ماذا يعني أن يترأس عباس لمساعدي، وهو القادم من قرية صغيرة تسمى تازارين بورززات بالجنوب الشرقي، جيش التحرير الذي انطلقت أول نواته في مدينة الناضور؟ وكيف استطاع أن يضبط جيشا يتنوع الإنتماء الجغرافي لكل أعضائه من الريف وسوس والأطلس والشرق والغرب؟
إنه يعني بكل بساطة أن تهمة الانفصال التي يتعمد الساسة المغاربة والتنظيمات التي تسير في فلكها الصاقها بالأمازيغ ليس لها سند لا تاريخي ولا واقعي ولا ايديولوجي، وأن لا فرق بين كل أبناء الوطن الواحد وأن السياسة التي نهجها الاستعمار والتي تتلخص في سياسة «فرق تسد» التي ورثها المخزن المغربي عنه، لا زالت قائمة وذلك بمحاولة نعت وإلصاق تهم الإنفصال بالأمازيغ بغرض عزلهم عن وطنهم من جهة وعزلهم عن باقي المواطنين من جهة أخرى وجعلهم محط شك وريبة تأسيسا للتفرقة بينهم وإخوانهم المواطنين، بل أكثر من ذلك محاولة زرع التفرقة بين الأمازيغ أنفسهم وذلك بمحاولة تقسيمهم إلى ما يسمى «شلوح العز» و«شلوح الكنز» و«شلوح الخنز»، كما صرح بذلك أحدهم في محاولة منه النيل من السيد عبدالسلام أحيزون عند فوزه بالجائزة الوطنية التقديرية التي يمنحها المعهد الملكي للثقافة الامازيغية للشخصيات المغربية اعترافا منه بمجهوداتهم في النهوض باللغة والثقافة الأمازيغية.
قلت أن تلك السياسة ما هي إلا نتاج الاستعمار خصوصا الفرنسي الذي خبر مقاومة الأمازيغ لهم، إلا أن هذه السياسة لم تزٌل بجلاء الاستعمار بل بقيت كخريطة طريق ينهجها المخزن المغربي بحكمة عند حاجته لإسكات الأصوات الأمازيغية المناهضة لسياسته، وجعلها ورقة تٌخونه بها وتعاقبه بها على تمرده ضد سياسة «المغرب لنا و ليس لغيرنا»، أو عند استشعاره بقرب تكثل أمازيغي/أمازيغي أو وحدة أمازيغية/أمازيغية أو قطب سياسي أمازيغي، سلاحه قلم وفكر متنور يحارب به الاستعمار الفكري والايديولوجي والتهميش والإقصاء الذين ما تزال تعاني منهما الأمازيغية بالرغم من دسترتها.
قديما قال الحكيم الامازيغي:
ⴰⵎⵥⵢⴰⵏ ⴳ ⵉⵖⵔⴹⴰⵢⵏ ⵉⴳⴰ
ⴰⴳⵍⵍⵉⴷ ⴳ ⵜⴼⵔⵉⵜ ⵏⵏⵙ
Amçyan g ighrdayn iga
Agllid g tfrit nns
صرخة العدد 202 / نونبر – جريدة العالم الأمازيغي