أخبار عاجلة

صيحة من الهامش

amسرني كثيرا أن أقرأ أن الموقع الإجتماعي «فيس بوك» أدمج اللغة الأمازيغية ضمن اللغات التي بها يتم الدخول اليه. ولما حاولت الدخول باستعمال تفيناغ قرأت في الجدول بهذا الحرف «لكنيا» فتساءلت: ألا يوجد ما يقابل هذا الإسم الذي هو من أصل عربي في اللغة الأمازيغية؟ أم أن الذي أملاه وفر على نفسه عناء البحث؟ أم أن الأمازيغية تعني أن يكتب شخص بتفيناغ ولو كتب  الكلمة العربية؟. هذا ذكرني بما فعله صاحب فندق ببني ملال بساحة الحرية اذ كتب بتفيناغ «فندق مرحبا». ربما له بعض العذر لأنه لا يعرف مقابل الكلمتين. لكن أي عذر يكون للمرجع الذي أعتمد في امداد الموقع المذكور خاصة اذا كان من الباحثين المهتمين؟ أليس هذا خطأ خطأ جسيما في حق لغتنا الأمازيغية وثقافتنا؟ مثل هذا كثير لوحظ من طرف السيد مبارك بلقاسم وغيره من الغيورين الصادقين ومنهم نساء. انها أخطاء تسيئ الى لغتنا والينا ’وهي اما عفوية أو ناجمة عن التسرع أو الإعتقاد بعدم توفر المقابل الأمازيغي للكلمة الأجنبية أو العربية أومترتبة عن الإهمال أو الإستهتار أو قد تكون مقصودة لغرض العرقلة’ أو لصعوبة وعناء البحث في المعاجم. ان الباحث الجاد يحتاج الى صبر أيوب وذاكرة الفيل لكي يحقق ما أراده وأيضا الى سعة الصدر من أجل تقبل النقد والعدول عن المنحى اذا تبين خطأ الإتجاه. انه من الجمال أن نرى لغتنا مكتوبة بحرفها الأصلي الجذاب ونبط لا يقلل من شأنها أمام اللغات الأخرى الا أنه الأجمل منه أن نقرأ الكلمة الأمازيغية المناسبة في المكان المناسب.

نقد في الهامش:

لهذا الهدف كتبت مقالات بتمازيغت وبتفيناغ اقترحت فيها على المكلفين بتهيئة اللغة في المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أن يعوضوا بعض الكلمات بما يصح أن يكون مقابلا للكلمة العربية والفرنسية لكن الى حد الآن لم يتحرك أي منهم لتدارك الأمر قبل استفحاله. لقد أشرت الى أن ما يقابل التأهيل هو أزنزڭ وليس أسمد الذي يعني الإتمام أوالإنهاء معتمدا على ما علمته من معجم اللغة الأمازيغية ومصطلحاتها القانونية لصاحبه السيد عمر التقي أولا وما تأكدت منه ثانيا في المعجم العربي الأمازيغي للأستاذ الكبير محمد شفيق. كما اقترحت مقابلة كلمة الإعدادي ب أسحيال أو أسحبال على أن يحتفظ بكلمة أسموتڭ للتكوين كما أني خلقت مجموعة من المصطلحات في اطار مقالات  تضم كلمات استقيتها من شبكة الأنتريت ناحتا’ نشر بعضها في احدى المجلات الإلكترونية والبعض لا زال ينتظر المراجعة والتدقيق. فعلت ذلك بحماس ايمانا مني أن من حقي ومن حق غيري من الأمازيغ أن أخدم ثقافتي ولغتي بما أستطيع ودون أن أرى حدودا جغرافية فاصلة بين مختلف التعبيرات اللسانية في شمال أفريقيا. فحيثما أشتم رائحة الفاكهة الأمازيغية أذهب لأجنيها لأن كل هذه الثمار الأمازيغية تنتمي الى شجرة ضخمة عميقة الجدور وممتدة الأغصان ومتنوعة الثمار. وكل تشذيب لفروعها أوأغصانها يعتبر جناية في حقها.

اللغة الأمازيغية في مدلول مشروع القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية بالمغرب:

المادة 01

«… ويقصد باللغة الأمازيغية في مدلول هذا القانون التنظيمي مختلف التعبيرات اللسانية الأمازيغية المتداولة في مختلف مناطق المغرب وكذا المنتوج اللسني والمعجمي الأمازيغي الصادر عن المؤسسات والهيئات المختصة».

ان القراءة الأولى للمادة الأولى توحي باختزال هذا المشروع للغة الأمازيغية في الرقعة الجغرافية المغربية وتشذيب لأغصانها الممتدة الى جزر تكناريين (الجزر الخالدات) والى منطقة سيوا بمصر والى أزواد بمالي وما يتصل به.

 القراءة الثانية أن التعبيرات اللسانية الأمازيغية المتداولة في باقي منطقة شمال أفريقيا ليست أمازيغية في مدلول هذا المشروع.

القراءة الثالثة أن المنتوج اللسني والمعجمي الفردي أو الجماعي الذي لم تصادق عليه المؤسسة أو الهيئة المختصة لا يعتبر مرجعا من مراجع اللغة الأمازيغية ولو سبق اصداره تأسيس هذه المؤسسة أو الهيئة المختصة.

القراءة الرابعة أن هذا القانون التنظيمي خصص ما كان عاما في دستور المملكة 2011  فالفصل الخامس يقول: «تعتبر اللغة الأمازيغية أيضا رسمية..».

الإستنتاج 1:

اذا افترضنا أنه تمت المصادقة على هذا المشروع دون تعديل لهذه الصيغة فلن يكون للمدرس الحق في استشارة معجم لا يحمل علامة المؤسسة أوالهيئة المختصة .

الإستنتاج 2:

ان كل ما يصدر أو سيصدر عن المؤسسة أو الهيئة المختصة هو أمازيغي وما تعب الآخرون في جمعه وتوثيقه سواء أكانوا أجانب أومغاربة لا يحمل هذه الصفة.

الإستنتاج 3:

ان كل ما يصدر عن هذه المؤسسة أو الهيئة غير قابل للنقاش ’للنقد’ للرد عليه ’للتبديل.

الإستنتاج 4:

ان جهود العاملين والعاملات على تنمية اللغة الأمازيغية من خارج هذه المؤسسة أو الهيئة غير ذات أهمية.

الإستنتاج 5:

اذا كانت هذه المؤسسة أو الهيئة المختصة تعمل على تنمية اللغة الأمازيغية وتلجأ الى طريقة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في اختيار المرشحين لأنفسهم من أجل انجاز بحث ما أي السيرة الذاتية ’الإجابة عن استمارة’ التصورات فالأحقية في التعاقد تكون دائما من نصيب حملة الشهادات العليا مما يعني اقصاء العصاميين غير المسلحين بشواهد معرفية جامعية وغيرها.

الإستنتاج 6:

اللغة في مفهوم صائغي هذا القانون هي ما اتفق أو اصطلح عليه داخل هذه المؤسسة أو الهيئة المختصة حتى ولو كان يختصر الطريق الى تنمية اللغة في الإقتراض من اللغات الأخرى أو في التغاضي عن كلمات ولا يفتح المجال للمزيد من الابداع اللغوي ولا يفتح المجال للنقاش والنقد.

الإستنتاج 7:

ان كل معجم صادر عن هذه المؤسسة أو الهيئة المختصة تام لا يشوبه أي نقص.

اقتراح من أجل تعديل المادة 01 من هذا المشروع التنظيمي: 16-26

ويقصد باللغة الأمازيغية في مدلول هذا القانون التنظيمي اللغة الأمازيغية في وحدتها وفي كل تنوعاتها المتداولة في المغرب وخارجه ’بكل قواعدها المستنبطة علميا’ وبكل معاجمها القديمة والمعاصرة والحديثة’ وكل ما تمت مناقشته والإصطلاح عليه في اطار جمع عام  يضم المختصين والمختصات في علم اللسانيات ومن له (ها) دراسة في لسانيات اللغة الأمازيغية من المغاربة وغيرهم وكل صاحب (ة) مشروع لتنمية اللغة الأمازيغية في تخصص ما سواء أكان باحثا (ة) مختصا (ة) أو مهتما (ة) عصاميا (ة) بغض النظر عن الشواهد المعرفية ’والمبدعين والمبدعات’ وبعض المختصين أو المختصات في العلم الذي يتعلق به مشروع المعجم المتخصص المقترح من طرف صاحبه أو صاحبته.

اقتراح من أجل الحرف :

تدرس وتعلم اللغة الأمازيغية وتكتب فوق الأبواب العامة والخاصة وفي الشوارع والأزقة وعلى الوثائق الرسمية وغيرها واليافطات واللافتات واللوحات الإشهارية بكافة أصنافها وعلامات التشوير والمراسلات الإدارية والرسائل والطرود البريدية والكتب والمجلات والجرائد وكل المنتوجات المغربية الآلية’ الغذائية والدوائية وكل وسائل النقل البرية والبحرية بحرف تفيناغ.

تبرير الإقتراح الأول :

اذا كان صائغ هذا المشروع التنظيمي رقم: 16-26 يصرح أنه تم اعداد ه وفق مقاربة تشاركية أخذت بعين الإعتبار مذكرات واقتراحات الفاعلين والمهتمين … فانني كمهتم أرجو أن يؤخذ اقتراحي هذا بنفس العين مع التنصيص في القانون التنظيمي للمجلس الوطني للغات والثقافات على فتح أبواب المؤسسة أو الهيئة المختصة أمام كل من له أولها مشروع لتنمبة اللغة الأمازيغية دون تقييد ذلك بالشواهد الجامعية وغيرها. يكفي أن يتقدم المهتم (ة) بطلب مناقشة مشروعه (ها) وأن يدلي (ت) بنسخة مما أنتجه (ته) وأن يكون من حقه (ها) الدفاع عن المشروع المقترح’ ودون تقييد هذا المشروع بحرف ما. فاذا اقتنع به نصف عدد الحاضرين والحاضرات قبل وعمل به .

اقتراح لمركز التهيئة اللغوية بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية:

وجدت في المعجم العربي الأمازيغي ئﮋوﮋل بمعنى تفرع واذا قسنا هذا الفعل على ئسوفر الذي يعني داوى ومنه أسفار الذي يعني الدواء نستنتج أن أﮋﮋال هو الفرع. لهذا أرى أنه من الأفضل أن نقول أﮋﮋلان بدلا من أنياو الذي يعني الحفيدي ويمكن أن يفهم كذلك دون المعنى المجازي الفرعي. اذا قرأ شخص هذه الجملة فوق باب مؤسسة قضائية: تسنباضت تنياوت تسوانت ن والاس قد يترجمها ب: المحكمة الحفيدية الجهوية للتكرار وليس المحكمة الفرعية الجهوية للاستيناف. أليس من الصائب أن نبدل أنياو ب: أﮋﮋلان وألاس ب: أسكوسض الكلمة التي يمكن أن تعني معاودة رفع الدعوى في حال الإقتناع بفائدة ما أقترحه اعتمادا على القياس. أسكو سابقة لاحظتها في عدد من الكلمات ك: أسكولم ’أسكوكي’ أشكوضر (تم ابدال السين بالشين لوجود حرف مفخم في الكلمة وهو الضاض لأجل التناغم) ’أسكولع… ولما ناقشت مسألة التنمية اللغوية مع أحد المهتمين منذ زمن بعيد جدا شرح لي معنى أسكولم على أنه يعني اعادة الغزل بحيث يكون متراكبا وكأنه بني. فلم لا أخلق هذه الكلمة من ئسكا ئسكو الفعل الذي يعني بنى وئسرض الذي يعني رفع دعوى قضائية؟ وبالإضافة ألا يمكن أن نخلق كلمة مقابلة للقاضي من خلال الدور الذي يقوم به  بدلا من أن نعتمد الكلمة التي تحتمل أكثر من معنى: انبضي والتي هي اسم فاعل لفعل: ئبضا ئبضو الذي يعني فصل ’فرق’ وزع. من المحتمل أن يعترض من قرر هذه الكلمة فيقول: ان القاضي يفصل بين المتنازعين ويفرق بين الحق والباطل ويوزع الحقوق على ذويها. لكن أحكام القضاء قد تقارب العدل وقد تبتعد عنه حسب درجة الإثبات ووسائله التي بين يدي القاضي. لهذا اقترحت فيما سبق كلمة مركبة من ئفرا ئفرو الذي يعني حل وأسايض الذي يعني القضية مع حذف للحرف المكرر من أجل التخفيف فقلت: أفساض. كما اقترحت للمحامي كلمة أمستاض التي هي اسم فاعل لفعل ئستض الذي يعني: ضمن حماية شخص من أجل المرور بسلام من طريق ما على اعتبار أن المحامي يرافق موكله ويضمن له الحماية القانونية الى حد ما من أجل أن يمر بسلام الى شاطئ العدل. هذا بدلا من أن نعتمد أمستان الذي يعني: الراد أو أمنعار الذي له علاقة بالكلمة العربية: النعرة. وللمحكمة اقترحت مؤخرا تانساضا قياسا على اسم أسند لمكان وهو تانفاردا (مع التشديد على كل من السين والفاء). وهكذا يمكن أن  نقول اذا حصل الإقناع: تانساضا تﮋﮋلانت توسيت ن أسكوسض. أما فيما يخص الكنية التي قصد بها الإسم العائلي فقد سبق أن علمته من مقال لا أذكر عنوانه ولا زمن نشره ولا ناشره وهو أسرعون. على كل حال يمكن أن نقابل الإسم العالي ب: أغريك أوغييم والإسم الشخصي ب: أغريك أوريك. أغريك كلمة وجدتها في معجم ثلاثي اللغة: العربية الأمازيغية الأنجليزية للأستاذ السيد مباريك بلقاسم وأما أوغييم فهو نعت مشتق من كلمة وجدتها بالمعجم العربي الأمازيغي وهي تاغيامت وتعني الأسرة أو العائلة. انه بالمناقشة والتحليل والإنتقاد يمكن ترميم لغتنا لا أقول باعادة بنائها لأن ذلك قد يفهم منه هدم الجدران من أجل بناية جديدة. لقد وضع أجدادنا الأسس وما علينا الا العودة اليها لنفس الغاية. وأرجو اذا تم الإقناع تدارك الامر قبل استفحاله. الأشتغال على اللغة شأن معقد وضبطها أمر أكثر تعقيدا. وحينما نعمل على وضع الكلمة المناسبة في المكان المناسب في كل الفضاءات فاننا نعمل على ترسيخها  في أذهان القراء والقارءات بطريقة عفوية.وحتى لا تستقبل كلمة أسمد التي تعني الإتمام أو الإنهاء على أنها مقابل كلمة التأهيل يستحسن التراجع عنها واحلالها ب: أزنز والا وقع الخلط في المفاهيم وبالتالي التجني على اللغة وأهلها.

اقتراح للقناة الأمازيغية :

الكل يدرك دور الإعلام المرئي والمسموع وتأثيره الكبير على الصغير والكبير ومساهمته في نشر اللغة لذا أرجو أن تخصص لبرامج تعليم اللغة الأمازيغية حيزا زمنيا كفيلا بنشرها على الوجه المطلوب وأن تنتج الإشهارات أو تترجمها بلغة أمازيغية مضبوطة فقد لاحظت أن بعض قريباتي الصغيرات كن يردد اشهارا مترجما الى الأمازيغية دون سابق معرفة بهذه اللغة. فاذا استعملنا كلمة ارضاضن كمقابل للحفاظات سينتشر استعمالها كما اذا ترجمنا المستضعفين ب: اسلكيكن والأبرياء ب امالسن ولوبرج ب أزبريز والبطاش ب أزضام(الضاض مشددة)… فاننا سنتيح للغتنا فرصة الظهور بمظهر غني وليس بوجه بائس.

محمد أغزاف ‏09‏-08‏-2016 .2966    

 

شاهد أيضاً

«مهند القاطع» عروبة الأمازيغ / الكُرد… قدر أم خيار ؟!

يتسائل مهند القاطع، ثم يجيب على نفسه في مكان أخر ( الهوية لأي شعب ليست …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *