويوغسلافيا بقرار من الأمم المتحدة وفي فترة قصيرة وذلك عندما اجتمعت مصالح الدول الكبرى في السماح لنشوء كيانات جديدة .

اعترف أن حق الشعوب في تقرير مصيرها ينفسها مرهون برغبة ومصالح الدول ذات السيادة الكبرى من أمريكا وروسيا وأوروبا وغيرها. وبذلك فقدت منظمة الأمم المتحدة الكثير من مصداقيتها بسبب هيمنة هذه الدول  على مصادر القرار الدولي مثل (حق الفيتو ودول دائمة العضوية وغيرها من المسميات التي تستعمل حين اللزوم).

والعالم الحالي إذا بحاجة إلى إبداع منظومات أكثر جدية وفعالية للتعامل مع حق الشعوب في تقرير مصيرها، ولا أرى ذلك قريبا طالما تهيمن القوى الكلاسيكية العالمية على السلاح والمال والبترول والقدرة على إدارة العالم منفردة بدون رادع إنساني أقوى منها من حيث العدد والعدة .

وكيف تنظرون للهجوم المستمر الذي يشنه النظام التركي على المناطق الكوردية ؟

وهو حلقة جديدة فعلا من الخذلان الدولي وحتى (الحكومي السوري ) والمتمثل بالصمت بل بالتبرير لهجوم خارجي من دولة على شعب دولة أخرى متجاوزا الحدود الدولية ومحتلا بصفاقة جغرافية حدود منطقة عفرين الكردستانية تاريخيا والسورية رسميا ودوليا والذي يعبر بصدق عن تبعية وعمالة ما يسمى بالجيش الحر وميليشياته الاسلاموية والمذهبية للنظام التركي ألإخواني الذي اتخذته وجه القباحة لاحتلال أراضي كردية سورية تحت سمع وبصر العالم اجمع وتواطؤ حكومي سوري وروسي، ولم يكتفي بهذا عندما لم توقفه قوة أو شريعة دولية فأخذ يحضر ويهدد باحتلال منطقة شرق الفرات والجزيرة الكردية وهي القسم الأكبر لتواجد كردستان سوريا وذلك تحت نفس الذرائع الواهية ونفس الحجج العنصرية التي لا تنتهي إلا بانتهاء الكرد من التاريخ والجغرافية في نظر أردوغان ونظامه الفاشي الغاشم ولتبقى حقوقنا ككرد في مهب الريح بين مصالح الأمريكان وفي حصص توزيع النفوذ على سوريا بينهم وبين الروس والإيرانيين .

في تنازع المصالح هذه وحدها قد تنقلب الأمور إلى صالح الكرد ويتوقف الاجتياح والاحتلال التركي المزعوم، ولا أجد أن القوى الذاتية الكردية أو العقلانية السياسية هي وحدها ستحمي المنطقة الكردستانية في سوريا.

كيف تنظرون إلى مواقف الأمازيغ في القضية الكوردية ؟

تعرفت على الشعب الأمازيغي منذ أواسط السبعينات في جامعة حلب حيث كنا كطلبة كرد نبحث عن مؤيدين لقضية شعبنا الكوردي من منطلقات قومية يسارية وتعرفت على عدة نماذج من الشباب الأمازيغ المغاربة وكانوا يناضلون بشكل سري مثلنا في تلك المرحلة ووجدنا فيهم كل الدعم والتفاهم لقضية شعبنا حتى أكثر من الحركة الفلسطينية التي قصرت في واجبها رغم اهتمامنا المتزايد لقضيتهم ولكننا وجدنا أن الحركة الامازيغية منفتحة أكثر من غيرها على فهم الحركة الكوردية والتضامن معها، ولقد تطرق مؤتمرنا الثالث والرابع للحزب اليساري الكوردي في سوريا في أواسط وأواخر السبعينات حينذاك لقضايا الشعوب المدافعة عن حقها في تقرير المصير مثل الشعب الأمازيغي والفلسطيني وغيره وواجب الدفاع عن حق الشعوب المضطهدة كالشعب الأمازيغي والفلسطيني في إطار تأييد مبدئي لسياسة الحق في اختيار مصير الشعوب نفسها بنفسها . ومنذ ذلك الوقت لم تضعف أواصر الصداقة الدائمة بين الشعبين واعترف هنا بأننا كلينا كان يجب أن نطور التفاهمات المبدئية إلى تفاهم سياسي ونضالي أوسع طيفا.

ما هي ابرز نقاط التلاقي والتشابه بين الكورد والامازيغ ؟

يسجل عاليا مبادرات المناضلين الأمازيغيين للتعرف اكتر على حركة الشعب الكوردي وذلك دليل وعي معرفي للنظرية القائلة بأنه من واجب الشعوب المضطهدة أن تتوحد ضد غاصبي حقوقها مهما كانت ألوانهم، وخاصة يجمعنا من جانب اضطهاد قوموي عروبي متعمد وتغييب متعمد لدورنا في الحضارة الإسلامية التي تستثمرها الان فقط الدول العربية والإسلامية القائمة من الفرس والترك وغيرها .

وكلانا كشعب عريق يعيش على أرضه التاريخية ويملك لغته الخاصة ويقاوم إلغاء وجوده وثقافته كمكون خاص تحت مختلف المسميات سواء الدينية أو المواطنة أو محاولات الإذابة القومية وغيرها.

وكذلك انقسام هذا الشعب بين عدة دول معترفة دوليا وبدون الإشارة من قبل الأمم المتحدة التي اعترفت بهذه الدول دون الإشارة إلى المكونات القومية والبشرية التي تحتويها مما افقد الحق المكتسب لمختلف الاثنيات والقوميات المشكلة لهذه الدول فيما بعد.

ما هي في نظركم السبل الممكنة والناجعة لتطوير علاقة الشعبين ؟

اعترف سلفا بالقصور الذاتي لدى حركتنا الكوردية لكافة أطيافها في هذا الجانب من ضرورة تطوير العلاقة النضالية والثقافية والسياسية مع أبناء الشعب الأمازيغي الوفي لقضية الشعب الكوردي في وقت يتعطش فيها الإنسان الكوردي لأي صوت يعترف بحقه ونضاله ورموزه القومية.

والأجدر بكلينا أن نطور العلاقة التي أراها ألان مبدئية إلى علاقة سياسية منظمة عبر الإعلام والاقتراب أكثر من القضايا الإستراتيجية وأنا متأكد بأنه سوف يلقى ذلك صدى ايجابيا لدى شعبينا في تبادل الخبرات والتصدي لعوامل الإفناء التي يريدها لنا الأعداء.

وان مبادرة جريدتكم (العالم الأمازيغي ) في تعريف الشعب الأمازيغي بالشعب الكوردي بشكل أوسع يصب في مجال تطوير علاقة الشعبين التاريخية وكما انه يقع على عاتق المثقفين والإعلاميين والسياسيين هذه المهمة أكثر من غيرها.

وأشكر مبادراتكم القيمة كإعلام أمازيغي من خلال جريدتكم لأنقل من خلالكم كل الشكر والتقدير إلى الشعب الأمازيغي المكافح.

شاهد أيضاً

تقرير رسمي.. “المجلس الوطني لحقوق الإنسان”: تدريس الأمازيغية يسير بوتيرة بطيئة والحيز الزمني في الإعلام “ضيق”

أكد المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أن “هناك تحديات مرتبطة بتعميم تدريس اللغة الأمازيغية، والتأخر في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *