صدر مؤخرا عن دار نينوى للطباعة والنشر في دمشق، رواية جديدة للأديب العراقي المقيم في ألمانيا نعيم عبد مهلهل بعنوان “أمازيغ ليل الأهوار وأوسلو”، يجوب فيها الروائي معظم الفيافي والتخوم مبتدءاً رحلته الشاقة الممتعة، منذ كان مكلفاً بخدمة العلم مقتبل شبابه، الرواية نسجت من خمسة فصول تسلطن فيها الشجن العراقي وهي على التوالي: باب الله وباب الزعفران، جواميس الفيلق الفرنسي، أغنيات شتاء أوسلو، الحياة فى قرية المساعدة، أسير يحميه قبر أبيه.
تبدأ رحلته من مدينة طنجة المغربية حيث يستعرض الراوي في هذا الفصل بعض الأسماء مثل المطرب الريفي داخل حسن وكذلك شكسبير ورامبو وفكتور هيجو وتطرق الراوي إلى الحكايات وقصص الجدات عن الثعالب التي ترتدي المكر والخديعة في حياتنا وحكاياتها مع الدجاج كانت هناك فصائل من قوات المارينز تسمى الثعالب لأنها تتعامل بالغش والاختفاء في المرور مستذكراً عام 2003.
ويتحدث عن مدينة طنجة والتغيرات التي طرأت عليها “قال محدثي: تغيرت الأشياء في هذا الساحل الجميل ففي زمن البارجات والمارينز وأف 18 تحول ابن بطوطة وابن خلدون وابن زيدون وحتى الموشحات الأندلسية التي تغنينا بها ردحاً من الزمن إلى شيء من الماضي السحيق وحلّت محلها الفنادق الفارهة ونوادي الليالي الحمراء وبلاجات البحر والتعري؟ الغريب أننا نلوذ بهم كمهاجرين وهم يستقدمون إلينا سائحين، في فترة ما اشتغلت في مقهى (ننكرسو) التي اعتاد الجلوس فيها القاص محمد شكرى مؤلف رواية -الخبز الحافي- وكان يجلس بجانبه القاص محمد براده هل قرأت لهما شيئاً؟ : أجبته بثقةٍ : يعتبر شكري أول قاص عربي يطرق هذا الباب مستبطناً ما يكتنف هذا العالم الغامض من أسرار حيث اللواط والسرقات والنوم على الأرصفة ناهيك عن الضياع ولا أستغفل توجيهات – جان جنيه – صديقه الفرنسي حتى يكون السرد ناضجاً مميزاً وجريئاً فأستبشر من قولي ؟! فى المشرق العربي يكون فعل التابو قويا مؤثراً ؛ بعكس دول المغرب المنفتح بفضل الفرنكوفونية”.
كل فصول الرواية هي رحلة هدفها الخلاص من كابوس حربٍ ضروس دامت ثمان سنين أكلت الزرع والضرع فحين ودع طنجة المغرب توجه الى اسبانيا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا والدنمارك فالنرويج لينتهي به الأمر أسيراً فى يد داعش حين حارب فى الموصل، وعندما تتصل به زوجة عمه مديحة يعلمها المتحدث “أنه في قبضتنا فى سجن بادوش وسوف تنفذ به العدالة أحكامها ذبحاً بالسكين” وعندما تعرف لكنته المغاربية تترجاه عدم التنفيذ ولكنه يسألها ما علاقتك بهذا العراقي وأنت أمازيغية تجيبه أن زوجي عراقي وهذا ابن أخيه وتتم الصفقة بفدائه بالمال.
كمال الوسطاني