لأسباب خارجة عن إرادتي، لم أتمكن من حضور فعاليات الجامعة الصيفية لشبيبة حزب التجمع الوطني للأحرار، المنعقد بمدينة أكادير نهاية الأسبوع الماضي. بعد أن تلقيت دعوة رسمية للمشاركة في تأطير إحدى ورشاته التي تحمل عنوان «مسار الأحرار وسؤال اللغة الامازيغية» وكنت سأتناول في مداخلتي الفكرة التالية التي ارتأيت أن أتقاسمها مع القراء الكرام. بعد أن تعذر عليّ المشاركة لأسباب خارجة عن الإرادة كما ذكرت سالفاً.
ان طرح هذا السؤال بهذا الشكل الفضفاض يحيلنا بدون شك الى طرح سؤال أعمق وهو «أي سؤال يمكن ان نطرحه حول الأمازيغية؟».
هل هو سؤال ماهي الأمازيغية؟ أظن أن هذا السؤال تم تجاوزه بكثير لأننا أجبنا عنه باستفاضة خلال معركتنا النضالية التي استمرت لعقود والتي توجت بدسترة اللغة الأمازيغية في دستور 2011.
هل هو سؤال أي أمازيغية نريد؟ هو سؤال أكاديمي تمت الإجابة عنه بتأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وتوجت الإجابة عنه بالبحوث والدراسات التي راكمتها هذه المؤسسة نتيجة مجهودات الباحثين الأكاديميين والأطر العاملين بها.
هل هو سؤال ما العمل؟ الذي تم طرحه منذ سنة الفين وإلى اليوم لم توجد له أجوبة شافية وفعالة وملموسة لأنه في نظري سؤال سابق لآوانه بكثير،
في اعتقادي السؤال الذي من الواجب طرحه الآن وبكل جرأة ومسؤولية هو سؤال «ماذا نريد؟» وللأسف، لقد خالف الأمازيغ مواعيد كثيرة لطرحه. وكنت في مناسبات كثيرة سابقة اقترحت تغيير السؤال من «ما العمل؟» الى سؤال «ماذا نريد؟» لأنني متأكدة وعلى يقين من أننا إذا حددنا ما نريده فأوتوماتيكيا سنعرف كيف العمل أو الطريقة للوصول اليه، وها أنا الآن أعيد السؤال مرة أخرى انطلاقا من ايماني العميق بأننا إذا أجبنا عن «ماذا نريد؟»، سيسهل علينا الإجابة عن سؤال ما العمل؟
فلتكن لدينا الجرأة الكافية والقوة الواجبة والشجاعة المطلوبة لنقول إننا نريد أن نحكم. نعم نريد أن نساهم في تسيير شؤون الشعب الذي ننتمي اليه كما هو حال باقي التنظيمات اليسارية والإسلامية، نعم يجب أن نشارك في اتخاذ القرارات في جميع القضايا ببلادنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والرياضية والثقافية… لأن الأمازيغية هي كل هذا، هي مشروع مجتمعي كامل وعلى جميع المستويات في الجماعات القروية والبلديات ومجالس المدن ومجالس الأقاليم وعلى مستوى الجهات والبرلمان والحكومة والديوان الملكي.
نعم لقد حان الوقت لكي نتحمل مسؤوليتنا في أن نجيب عن سؤال التنمية التي نريدها لمغربنا وعن التعليم الذي نريده لفلذات أكبادنا. نعم حان الوقت لان نساهم بأفكارنا وقيمنا في تحسين وضعية المرأة والأسرة التي نحلم بها في مغرب التعدد والتنوع. علينا أن ندلي بدلونا في نوع العلاقات الاقتصادية والثقافية وحتى الديبلوماسية التي نريدها لوطننا ومع من نريدها.
نريد أن يكون الأمازيغي والأمازيغية المغربيين حاضران الى جانب باقي المغاربة في المناصب العليا والوظائف السامية وفي التكريمات، في منح الأوسمة الملكية، نريد أن تقدم لموتانا من فنانين ومناضلين وعلماء وغيرهم التعازي الرسمية على غرار غيرهم من اخوتهم المغاربة. نعم نريد أن نكون مواطنين كاملي المواطنة لا انصاف مواطنين تبقى أيدينا دائما ممدودة الى الأسفل.
بحكم اننا ديموقراطيون حتى النخاع وبحكم تشبتنا بالمبادئ الكونية لحقوق الانسان والقيم الامازيغية التي تتأسس عل مبدأ الديمقراطية فلا سبيل لنا في الوصول الى ما نريده الا بممارسة الفعل السياسي
والانخراط في الأحزاب السياسية الموجودة في الساحة وخلق أحزاب سياسية أخرى. ثم التحلي بالشجاعة والمسؤولية الكافيتين للتقدم للانتخابات نساءا ورجالا للخروج فعليا إلى الميدان والمساهمة في سياسة الدولة من منطلق ما حك جلدك مثل ظفرك أو كما يقول الفرنسيون: «لوضع اليد في العجينة».
Pour mettre la main dans la pate
وقديما قال الحكيم الامازيغي:
ⵡⴰⵏⵏⴰ ⵉⵜⵜⴻⵜⵜⵔⵏ ⴰⵄⵓ
ⵓⵔ ⴷⴰ ⵢⵜⵜⴼⴼⵔ ⵜⴰⴳⵍⵍⴰ
Wanna ittettrn aghu
ur da yttffr taglla
صرخة العدد 224 شتنبر 2019/2969 – جريدة العالم الأمازيغي