صدور ديوان شعري ثالث للشاعرة الأمازيغية أسماء بلقاسمي

صدر عن منشورات جمعية إبردان بكرسيف الديوان الشعري الثالث باللغة الأمازيغية تحت عنوان ” tamemmt n ulili ” وتعني بالأمازيغية ” عسل الدفلى ” الذي يقع في 110 صفحة من الحجم المتوسط للشاعرة الأمازيغية الشابة أسماء بلقاسمي ويضم الديوان الشعري 18 قصيدة تم إصداره في إطار دعم جمعية إبردان للإبداع الأمازيغي. تعالج الشاعرة أسماء بلقاسمي في ديوانها الثالث ” tamemmt n ulili ” بعد الديوان الأول الذي أصدرته سنة 2013 تحت عنوان ” tudrt tamnjlut أو الحياة التائهة ” والديوان الثاني الذي أصدرته سنة 2016 تحت عنوان “talellut ” مجموعة من الإشكاليات الاجتماعية، السياسية والثقافية المرتبطة بالمعيش اليومي للإنسان المغربي، في قالب فني وبلغة أمازيغية معيارية تارة وبالروافد الأمازيغية الثلاث تارة أخرى.

ولأن الشاعر/ة ابن بيئته فقد سلطت الشاعرة عبر الكلمة الشعرية من جهة أخرى الضوء على مجموعة من الأحداث التي عرفها المغرب والتي كان لها أثر في تحريك الرأي العام منها: حدث محسن فكري بالحسيمة، حدث وفاة النساء ببولعلام، وفاة الراعي باعلي بجبل بويبلان، أحداث جرادة… بالإضافة إلى تناول الشاعرة  تيمات أخرى لها علاقة بجشع الإنسان ولهاثه وراء المال بكل الوسائل والطرق حتى أنها وصفته في إحدى القصائد ( n idrman ismɣan ) بعبيد المال، فضلا عن إبرازها لدور المرأة بمنطقة أيت وراين بالجبال وما تتكبده من معاناة يومية بصبر وصمود في وجه عنف الطبيعة تارة والعنف الاجتماعي والقيمي تارة أخرى دون أن تنسى مساهمتها إلى جانب الرجل في المعارك التي خاضها دفاعا عن الأرض والهوية والحرية كقيم رئيسة في كينونة الإنسان الأمازيغي.

ولم تتواني الشاعرة في التعاطف من خلال أشعارها مع بعض القضايا العالمية العادلة من منطلق إنساني قوامه الانتصار للمقهور بغض النظر عن جنسه، لغته، معتقده… ومن هذه القضايا القضية الفلسطينية التي تناولتها في قصيدة ” القدس” تفاعلا مع إقدام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على نقل سفارة بلاده إلى القدس كعاصمة لإسرائيل قبل الحسم في الصراع وفقا لأدبيات ومواثيق الأمم المتحدة.

وفي قصيدة أخرى عنونتها ب “Aḥmd ahlal ” حاولت من خلالها استرجاع ما قدمه الشاعر الراحل الشيخ أحمد أهلال المعروف بذاكرة أيت وراين للكلمة الأمازيغية بمنطقة أيت وراين بإقليمي تازة وكرسيف من خلال أشعاره لما يزيد عن 60 سنة من الإبداع قبل وفاته سنة 2016.

شاهد أيضاً

تقرير رسمي.. “المجلس الوطني لحقوق الإنسان”: تدريس الأمازيغية يسير بوتيرة بطيئة والحيز الزمني في الإعلام “ضيق”

أكد المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أن “هناك تحديات مرتبطة بتعميم تدريس اللغة الأمازيغية، والتأخر في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *