اتهمت “تنسيقية شباب الحوز” ما وصفته “اللوبي” بالتحكم والعبث بمصير إقليم الحوز. مشيرة إلى أن هناك “مسؤولون يتم تغيير أسمائهم في كل حين دون أن تتغير الملامح الكبرى للسياسة الممنهجة في التعاطي مع قضايا الإقليم”. موضحة أن ذلك “يتمظهر بشكل واضح عند الحديث عن العمال الذين ينصبون على الحوز و الذين يبقى تعويضهم بآخرين لا يتعدى كونه قرارات شكلية أمام بقاء دار لقمان على حالها”. وفق تعبيرها.
وأشارت التنسيقية في بيان لها، إلى أن المتتبع للشأن المحلي بإقليم الحوز سيدرك لا محالة “البون الشاسع بين المشاريع التنموية الرنانة التي ترسمها أفواه المسؤولون على الإقليم، و الواقع المزري الذي يعيشه على جميع الأصعدة”، مضيفة أن هذا “الواقع يكذب كل الشعارات الجوفاء التي يتغنى بها عدد من القيمين على تدبير شؤون البلاد و العباد في هذا الحيز الجغرافي الذي تسلط عليه مسؤولون لا مسؤولين حكموا عليه بالجمود التام و الشامل، ونجحوا في توطين اسمه في خريطة البؤس و التخلف والتحقير”. وفق تعبير بيان التنسيقية المذكورة.
وفي ما يلي نص البيان كما توصلنا به:
“إن المتتبع للشأن المحلي بإقليم الحوز سيدرك لا محالة، البون الشاسع بين المشاريع التنموية الرنانة التي ترسمها أفواه المسؤولون على الإقليم، و الواقع المزري الذي يعيشه على جميع الأصعدة، الواقع الذي يكذب كل الشعارات الجوفاء التي يتغنى بها عدد من القيمين على تدبير شؤون البلاد و العباد في هذا الحيز الجغرافي الذي تسلط عليه مسؤولون لا مسؤولين حكموا عليه بالجمود التام و الشامل، ونجحوا في توطين اسمه في خريطة البؤس و التخلف والتحقير.
من الجلي أن كل خطط التنمية أخطأت إقليمنا، الذي يبدو أن جميع أركان النماء خاصمته بفعل فاعل، حيث أن علة التقصير تنخر كل القطاعات بدون استثناء، إذ أن مسيري الإقليم رسموا، بسبب سياساتهم الفاشلة ، لوحة فنية رديئة أطلقوا عليها اسم إقليم الحوز، هذا الإقليم الذي يتسم بماض عريق و يزخر بمؤهلات طبيعية رائعة و يحتضن موارد بشرية مبدعة، لكنه وجد نفسه في أيادي آثمة لا تعرف حق قدره فرمته في براثن التهميش و الإقصاء والاستعلاء والاستغلال والاستفادة من خيراته، عوض الرقي به إلى المستوى الذي يليق به .
إن مظاهر التقصير في تنمية الإقليم لا تحتاج إلى بحث و تقصي كبيرين لاكتشافها، لأنها بادية للعموم من أبناء المنطقة و زوارها ، فكل شيء يتكلم بلغة مفهومة عن بنية تحتية مهترئة و خدمات صحية شبه منعدمة و مؤسسات ثقافية انتقلت من خانة المطالب المشروعة إلى خانة المستحيلات، و حدث و لا حرج عندما يتعلق الأمر ببلد يدبره مسؤولون تحكمهم المصلحة الشخصية و الحسابات السياسوية الضيقة التي تكبح كل دينامية تروم الدفع بأوضاع الإقليم في اتجاه الانفراج، و تجعله يضيع فرصا قد لا تعوض للقطع مع واقع يجمع الكل على أنه قاتم و لا يبعث على الارتياح ثقافيا و اجتماعيا و اقتصاديا و حقوقيا .
ولتحريك عجلة التنمية المحلية بهذه المنطقة، يحتاج إلى سواعد صادقة تتسلح بإرادة حقيقية للتغيير و رؤية واضحة لما هو كائن و ما ينبغي أن يكون، سواعد تناط بها مهمة تسيير مختلف القطاعات ذات الصلة بالحياة اليومية للسكان بالاستناد إلى مقاربة تشاركية تفتح المجال لكل شرائح المجتمع و تمكينهم من فرصة المساهمة في تنمية منطقتهم من خلال فتح قنوات التواصل معهم بغرض الإنصات الجدي لمشاغلهم و اقتراحاتهم و تمكينهم من آليات تتبع عمل مسؤوليهم و محاسبتهم ، الأمر الذي تفصلنا عنه سنوات ضوئية كاملة في ضل تدبير محلي أحادي الجانب طبعته الاعتباطية و العشوائية والاستهتار بمصالح آلاف المواطنات و المواطنين .
مسؤولون يتم تغيير أسمائهم في كل حين دون أن تتغير الملامح الكبرى للسياسة الممنهجة في التعاطي مع قضايا الإقليم، و هو ما يتمظهر بشكل واضح عند الحديث عن العمال الذين ينصبون على الحوز و الذين يبقى تعويضهم بآخرين لا يتعدى كونه قرارات شكلية أمام بقاء دار لقمان على حالها، مما يبين وجود لوبي يتحكم في كل شيء بأيادي خفية يحرك بها أشخاص يتم وضعهم في الصورة و يتم تجريدهم من كل استقلالية ، لنصبح أمام مسرحية محبوكة يعد الإقليم ضحيتها الأولى و الأخيرة .
فالخطابات التي تتكرر بنفس الأسلوب وبنفس الجمل والمفردات، كلما يأتي عامل جديد على الإقليم، أصبح حتى البسطاء، أولئك المهمشون، المنسيون، المقصيون، المحرمون من حد أدنى للعيش الكريم في وطنهم، في قراهم وبلداتهم، يحفظونها عن ظهر قلب، وأضحت تثير سخرية الناس. فلا شعارات تحققت، ولا وعود نفذت، ولا حال الحوز تحسن، فقد بقيّ جامدا في الماضي دون أن يخجل من يتحمل مسؤوليته من أنفسهم ومن سياسيتهم الفاشلة.
جماعات لا تتوفر على دور للشباب، ولا للثقافة، ولا نقل مدرسي لنقل تلاميذ وتلميذات للحجرات الدراسية المهترئة، مقابل توفرها على رؤساء ومنتخبون لا يكادون يعرفون ما دورهم وما هي مهمتهم ولماذا هم في أماكنهم. أما الوضع البيئي الكارثي الذي يهدد حياة الناس في ايت أورير وأسني وعدد من مناطق الإقليم، فهو قصة تتداولها الألسنة من عامل لأخر. وأما استنزاف الثروات المعدنية والطبيعية واستغلال مناجم الإقليم دون أن تستفيد منها الساكنة ولا الإقليم شيئا، فتلك حكاية مؤلمة أخرى تنضاف لمعاناة ساكنة اللوحة المهترئة والرديئة التي تسمى في خارطة الوطن “الحوز”…
عامل يذهب وأخر يأتي وكل شيء يزداد سوءا في الحوز. مسرحيات تكاد تتشابه إلى حد التطابق. لقاء مع جماعات “جامدة” ورؤساء ومنتخبون “تائهون”، ولقاء مع جميعات لا تظهر إلا في أوراق الدعم السنوي الذي تتلقاه، ولا اثر لها في الواقع، وأغلب هذه الجمعيات تابعة لرؤساء الجماعات والمنتخبين في الإقليم.
وأمام هذا الواقع المر والمحزن، المؤسف والممل.. لا يسعنا كشباب الحوز، كأبناء المنطقة وكغيورين عليها وعلى أبائنا وأمهاتنا ..إلا أن ندق ناقوس الخطر، وندعو العقلاء إلى الاستيقاظ والعمل والتصدي لهؤلاء المستبدون الذي يعيثون في الحوز فسادا واستبدادا.
وسوف نعود مجددا لتفاصيل مشاكل الإقليم، في بيان مفصل، وسوف نراسل عامل الإقليم من جديد، كما سنواصل مراسلتنا للجهات المختلفة، ولكل المؤسسات المعنية، للتدخل لإنقاذ الحوز من سكتة قلبية تهدده باستمرار”.