شدّدت عائلة الشهيد عباس المساعدي، على أن مسؤولية الدولة المغربية واضحة في ملف اغتيال المساعدي “لأنها أخلت سبيل الأشخاص الذين نفذوا جريمة الاغتيال بعد اعتقالهم دون معاقبتهم أو الكشف عمن أصدروا الأوامر بالقيام بهذه الجريمة الشنيعة في حق الشعب المغربي، في الوقت التي لا يزال الاستعمارين الإسباني والفرنسي لا يزالان يحتلان أجزاء من التراب المغربي”.
ونددت العائلة في كلمة لها بمناسبة تخليد الذكرى 61 لانطلاق عمليات جيش التحرير والتي خلدها التجمع العالمي الأمازيغي بالتنسيق مع جمعيات من الريف الكبير يوم الأحد 02 أكتوبر 2016، بأجدير، قبيلة كزناية، إقليم تازة (نددت) بالإقصاء المتعمد لاسم عباس المساعدي من إطلاقه على مؤسسات عمومية أو شارع في مدينة مغربية، في حين تستمر الدولة في تخليد أسماء خدامها ومنحهم الامتيازات المتقطعة من ثروات الشعب المغربي.
وأضافت أن اسم عباس المساعدي لا يزال يزعج السلطات المغربية بعد مضايقتها لجمعية تنموية تحمل اسمه والتي لم تحصل على وصلها القانوني إلا بعد مرور سنة على تأسيسها بمنطقة تازارين بالجنوب الشرقي، بعد مطالبتها بتعديل قانونها الأساسي وبالتحديد ما يتعلق بالشق الحقوقي، الذي يطالب بكشف حقيقة اغتياله وحفظ الذاكرة وجبر الضرر في موضوع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي عرفها مغرب ما بعد الاستقلال.
وجددت العائلة تأكيدها على مسؤولية الدولة المغربية في قضية اغتيال الشهيد عباس المساعدي، مطالبة بالكشف الصريح والواضح عن الجهات المتورطة في اغتياله.
كما طالبت بدمج منجزات المقاومة وجيش التحرير في المقررات الدراسية لتعريف الأجيال القادمة بهذه الصفحات من تاريخ المغرب المعاصر، وإطلاق اسمه واسم رفاقه على مؤسسات عمومية بمختلف المناطق المغربية، وكذا بجبر الضرر الجماعي عبر رفع التهميش عن المناطق التي ساهمت في إنجازات المقاومة وعلى رأسها منطقة الريف والمناطق الجنوبية.
هذا، ووصفت العائلة “سكوت الدولة عن حقيقة اغتيال المساعدي والتعتيم ومحاولة طمس معالم جريمة بمثابة اغتيال ثانية للمقاومين الحقيقيين والمناضلين الشرفاء”، مؤكدة على أن ذاكرة العائلة ستظل حية ويقظة وفاءا لشهداء جيش التحرير،
وأضافت عائلة المساعدي “أن اغتياله تمّ من طرف أيادي الغدر والخيانة من داخل الدولة ومن خارجها”.
كما وصفت العائلة نجلها عباس المساعدي، بالشهيد المعروف بشجاعته وإصراره على النضال والصرامة واليقظة، وبعد النظر السياسي الرامي إلى تحرير الأرض والإنسان، مضيفةً أنه كان قائداً ميدانياً وزعيماً تنظيمياً تربطه علاقات مع قوى التحرر في محيطه الدولي ويحظى باحترام كبير مكنه من جلب الدعم المادي واللوجيستيكي لجيش التحرير.
وأبرزت العائلة في كلمتها، أن تصفية عباس المساعدي كانت “الغاية منه تصفية جيش التحرير خدمة للاستعمار، وتمهيداً لصفقات الداخل والخارج، لتحويل كل الوطن إلى غنيمة في يد عائلات وأشخاص بعينهم”. على حد تعبيرها.
وأوضحت العائلة أنه بالرغم من مرور 60 سنة على اغتيال المساعدي، لا تزال الدولة المغربية مصرة على التعثيم على قضيته، مبرزة أن “تقارير الدولة الرسمية لا تتعدى جملاً قصيرة وصيغاً عامة وفضفاضة جداً ولم تصل إلى تحديد الجناة ومعاقبتهم”. حسب تعبيرها دائما.
أجدير: منتصر إثري