طاحت الصَّمْعة علّْقوا حجي

منتصر إثري

ما يتعرض له اللاعب المغربي السابق، مصطفى حجي، يدفعنا إلى وضع الكثير من علامات الاستفهام حول الجهة التي تقوم بالتحريض وربما التخطيط لهذا الهجوم المنظم والمنتظم، الذي انطلق في نفس الساعة والدقيقة، عبر صفحات و”بروفيلات” استعملت المباح وغير المباح ضد لاعب يعتبر من الأوائل الذين فضلوا منتخب وطنهم على فريق بلد الإقامة، لاعب حمل حقائبه من فرنسا إلى المغرب في أول نداء سنة 1993 دون تردد، وقدم الشيء الكثير لوطنه ومنتخبه.

لاعب تشهد له أخلاقه بالالتزام والاحترام والعمل باحترافية ومهنية ممّا أهّله إلى فرض اسمه داخل “سوق” يعج بجيش من “الأشباح ” و”باك صاحبي” و”أنا ابن محورالرباط الدار البيضاء”، وأنت يا حجي ابن الهامش “رجع فين تبيع الورد في فرنسا”، هذا الكلام قاله مصطفى بالحرف: ” الدراري د الرباط وكازا ومراكش قالو ليا سير تبيع الورد في فرنسا”.

تقاطرت أحكام القيمة على لاعب أعطى الشيء الكثير دون أن يستفيد من “وظائف على الورق والتعويضات الخيالية”، وحاولت الجهات التي تبحث في كل فشل رياضي عن كبش فداء، لإسكات الشارع، أن تغتال حجي رمزيا ومعنويا، وان تعلق عليه كل مصائب المنتخب المغربي، وهو الذي يشغل منصب “مساعد” وظيفته تقديم الرأي والمشورة فقط، والرأي الأخير في يد المدرب وحده.

جهزت الأطراف التي تجندت للتضحية بابن الهامش، تصريحات مضللة ومزيفة،  ولفقتها للاعب التشيلسي الإنجليزي، حكيم زياش، الذي تعرض بدوره لكل أنواع الهجوم والتهجم والتشكيك حتى في وطنيته بعد الخروج من كأس إفريقيا 2019 بمصر، وهو الذي فضل بدوره وطنه الأم على كل الإغراءات في هولاند، كما استجمعت تصريحات متقطعة وغير مكتملة من مدربين سابقين، وعدد من الأخبار الكاذبة والمضللة من أجل إبعاد حجي “مساعد المدرب” من المنتخب.

وجدت هذه الجهات في مغادرة “أسود الأطلس” لكأس إفريقية الجارية بالكاميرون، وقبل حتى أن تصل طائرة المنتخب إلى مطار سلا، فرصة مواتية لتكرار محاولاتهم اليائسة، أملا في الإجهاز على الرأسمال الرمزي “المعقول والنيشان” لحجي والتشكيك في أخلاقه، فجهزوا جيشا ظاهره “الغيرة على المنتخب والمال العمومي والدمقرطة … إلخ ” وباطنه إبعاد لاعب ذو كفاءة عالية، حاز على الكرة الذهبية وأحسن لاعب في إفريقيا وأسطورة من أساطير القارة الذين أدخلوا السعادة والفرحة لبيوت المغاربة.

وفي الوقت الذي نشاهد ونتابع عدد من اللاعبين الدوليين يقودون منتخباتهم وفرقهم في أوربا وإفريقيا، يحاولون في بلدنا إبعاد اللاعبين والمدربين المحليين وحرمانهم من الفرصة في تدريب المنتخب وحتى من طاقمه التقني والفني، وهم الذين يتوفرون على كفاءة وشواهد في التدريب توازي شواهد المدربين الكبار في العالم، ومصطفى حجي واحد من هؤلاء الذين يتوفرون على شهادة تدريب “يوفا – برو” من الصنف الأول والتي تخول له إمكانية التدريب بالبطولات الأوروبية، شأنه شأن مدربي الأندية الأوروبية الكبيرة، مقابل عقدة المدرب الأجنبي الذي لم يقدم شيئا للمنتخب المغربي رغم كل ما يتوفر عليه من لاعبين عالميين وإمكانيات مادية.

ختاما، إذا كان لابد من “التضحية بكبش فداء” بدل من البحث عن أصل المشكل ومعالجته، والعمل على تشخيص الداء بكل جرأة وتجرد لإيجاد الدواء، فالأجدر ان نحمل مسؤولية الفشل للمدرب البوسني باختياراته وأسلوبه وتصرفاته وتعامله، ومن يتحكم في الميزانية “الضخمة” ألا وهي الجامعة ورئيسها، وليس “مساعد المدرب”، وإذا كان لابد من التغيير في هذا الوقت، فيجب أن يطال كل الطاقم التقني والفني، غير ذلك مجرد “تقديم الخدمة” لصالح جهات معينة.

اقرأ أيضا

الأمازيغية والاحصاء العام للسكان بالمغرب.. أربع حقائق

أثناء مباشرة الاحصاء نبه اغلب المتتبعين الى ان المنهجية المتبعة غير مطمئنة النتائج ونبهت الحركة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *