بالرغم من سيئاته الكثيرة، إلا أن للرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” حسنات تشفع له عن تلك السيئات، ومن ذلك تعريته للأنظمة العربية والدول الإسلامية التي ظهر أخيرا أنها في حقيقة الأمر لا تدين لا بدين محمد ولا برب الكعبة ولا بمالك السماوات والأرض، بل تدين وتسبح وتركع إلى سيدها ترامب مالك الأقمار الاصطناعية والأسلحة النووية، فها هي العربية السعودية، التي يعتبرها ليس النظام المغربي وحده بل الشعب المغربي إن لم أقل شعوب شمال إفريقيا كلها، يعتبرونها قبلة الإسلام والسلام، حتى ظهر بقدرة ترامب أن لا إسلام ولا سلام في هذه الأرض بل هي كما باقي الدول العربية الإسلامية إن لم تكن أكثر منها شرا وعنفا مؤسسا تارة على الإسلام الوهابي وتارة أخرى على مزاج الحكام الجبناء.
إن السعودية لم تستطع دعم الملف المغربي، و لو أرادت ذلك، لأنها بكل بساطة بلد ضعيف بالرغم من الإمكانيات المادية التي تتوفر عليها والتي تضخها الآن في حسابات أمريكا، إلا أن الغير مفهوم هو استقطابها لباقي الدول للتصويت على الملف الأمريكي ضدا على الملف المغربي، وبهكذا تصرف تكون قد ضربت عرض الحائط تلك الشعارات الكاذبة التي يؤمن بها النظام المغربي شعار العروبة وشعار الأخوة وشعار المغرب العربي في مقابل المشرق العربي.
وهكذا والشكر لترامب نكون قد قطعنا مع تلك الأسطوانة المشروخة التي صمت آذاننا “أسطوانة العروبة”، بل الآن، وبفضل ترامب دائما، حتى الشعوب التي تسمى عربية خصوصا شعوب الخليج، قد فطنت بأن لا شيء يجمعنا معهم، وعبرت على ذلك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، أكثر من ذلك، فعوض التعبير عن آرائهم بموضوعية استعملوا كل قواميس السب والقذف متخيلين أن نعتنا بالأمازيغ وأبناء تيهيا وبأننا لا نحسن اللغة العربية وأن هذه الأخيرة ليست لغتنا، سيقلقنا، لا، بل على العكس من ذلك، فكما يقول المثل المغربي “جاتنا من الجنة والناس” لأن كل هذه المعلومات التي اكتشفوها حديثا هي في حقيقة الأمر ملفات وقضايا ناضلنا و نناضل، منذ عقود من الزمن، من أجل إيصالها إلى كل العالم عبر ندوات وطنية ودولية ولقاءات فكرية وبيانات تنديدية وتقارير موجهة لمنظمات وطنية ودولية كلفتنا ميزانيات و مجهودات جبارة.
نحن نحاول أن نبين للعالم العربي والمغاربي أننا أمازيغ ولسنا عربا، منا من يدين بالدين الإسلامي، منا من يدين بالدين المسيحي، منا من يدين بالدين اليهودي، منا من يؤمن بوجود خالق يدين له بدون واسطة ومنا من لا يؤمن ولا يدين بأي شيء، ولكن نحن إنسان، بل منبت الأحرار ليس بمنطق النشيد الوطني بل بمنطق العلم والأركيولوجيا والتاريخ، نعم نحن “إيغوديون” نسبة إلى جبل إيغود.
الشكر إذن لكرة القدم لأنه لولا ترشح المغرب لتنظيم كأس العالم في مواجهة أمريكا لما وصل العرب ومعهم المغاربة المستعربون الذين لا زالوا مع الأسف يؤمنون بالقومية العربية إلى هذه الحقيقية التاريخية، فكما أكد على ذلك العرب الأقحاح، السعوديون، شمال إفريقيا لم تكن يوما عربية ولا المغرب كان عربيا ولا الجزائر ولا موريطانيا ولا تونس ولا ليبيا ولا مصر.
صرخة العدد 209 / يونيو – جريدة العالم الأمازيغي