شذرات من حياة ونضال الأستاذ أحمد الدغرني:1947-2020

انتقل إلى عفو الله يوم الاثنين 19 أكتوبر 2020 الأستاذ المحامي أحمد الدغرني بعد حياة حافلة في الميدانين الثقافي والسياسي.

فبعد أن اشتغل أحمد الدغرني لمدة طويلة في إطار العمل الثقافي المرتبط بالجمعيات الأمازيغية مساهما في بنائه قدر المستطاع بالداخل والخارج، أعد ما اعتبره” أخر مشروع تنظيمي في حياته”، ويتعلق الأمر بحزب سياسي ذي مرجعية أمازيغية. وقد ظل أحمد الدغرني يحلم بمشروع تأسيس حزب سياسي يدافع عن الأمازيغية برؤية جديدة منذ ذلك اليوم الذي فشلت فيه الندوة الوطنية الأولى حول استراتيجية التنسيق بين الجمعيات الثقافية الأمازيغية التي كان مبرمجا عقدها بالمعمورة في أواخر مارس 1997. إلا أن احتداد الخلافات الإيديولوجية حال دون انعقادها. وكان الدغرني حينها ومنذ سنة 1993 المنسق الوطني الوحيد لهذه الجمعيات. وانطلاقا من هذا التاريخ، أصبح يركز على هذه الفكرة ويروج لها بكل ما أوتي من قتالية وعناد وطاقة كلما سنحت له الفرصة أثناء العروض واللقاءات التي يقوم بتأطيرها وتنشيطها. وحينما أصدر الأكاديمي المعروف محمد شفيق “البيان من أجل الاعتراف الرسمي بأمازيغية المغرب” في فاتح مارس 2001 ، كان الهدف الرئيسي الوحيد الذي سطره أحمد الدغرني في أجندته هو أن يخرج لقاء بوزنيقة الثاني- الذي احتضن معظم الناشطين الأمازيغيين الموقعين على البيان المذكور- بتنظيم سياسي سواء أكان حزبا أم جمعية سياسية.

رأى أحمد الدغرني النور سنة 1947 في قرية صغيرة اسمها تادارت ( خلية النحل بالأمازيغية) قريبا من مدينة سيدي إفني في الجنوب. ترعرع في كنف أسرة مقاومة ومحافظة أنجبت مجموعة من فقهاء وعلماء الدين بسوس المنضوين تحت لواء جمعية علماء سوس ومجموعة من المقاومين في إطار جيش التحرير بالجنوب، جعلها تعلقها الشديد بالدين تتجه إلى إرسال الفتى أحمد منذ سن مبكرة لحفظ القرآن الكريم مع دراسة العلوم الشرعية في مسجد البلدة لينتقل بعد ذلك للتعلم في مدرسة للتعليم العتيق بتيزنيت فتارودانت حيث الدراسة بمعهد محمد الخامس للتعليم الديني الأصيل الذي أسسه محمد المختار السوسي أحد رواد الحركة الوطنية، ثم مراكش التي سيحصل فيها على شهادة الباكالوريا المعربة في يونيو 1967 والتي خولت له الالتحاق بكلية الآداب ظهر المهراز بفاس شعبة الأدب العربي وبعد ذلك التسجيل بالمدرسة العليا للأساتذة وفي نفس الوقت بكلية الحقوق بالرباط التي ستمكنه الدراسة بها من امتهان المحاماة ابتداء من سنة 1972.

أصدر أحمد الدغرني مجموعة من المؤلفات التي لا يمكن تجاوزها أثناء دراسة تاريخ ودينامية الحركة الأمازيغية بالمغرب. لقد بدأ كتاباته المنشورة بدراسة السير الشخصية والسياسية لزعماء الحركة الموحدية وأساسا منهم المهدي بن تومرت وعبد المومن بن علي الكومي. ثم قام بدراسة الحياة السياسية المغربية في مجموعة من المؤلفات، ومنها: حكومة ديمقراطية أم حكومة تناوب- الانتخابات والأحزاب السياسية بالمغرب- الكتل المجتمعية بالمغرب، حراك الريف: التأصيل والامتداد. فضلا عن روايتي: مدينة الفناء ودموع الغولة ومجموعة من المسرحيات وأعمال أخرى في ميدان التحقيق التاريخي بحكم معايشته المبكرة لعالم المخطوطات التاريخية.

في مجال الثقافة الأمازيغية، أصدر عددا من المنشورات التي أسست مجددا لتقليد الكتابة والتدوين عند الأمازيغ وبالخصوص في الفترة المعاصرة، وهي: العمل الأمازيغي بالمغرب- الكونكريس العالمي الأمازيغي بالمغرب، دراسة وتحليل- المعجم القانوني، فرنسي أما زيغي- ترجمة مسرحية الكاتب الإنجليزي ويليام شكسبير روميو وجولييت رفقة الحبيب فؤاد وأبي القاسم أفولاي- البديل الأمازيغي. كما أسس في الجانب الإعلامي جريدتين هما تمازيغت وأمزداي.

ⵜⴰⵎⵍⵍⴰ ⵏ ⵕⴱⴱⵉ ⴼ ⵉⵎⴰⵏ ⵏ ⵉⴳⵍⵍⵉⵏ ⵏ ⵃⵎⴰⴷ ⴰⴷⵖⵉⵔⵏⵉ

رشيد نجيب

اقرأ أيضا

الأمازيغية والاحصاء العام للسكان بالمغرب.. أربع حقائق

أثناء مباشرة الاحصاء نبه اغلب المتتبعين الى ان المنهجية المتبعة غير مطمئنة النتائج ونبهت الحركة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *