في إطار الصراع المحتدم بين الأنظمة في الشرق الأوسط، والاتهامات المتبادلة بينهما، خصوصا بين النظامين الإماراتي والسعودي من جهة، والقطري والإيراني من جهة أخرى، هذا الصراع الذي بلغ مداه في الأشهر الأخيرة، خرجت صحيفة “البيان الإماراتية” باتهامات جديدة لإيران، مفادها إن “طهران” تسعى لخلق “كيان أمازيغي” في “المغرب العربي” وهي تتحدث عن أمازيغ ليبيا.
وعبر عدد من النشطاء الأمازيغ عن امتعاضهم من استعمال مصطلح “كيان أمازيغي” في “مغرب عربي” معتبرين أن “المصطلح مستفز بالفعل”، متسائلين في ذات السياق وباستغراب:”كيف يُمكن لـ”صحيفة” في عهد الثورة التكنولوجية والمعلومات الفائضة والحقائق التاريخية أن تصف “الصحيفة الإماراتية” شمال أفريقيا “بالمغرب العربي” وتدّعي أن الأمازيغ الذين هم السكان الأصليين لهذه البلدان، يسعون للانفصال عن “المكون العربي” وبدعم من إيران، في الوقت الذي تعتبر فيه الحركة الأمازيغية كل بلدان شمال أفريقيا، وطن واحدا، لا فرق فيه بين أبنائه، بل وتعتبر كل شعوبها أمازيغ تعرضوا للتعريب بدارجات مختلفة.
واعتبر النشطاء الأمازيغ أن اتهامات “البيان” لـ”طهران” تأتي في سياق الصراعات والتحولات والتموقعات السياسية التي تعرفها الشرق الأوسط، وذهب البعض إلى حد السخرية من الصحيفة وما نشرته عن الأمازيغ، قائلا:” إن الكيان العروبي هو من يسعى إلى التواجد في تامازغا “شمال أفريقيا” وليس العكس صحيح”، فيما ذهب البعض الآخر إلى حد الاستهزاء من ما جاء في “الصحيفة الإماراتية”، مشيرا إلى توجيه نفس التهم لإسرائيل في وقت سابق والآن جاء الدور على عدوها في الشرق الأوسط، يقصد “طهران”.
وقالت “البيان الإماراتية” في مقال لها تحت عنوان: “إيران تعبث في ليبيا بالمليشيات والانفصاليين ” بأن النظام الإيراني اعتبر أن “الفرصة ملائمة لبسط نفوذه في ليبيا ذات الموقع الاستراتيجي المهم الرابط بين المشرق والمغرب “العربيين”، والمفتوح على دول الساحل والصحراء وعموم القارة الأفريقية، وعمل في هذا الاتجاه على التموقع داخل الأراضي الليبية، من خلال العمل على اقتطاع دولة للأمازيغ في غربي البلاد، وفق ما صرح به عيسى عبد المجيد، أحد زعماء أقلية التبو”.
وزادت الصحيفة من اتهاماتها لطهران بالقول بأنه “تم رصد تمويلات إيرانية تصل إلى 50 مليون دولار، بهدف دعم بعض الحركات الانفصالية في ليبيا، حيث تطمح طهران إلى الدفع نحو تأسيس الكيان الأمازيغي في بلاد “المغرب العربي”، خصوصاً أن الأغلبية الساحقة من الأمازيغ تعتمد المذهب الإباضي، بينما يعتمد العرب المذهب المالكي”، قبل أن تعود وتقول إن ” قيادات أمازيغية نفت علمها بالأمر”.
وأضافت “البيان” في مقالها إن “السلطات الليبية أبرزت أن الأمر جدي، وأن المكر الإيراني يعتمد على قوى بعينها”، وبخاصة تلك التي تنزع إلى “الانفصال عن المكوّن العربي”.
أمدال بريس: منتصر إثري