ألقى الأركيولوجي وعالم الآثار البولندي آدم لوكاسزيفيتش، محاضرة تاريخية بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، سلط خلالها الضوء على تاريخ منطقة شمال إفريقيا وعلاقاتها مع مصر القديمة خلال العصر الروماني، حيث أبرز أن هذه المرحلة التاريخية كانت حبلى بالأحداث والوقائع الكبرى.
ورصد لوكاسزيفيتش الذي يعد من أبرز الباحثين العالميين في تاريخ مصر القديمة والعصر الروماني، خلال محاضرته الروابط التاريخية بين مصر القديمة وروما والممالك الأمازيغية بشمال إفريقيا، لافتاً أن هذه الروابط عرفت حالات مدّ وجزر وصراعات وتجاذبات كثيرة، كما عاشت مراحل من التفاهم والتعاون.
وركّز عالم الآثار البولندي في هذا اللقاء الذي نظمته سفارة بولندا بالمغرب بشراكة مع معهد علوم الآثار، على شعوب العالم الروماني والتحولات التي عاشتها سواء على المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي بأرجاء حوض البحر الابيض المتوسط، والتي تراوحت بين فترات السيطرة ومحاولات الاستقلال، بالإضافة إلى العلاقات المتبادلة بين هذين الكيانين خلال العقود الأخيرة قبل الميلاد.
ولفت الأستاذ الجامعي بجامعة وارسو إلى مساهمة دول شمال إفريقيا، في التأثير على الأحداث السياسية بروما، وارتدادات الأزمات في العاصمة روما على ممالك نظيرتها بشمال إفريقيا، خصوصاً خلال مرحلة حكم الملك الأمازيغي يوبا الأول، الذي عارض الرومان وقاومهم بشراسة قبل مقتله.
وتوقف عالم الآثار البولندي كثيراً عند تجربة خلف يوبا، ابنه يوبا الثاني في الحكم، الذي رعاه القيصر الروماني أوغسطس، قبل أن يتوجه بعرش مملكة موريتانيا، مشيراً أنه يمثل الملك والمثقف الكبير الذي شجع وناصر الفن والفلسفة والعلوم والآداب وكان يجيد عدة لغات، ولفت إلى أن فترة حكمه، كانت “ذهبية” ازدهرت خلالها العلوم والفنون والعمران، إلى جانب استقرار مملكته، في ظل الحماية الرومانية، قبل أن يتوّج حكم يوبا الثاني بزواجه من كليوباترا سيليني.
واستطاع يوبا الثاني، وخلفه (ابنه من كليوباترا سليني) بطليموس، حسب لوكاسزيفيتش، توحيد القبائل الموريتانية في إطار مملكة واسعة، هي موريتانيا القيصرية، وعاصمتها شرشال، وموريتانيا الطنجية، وعاصمتها وليلي، وكانت تتبع لحكمه عشرات المدن الكبيرة الأخرى بشمال إفريقيا، منها طنجيس، وزيليس، وليكسوس، وسبتة، وتمودة، ووليلي، وبناسة، وتموسيط.
يشار أن محاضرة عالم الآثار تأتي في سياق زيارة لوفد من الأركيولوجيين البولنديين إلى المغرب، الذين يرتقب أن يقوموا غداً الجمعة بزيارة إلى وليلي، لاستكشاف فرص البحث الأثري الأركيولوجي بهذه المدينة الأثرية.
هشام بوعلي- موقع 2M
لماذا لا يعترف العرب بتاريخ الأمازيغ ، هل خوفا منهم اوطمسا لتاريخهم أو نكرانا لعظمتهم ؟ إن الأمازيغ وعبر التاريخ ريخ وإلى اليوم وسيبقون كذلك مسالمون محبون للإنسانية لا يحملون حقدا ولاضغينة ولا فكرة الثأر و لا ينافسون أحدا على السلطة .فهم يحبون الأمن والأمان ويدعون الصراعات السلطوية للعرب و بصفة عامة لغير الأمازيغ .