ترافع الدولة المغربية من موقع قوة على شجرة أرگان، والحصول على اعتراف دولي بالشجرة، وإعلان 10 ماي من كل سنة يوما عالميا لأرگان، يبقى مكسبا حقيقيا للدولة المغربية، يجب المحافظة عليه وتثمينه واستثماره بشكل جيد في التنمية المستدامة.
إلا أن الواقع الحالي لشجرة أرگان ومجالها الجغرافي، يعيش وضعا صعبا ، ساهم فيه المناخ وتوالي سنوات الجفاف والقحط، أمام قلة التساقطات المطرية ، وما خلفته أمطار غزيرة لسنوات ممطرة جدا، من انجراف التربة، اضافة إلى تراجع التفاعل الإيجابي بين الشجرة والإنسان الأمازيغي، بسبب الهجرة القروية، وتغير في المنظومة الإجتماعية، وينضاف إلى كل هذا التدخل المجحف والقاسي في حق أرگان، عبر الرعي الجائر، المدمر للمجال الجغرافي، خاصة شجرة أرگان.
وتساهم هذه العوامل متكاملة في الحاق الاضرار بشجرة أرگان وتهدد استقرارها واستمراريتها، مما يستوجب إعادة النظر في مسألة أرگان بعيدا عن العاطفة، وإرضاء جهات معينة ترى في أرگان بقرة حلوبة يمكن إستغلالها والإستفادة من خيرتها الكبيرة .
وأمام انخراط الدولة المغربية في عالمية شجرة أرگان، ودخولها عالم التجميل والطب والتغذية وربما ميادين أخرى عالمية في المستقبل، وسوء الاستغلال والتدمير اليومي للمجال الجغرافي لشجرة ارگان، يجب الاهتمام بشكل موازي، وبمقاربة تنموية تأخذ بعين الإعتبار وبالجدية الحفاظ على الشجرة، وتثمينها وتخليف الشجرة، وتوفر كل الظروف الاستقرار لساكنة هذا المجال، حتى لا يكون دخول أرگان للعالمية بداية نهاية مسار لعقود مضت في الوجود والبقاء والتحدي والصمود لهذا المكون التاريخي و الكوني .
الحسن بنضاوش