ان حراك الريف بمثابة رسالة مضمونة التوصل تنتظر أجوبة سريعة وشافية ومضمونة التحقيق، فهي رسالة للدولة نقول فيها إننا نحن المواطنين المغاربة ربما بسطاء لكن لسنا سدج، صابرين ولكن لسنا مذلولين، أقوياء بعزيمتنا ولسنا ضعفاء، حكماء ولسنا مندفعين، وطنيين ولسنا خونة….
وربما الدولة التقطت بدورها الرسالة وفهمتها شيئا ما وما زيارات الوفود الوزارية لمدينة الحسيمة في كل مرة وحين وتجهيز مستشفى الأنكولوجيا بنفس المدينة إلا إشارة على التقاط مدلول الرسالة وكذلك حجة كبيرة على تقصير الدولة من التزاماتها ودليل واضح على مشروعية الحراك. مما يستوجب الإستماع عوض التنصت ومباشرة الإصلاح بمفهومه السياسي والاقتصادي وفك روابط الوساطة بين الدولة والشعب، تلك الوساطة التي لا تزيد الأوضاع إلا سوءا وتأزما وللمياه الراكدة، أصلا، إلا تعكيرا مما ينتعش معه الصيادون الذين يستغلون الصيد في المياه العكرة وما أكثرهم للأسف.
حراك الريف كذلك وجه رسالة قوية إلى الشعب المغربي، يبلغه عبرها أننا كلنا معنيون على حد قول الحكيم الامازيغي «ⵢⴰⵜ ⴰⵙ ⵜⵙⵡⴰ» بمعنى «كاع مسقيين بمغرفة وحدة» جنوبا وشمالا غربا وشرقا، فالأراضي تنتهب من طرف الدولة بقوانين جائرة وتفوت للوبيات العقار وثروات طبيعية تنهب ويمنح حق استغلالها لشركات جشعة لا يهمها إلا مراكمة الأرباح، ضاربة عرض الحائط مصلحة السكان والقبائل، وجماعات تافراوت على سبيل المثال لا الحصر، خير دليل على ذلك، هذه الجماعات التي أغلبها يرأسها حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي ربما أراد أن يصدر الى تافراوت تجربة الأصالة والمعاصرة في تدبير اقليم الحسيمة، تافراوت الغنية بكل أنواع المعادن الطبيعية من ذهب وفضة ومعادن أخرى لا نعرف حتى اسمها.
ان الشعب يجب ان يلتقط الإشارة ويقول كلمته أمام تعنت الدولة في عدم احترامها للدستور الذي فصلته على مقاصها، ومع ذلك لم تحترمه في جميع بنوده، فهاهي مرة أخرى تخلف الموعد مع التزاماتها في عدم احترام دسترة الامازيغية وتعطيل عجلة أجرأة ترسيمها وذلك بالإلتفاف على الدستور بسن سياسات إقصائية من طرف الجميع، حكومة وبرلمانا، وما رفض وزير الثقافة حذف كلمة «العربي» من تسمية الوكالة المغربية للأنباء إلا دليل عل استمرار السياسة الإقصائية ضد الامازيغ، والتي خلنا في لحظات سابقة أننا قطعنا معها أشواطا كثيرة خصوصا وان هذا الإجراء البسيط الذي رفضه محمد الأعرج لن يكلف لا موارد بشرية ولا موارد مادية، مما يدفعنا الى وضع علامات استفهام كثيرة وباللون الأحمر حول مصير باقي الحقوق والإجراءات و التدابير التي يستلزم لتحقيقها موارد مالية و بشرية مهمة؟
إننا كمواطنين جميعنا مؤهلين لأن ننتفض يوما ما وكلنا مشاريع معتقلين مادامت الدولة تتعامل معنا بسياسة صم الأذان وبسياسة «كم من حاجة قضيناها» بتركها، كما هو الشأن بالنسبة لملف الامازيغية.
إننا لن نقبل ان نكون حقولا لتجارب سياسية أكل عليها الدهر و شرب، لقد حان الوقت الذي يجب فيه على الدولة ان تتصالح مع ذاتها لتستطيع ان تتصالح مع المواطنين و تضمهم إلى حضنها و تحبهم.
وقديما قال الحكيم الامازيغي:
ⵡⴰⵏⵏⴰ ⴷⵉⴽ ⵉⵙⴰⵡⵍⵏ ⴰⵡⴰⵍ ⵏ ⵢⵉⵣⵎ
ⴰⴷ ⴷⵉⵙ ⵓⵔ ⵜⵙⴰⵡⵍⵜ ⴰⵡⴰⵍ ⵓⴳⵔⵓ
Wanna dik isawln awal n yizm
Ad dis ur tsawlt awal ugru
صرخة العدد 198-199 / يوليوز-غشت – جريدة العالم الأمازيغي