صامدة…وصامدون

سميرة بن حسن ـ تونس

اعتادوا في هذا البلد على تطويع اللامعقول وعلى تليين اللامنطق فصرنا محل تنذر بعد أن عبث بنا حكامنا منذ نيل الإستقلال، أي منذ ما يزيد عن الستين عاما..

غزانا العرب فاستوطنتنا لغتهم وإحتلتنا فرنسا فآستعمرتنا لغتها حتى بعد رحيل المقيم العام وجنود الإحتلال، وها أن زمن ثورة 14 جانفي يقذفنا باللغة التركية في مناهج أبنائنا الدراسية وكأنه الحنين إلى الغاصب العثماني…

بين عربية وفرنسية وتركية تأرجحت هويتنا الحقيقية خصوصا أن ذلك متزامن مع إصرار خسيس على العزل المتواصل للغتنا الأصلية والتغييب المستمر لها بينما التاريخ ـ الذي قاوم المحاولات الرخيصة لتزييفه ـ يدحض بهتانهم و يقرّ بأن الأمازيعية هي اللغة الأم لهذا البلد وبأن ما تلاها من لغات على هذا الأديم الزكي ماهو إلا دخيل علينا وسرطان إنزرع في شعبنا الأبي لكن سيأتي زمن يعود فيه الدر إلى مكمنه وننتصر على هذا الإنبتات الذي فرضوه علينا…

ستظل لغتنا الأمازيغية صامدة في تونس أمام هذه الهجمة اللغوية اللعينة المستشرية فينا على آمتداد قرون… نعم ستظل لغتنا صامدة وستسترد موقعها الريادي ولو كره الكارهون المكرسون للإنبتات ولقلة الحياء اللغوي!

شاهد أيضاً

الجزائر والصحراء المغربية

خصصت مجموعة “لوماتان” أشغال الدورة السابعة لـ “منتدى المغرب اليوم”، التي نظمتها يوم الخامس من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *