شكل موضوع “انتفاضة قبائل أيت باعمران: ملحمة تاريخية لكفاح جيش التحرير بالجنوب المغربي من أجل استكمال الاستقلال والوحدة الترابية” محور ندوة علمية نظمت اليوم الأربعاء 23 نونبر الحالي بسيدي إفني، بمناسبة تخليد الذكرى ال 65 لانتفاضة قبائل أيت باعمران .
وتم خلال هذه الندوة، التي نظمتها النيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بسيدي إفني، بشراكة وتعاون مع عمالة إقليم سيدي افني، والمجلس العلمي المحلي، والمجلس الجماعي لسيدي إفني، تسليط الضوء على الصفحات المشرقة لانتفاضة قبائل أيت باعمران، وعملية جيش التحرير بالجنوب المغربي .
وتطرق المتدخلون، خلال هذا اللقاء، الذي عرف مشاركة مهتمين وباحثين في التاريخ المعاصر، وفاعلين جمعويين ، إلى الجذور التاريخية للمقاومة الباعمرانية منذ الربع الأخير للقرن ال 19 حتى مطلع القرن العشرين، وكذا إسهامات قبائل أيت باعمران في المقاومة قبل الاستقلال.
كما توقفوا عند المعارك التي خاضتها قبائل أيت باعمران في يوم 23 نونبر 1957 حينما انتفضت هذه القبائل ضد الوجود الاستعماري، وخاضت نضالاتها الوطنية في معارك طاحنة لقنت خلالها المحتل الأجنبي دروسا في الشجاعة والشهامة والصمود ومنها معارك”ثلاثاء سبويا” ، و”تيليوين”، و”تبلكوكت” و”بيزري” و”بورصاص” و”تيغزة” .
واستحضروا أيضا القيم الدينية والروحية عبر تخليد الذكريات الوطنية ومنها انتفاضه قبائل أيت باعمران ، والوقوف على الملاحم والأمجاد الوطنية لاستخلاص دروس التلاحم الوثيق بين العرش العلوي والشعب المغربي.
وأبرزوا ، من جهة أخرى، أهمية التراث المادي واللامادي الذي تزخر به مدينة سيدي إفني ومنطقة أيت باعمران على وجه الخصوص، داعين إلى ضرورة تأهيل المآثر العمرانية حتى تكون رافعة للتنمية السياحية والثقافية والتاريخية ، وكذا تثمين الرأسمال اللامادي لترسيخ القيم الوطنية في صفوف الناشئة والأجيال الصاعدة وضمان التعبئة المستمرة واليقظة دفاعا عن التواثب الوطنية والمقدسات الدينية والوحدة الترابية.
و كان عامل إقليم سيدي إفني، قد أكد خلال الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة العلمية، أن ذكرى انتفاضة قبائل أيت باعمران ستظل صفحة مضيئة في مسيرة المغرب وعلامة فارقة في تاريخه ومنبعا تنهل منه الأجيال القادمة معاني العزة والولاء والانتماء ، مضيفا أن هذه الذكرى تعد محطة تاريخية ذات دلالات عميقة ووضاءة من مسار كفاح الشعب المغربي نحو استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية للمملكة.
كما أشاروا إلى أن الاحتفاء بهذه الذكرى هو احتفاء بالذاكرة التاريخية للمقاومة المغربية يبقى الهدف الأساس منه هو تربية الناشئة على حب الوطن ونقل الصورة الحقيقية للأجيال الصاعدة بأهم المحطات والأحداث الماضية.
من جهته، أكد النائب الإقليمي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بسيدي إفني ، المختار الإدريسي، أن ذكرى انتفاضة قبائل أيت باعمران تجسد محطة تاريخية وضاءة في مسلسل استكمال الاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية، وحدثا مفصليا وجيليا في تاريخ المنطقة والمغرب ككل .
من جانبها، أبرزت ممثلة المجلس الجماعي لسيدي إفني، أن هذه الذكرى هي محطة لاستحضار لطولات آبائنا وأجدادنا الذين ضحوا بأرواحهم من أجل تخليص هذه الرقعة من بلدنا من مهانة الاحتلال الغاشم ، مشيرة إلى أن يوم 23 نونبر من سنة 1957 الذي شن فيه الباعمرانيون انتفاضتهم الكبرى ضد الإسبان ، سيظل يوما خالدا من تاريخ المغرب .
أما ممثل المجلس الإقليمي لسيدي إفني، فاعتبر أن إحياء هذه الذكرى فرصة لاستحضار أطوار ملحمة الاستقلال الخالدة وما بذله أجدادنا بقيادة العرش العلوي في سبيل نصرة القضية الوطنية ومناهضة الاستعمار الأجنبي والدفاع عن مقدسات البلاد وثوابتها.
وتم خلال هذا اللقاء، توزيع إعانات مالية بقيمة 160 ألف درهم على 64 مستفيدا من المنتمين لأسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير ، همت دعم مشاريع اقتصادية في إطار التشغيل الذاتي والعمل المقاولاتي لأبناء المقاومة وجيش التحرير، كما شملت واجب العزاء وحالة العسر الاجتماعي.