اختتمت فعاليات مهرجان الفيلم الأمازيغي بأغادير المغربية، منذ ثلاثة أيام، وبعيدا عن الجوائز التي تم منحها للمتألقين بأفلامهم في مختلف أنواع الانتاجات التي عرضت، تبقى الإشادة ضرورية باحترافية المنظمين الذين بذلوا كل المجهودات لإنجاح الطبعة الـ 11، ولم يكتفوا بحضور مخرجين مغربيين بل تجاوزت المشاركة الحدود لتشمل دولا أخرى من المغرب الكبير، وكل مبدع في الفن السابع الناطق بالأمازيغية، وأمام ما تابعه النقاد والمختصون نتساءل هل سيقتدي المشرفون على مهرجان الفيلم الأمازيغي في الجزائر بهؤلاء أم نظل نستثمر في الرداءة ونشكو تراجع المستوى دون أن نغير في الوضع؟
يجعلنا تألق كل من أرزقي مترف، عمر بلقاسمي، نور الدين قبايلي وآخرين في سماء أغادير بإبداعاتهم السينمائية نتفاءل خيرا ونترقب الطبعة القادمة للمهرجان الوطني الفيلم الأمازيغي بالجزائر، لعل رأي لجنة التحكيم للسنة الماضية بخصوص نوعية الأفلام المقدمة يؤخذ بعين الاعتبار، ويثأر أصحاب الأعمال التي ستشارك بطريقتهم الخاصة باحترام معايير المهنية، لأن الأكيد أن الجار يتقدم ونظل ساكنين رافضين المضي قدما، فاللغة الأمازيغية رسمت في هذا البلد، ومن الضروري أن يكون هناك مهرجان في مستوى التطلعات ولم يعد يصلح حلم رؤية حرف منها في «الجينيريك» فقط مثلما كان ينسجه السابقون، بل بات حتما ومشروعا أن تؤسس سينما أمازيغية تراعي كل الأبعاد والمقاييس ولا نضيع الوقت في عرض «خردة» تسد رمق المتعطشين للإحترافية والمهنية.
حينما يسعى الجار إلى الذهاب بعيدا في فن اكتشف لغة الأمازيغ في وقت ليس ببعيد لكن بلورة الأفكار وإرادة المبدعين صنعت الفارق ومنحت روائعا في كل الفئات السينمائية، علينا اعتبار الأمر نجاحا يقتدى به وليس ضغطا يضاف إن أردنا أن نسجل أنفسنا في صف هؤلاء. تحدث النقاد عن نوعية النصوص، عن غياب كتاب سيناريو يسد جوع عشاق السينما، لكن كل تبرير أو حجة يسقط أمام الرغبة في رؤية مهرجان للسينما الأمازيغية بهذا البلد يستجيب لتطلعات الذين ناضلوا على هذه الثقافة ولا يتمنى أحد منهم أن تكبح الطموحات في هذا الوقت، فالتألق لا يقاس بالدرجات بل بالعمل.
تحدث أطراف عن حلم إطلاق مهرجان مغاربي للسينما الأمازيغية لمنح بعد أخر للفن السابع في هذه المنطقة، والأكيد أن الفكرة لا يعارضها الغيورون على رؤية شمس السينما الأمازيغية تسطع في سماء العاليمة.
*المحور اليومي الجزائرية