نظمت جمعية ذاكرة الريف بتنسيق ودعم من مجلس جماعة الحسيمة، يوم الجمعة 10 مارس 2023 بمقر الجماعة، نشاطا ثقافيا ولقاء فكريا، للتعريف بالكتاب الذي أصدره الأستاذ عبد الحميد الرايس وتقديمه لساكنة الحسيمة، وكان اللقاء ناجحا على جميع المستويات، فكان الحضور مهما تميز بتواجد أعضاء من المحلس الجماعي وموظفين من بلدية الحسيمة ومستخدميها، وممثلين للعديد من الجمعيات الثقافية وووسائل الإعلام، وباحثين ومهتمين وشخصيات من المدينة…
افتتح اللقاء رئيس جمعية ذاكرة الريف بكلمة شكر وترحيب وتعريف باللقاء وأهميته وبتوجيه التحية لصاحب الكتاب وما بذله من مجهودات مضنية لاستجماع المعطيات وإنجاز اللقاءات والبحث في الأرسيفات المتوفرة، ثم تناولت الكلمة السيدة نجاة بولحجل باسم المجاس الجماعي، ثم السيد عبد المالك بوداهم المدير العام للمصالح ببلدية الحسيمة، الذين عبرا عن امتنانهما بعمل الأستاذ عبد الحميد الرايس وعن رمزية الاحتفاء بصدور الكتاب في مقر الجماعة، وأشادا بمضامين الكتاب وتنوع معطياته…
بعده تناول الكلمة صاحب الكتاب الذي قدم كتابه من خلال مداخلة تجاوزت مدتها ثلاث ساعة، بأسلوب شيق جذاب، حيث استمر الحضور في الاستماع لها رغم طول مدتها. كانت المداخلة مليئة بالمعطيات والإضافات إلى ما ورد في الكتاب، معززة بالصور التي همت الأماكن والمباني وشخصيات مدينة الحسيمة…
الكتاب تحت عنوان، ” الحسيمة من ثغزويث إلى بييا سانخورخو”، يتكون من 1200 صفحة موزعة على ثلاثة أجزاء، حيث خصص الجزء الأول للتعريف بالمساحة التي شيدت فوقها المدينة ولدواعي اختبار المكان، ثم بتغير الأسماء التي أطلقت عليها من مدينة مرفأ كيمادو إلى ملموسي، ثم بييا سانخورخو ثم الحسيمة ثم الرجوع إلى بييا سانخورخو، وتطرق الجزء الأول كذلك إلى تطور العمران بالمدينة والتصاميم التي اعتمدت، وكذلك تطرق إلى ساكنة المدينة وتطورها الديموغرافي حسب السنوات، الجزء الثاني خصصه المؤلف للحديث عن المؤسسات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والرياضية التي كانت بالمدينة، وكذل للحديث عن أدوار تلك المؤسسا وطرق تدبير العمل داخلها، والموارد البشرية التي اشتغلت بها، الحزء الثالث من الكتاب خصصه الأستاذ عبد الحميد للحديث عن بعض الوجوه البارزة التي عرفتها المدينة والتي اشتغلت في مختلف القطاعات، التجارة والصناعة والصيد البحري والتعليم والصحة والصحافة…
خلال الفترة الممتدة من أواخر سنة 1925، إلى غاية استقلال المغرب سنة 1956، كما تضمن الجزء الثالث شهادات استقاها المؤلف من العديد من الشخصيات المحلية الذين عاشوا بالمدينة لفترات طويلة وبعصهم واكب تطزر المدينة منذ الشروع في إقامتها. الكتاب وثيقة جد مهمة تجعلنا نتعرف على جزء مهم من ذاكرة مدينتنا ونتعرف على ساكنتها وأنشطتهم في جميع المستويات، كتاب شيق يجعل القارئ يتشبث به ويواصل قراءته، لما يتضمنه من معطيات وإحصائيات وصور لأماكن وشخصيات محلية.
مرة أخرى نشكر المجلس الجماعي للحسيمة على التعاون والدعم، ونشكر الأستاذ عبد المجيد عزوزي على تعاونه لإنجاح اللقاء والمساهمة في رقمنة مداخلة الأستاذ، كما نشكر الأستاذ عبد الحميد الرايس ونحييه على عمله وإصراره، ونناشد الباحثين الشباب أن يحذو حذوه لتسليط الضوء على تاريخنا والمساهمة في إماطة اللثام الذي ما زال يلف ذاكرتنا، وخصوص إنجاز بحوث حول الحسيمة بعد 1956، وما عرفته من أحداث وأنشطة وفعاليات، والتطرق لتطورها والتحولات التي شهدتها.
عمر لمعلم
رئيس جمعية ذاكرة الريف