عبد السلام بحاج: المجتمع الأمازيغي احتفالي بالدرجة الأولى كما تشهد على ذلك مسارح تشرشال ووليلي

من مواليد سنة 1972، بدوار أيت عمو حودران، تابع دراسته الابتدائية بمجموعة مدارس التحرير، التي كانت قاعدة لجيش التحرير الجزائري، التحق بقرية تيداس لمتابعة الدروس الإعدادية، لينال بعدها شهادة البكالوريا علوم تجريبية سنة 1991 من ثانوية محمد السادس بوالماس. من مؤسسي جمعية تيفسا للثقافة والتنمية بالخميسات، مناضل نقابي في الاتحاد المغربي للشغل، كما هو عضو في الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة.

في هذا الحوار يحدثنا المؤرخ والروائي عبد السلام بحاج عن دور الأدب في تسليط الضوء على القضايا الإنسانية والفلسفية من خلال السرد القصصي، فضلا عن التحديات التي تواجه الكتاب المغاربة في ظل التقدم التكنولوجي، ومؤكدا على أن “البحث في مجال الثقافة الأمازيغية والثقافة المغربية يحتاج إلى المزيد من تظافر جهود الباحثين والمبدعين للنهوض بهذا الميدان”، هذا مع وجوب “الاهتمام بالأعمال الإبداعية التي تهتم بالثقافة الأمازيغية سواء كانت مكتوبة باللغة الأمازيغية أو باللغات الأخرى”.

مرحبا بكم دكتور على صفحات جريدة “العالم الأمازيغي” ضمن حواراتها الشهرية، بداية من هو عبد السلام بحاج؟

في البداية أشكركم على الاستضافة، كما أشكر الجريدة المناضلة الصامدة «العالم الأمازيغي» التي أكن لطاقمها كل الاحترام والتقدير. متمنيا لها المزيد من العطاء في خدمة قضايا الأمازيغية وقضايا الوطن.

عبد السلام بحاج من مواليد سنة 1972 بدوار أيت عمو حودران إقليم الخميسات. حاصل على الدكتوراه في التاريخ القديم والأركيولوجيا، من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بالقنيطرة سنة 2023.

لي عدة مؤلفات منها:

  • كتاب ملتقى الحضارات (كتاب جماعي)، دار نشر رقمنة الكتاب العربي، إشراف ريم السباعي، ستوكهولم، 2021.
  • كتاب: العبادات الأمازيغية في شمال إفريقيا القديم، دار بصمة للنشر، فاس، 2023.
  • كتاب أبحاث في الديانات القديمة بشمال إفريقيا القديم، دار بصمة للنشر، فاس، 2023.
  • كتاب الخطاب التاريخي: من السرد الحدثي إلى الحقيقة العلمية. دار بصمة للطباعة والنشر، فاس 2024.
  • الحمار العالم (رواية) الاتحاد العالمي للمثقفين العرب، استوكهولم 2023. دار بصمة للطباعة والنشر، فاس 2023.
  • عزلة اختيارية (رواية) دار بصمة للطباعة والنشر، فاس، 2024.
  • الذات الفاعلة في التاريخ من التنوير إلى الاختلاف، فاس 2024.

كيف تصفون تجربتكم الأولى في كتابة الرواية؟ وما هي التحديات التي واجهتموها؟

خضت غمار تجربة الكتابة في سن مبكرة، ومارست العمل الصحافي كهاوي في عدة جرائد ومجلات أمازيغية ووطنية وعربية، أذكر منها جريدة «تاويزا» و«أكراو أمازيغ» و«تمازيغت» و«دفاتر سياسية» و«الأسبوعية الجديدة» ومجلة «فكر ونقد» ومجلة «كتابات معاصرة«… وبناء على ما سبق ذكره، أعتبر الكتابة الروائية هي متعة قبل أن تكون معاناة ومخاض عسير يمر منه الكاتب قبل ولادة النص. وهي وسيلة للتعبير عما تختزنه الذات والوجدان ووسيلة لإنتاج الأفكار. ويجب ألا ننسى أن الرواية كانت هي المعبر الأول عن الحداثة في أوروبا، فمن الرواية ولدت السينما والمسلسلات التلفزيونية.. فيمكن القول: إن الرواية أخذت مكان الشعر في التعبير عن المجتمع. أما ما يخص التحديات، فأول تحدي يواجه الكاتب هو عامل الزمن، فيومه يكون مليئا بالأشغال التي تستهلك الوقت والجهد. فيكون التحدي الكبير هو كيفية اقتناص وقت للقراءة أولا والكتابة ثانيا. كما أن تكاليف الطبع والتوزيع تثقل كاهل معظم الكتاب، الذين لا يستفيدون من الدعم الذي تقدمه الوزارة الوصية.

كيف ترون تطور أسلوبكم الأدبي منذ بداية مسيرتكم وحتى الآن؟

إن تطور الأسلوب يكون بالقراءة المتواصلة والمتنوعة، وبالانفتاح على الثقافات المتعددة وعلى الحقول المعرفية المختلفة كالفلسفة والتاريخ والسوسيولوجيا.. وأنا أقرأ باللغة الفرنسية أكثر. وأنفتح على تجارب أمريكا اللاتينية خاصة أعمال «باولو كويلهو» و«غابرييل غارسيا ماركيز» و«بول أوستر» وغيرهم. كما أنني مدين لتجربتي الأكاديمية والعلمية في تطوير تجربتي الروائية. وأيضا لانفتاحي على التجارب الفلسفية المعاصرة التي تشيد بالاختلاف والتعدد الثقافي.

آخر إصداراتكم رواية “عزلة اختيارية”، هلا حدثتمونا قليلا عنها؟ وما الذي ألهمكم لكتابتها؟

بالنسبة لروايتي الأخيرة المعنونة بـ»عزلة اختيارية»، تتناول الحياة الإنسانية لخريج من الجامعة المغربية في نهاية عقد التسعينيات، كانت له طموحات وأحلام.. لكنه أمام انسداد الأفق وضعف الأمل في الحصول على وظيفة تدخل ضمن تخصصه، اضطر إلى الانخراط في سلك التعليم الابتدائي، وعين في أعالي جبال الأطلس المتوسط. لكن هذه التجربة ستغير مسار حياته، وستصنع منه رجل ثقافة وفكر. وذلك من خلال اعتكافه على قراءة أمهات الكتب الفلسفية لنيتشه ودريدا وفوكو. تعرض لعدة صدمات نفسية كبيرة، تجلت في وفاة أمه يطو وزوجته ثورية وكذلك صديقه المقرب المفتش محمد، الذي تعلم منه الكثير.. وبالطبع فالروائي يأكل من ذاكرته، فأنا خبرت كثيرا مهنة التعليم بالعالم القروي، وأعرف جيدا المتاعب والتحديات التي تواجه المدرس في هذه المناطق. وبالتالي أعتبر هذا العمل الروائي بمثابة تكريم لهذه الفئة التي تناضل من أجل نشر المعرفة. واعتراف بعطاءاتها في قطاع التربية والتعليم.

كيف أثرت البيئة الثقافية والاجتماعية المغربية في سرد أحداث “عزلة اختيارية”؟

البيئة المغربية أثرت بشكل كبير في نسج هذا النص الروائي. فكما يقول شكري الذي أعتبره الكاتب الحر المتحرر من السياسة والإيديولوجيا، «كيف يمكن لي أن أكتب عن الورود والفيلات الفاخرة، وأنا أعيش في الحضيض». كل الرموز والطقوس والأفكار التي يحملها هذا النص، مستوحاة من البيئة المغربية باختلافاتها الثقافية واللغوية والبيئية والدينية والطبقية. لكن دون توجيه إيديولوجي مسبق. فأنا أعتبر الإبداع سيد نفسه. ولا يمكننا أن نجعل منه رهينة لخدمة إيديولوجيا معينة. والثقافة المغربية بمكوناتها المتعددة غنية بالرموز والحوامل اللغوية التي تساعد الكاتب على تبليغ الرسائل التي يود توجيهها للقارئ.

في روايتكم “الحمار العالم” هل ترون في شخصية الحمار إسقاطاً على واقع اجتماعي أو ثقافي معين؟ وكيف يتجلى ذلك؟

في رواية «الحمار العالم» حاولت قلب فكرة أو معتقد ذو حمولة دينية، تبناه كل الكتاب الذي وظفوا فكرة «المسخ» أو «التحول» في إبداعاتهم. القدامى والمعاصرين منهم، من أبوليوس إلى كافكا وحسن أوريد. حيث ينطلق هؤلاء من فكرة مفادها أن الوقوع في الخطيئة هو سبب المسخ أو التحول. فالأشخاص أبطال رواياتهم ارتكبوا أفعال محرمة فتم مسخهم من إنسان إلى حمار، كما هو حال حتبوت وأدربال بطلي رواية «سيرة حمار» لحسن أوريد. وحتى في الحكاية الشعبية نجد أن اللقلاق كان رجلا، أخطأ وتوضأ بالحليب فمسخ لقلاقا كعقاب له من السماء.

لكنني حاولت قلب المعادلة، فجعلت الحمار يتحول إلى رجل يدعى أمسناو تلقى تعليما جيدا في معاهد مادور، ثم في مدارس كرطة وقرطاجة فصار عالما وفيلسوفا مشهورا، كانت له صولات وجولات ومغامرات. رحل إلى لبدة الكبرى وهناك تزوج وأنجب أبناء.

حاول العودة إلى الأصول ولكنه لم يقدر. رحل إلى الإسكندرية للاستزادة من العلم وفقد أثناء العودة على السفينة، في مصير مجهول… وهذا هو حال كل من درس وتعلم وأبحر في العلوم والمعارف، لا يتمكن من العودة أبدا إلى أصوله الأولى. مثل القديس أغسطنيوس وأبوليوس المادوري وابن خلدون وغيرهم كثير. أغلبهم يتنكرون لأصولهم الأولى. فحماري العالم هو في الحقيقة ليس حمارا من جنس الحمير، وإنما هو بشر له انتماء مزدوج نصف جيتولي ونصف نوميدي، جاء من بلاد الرحل، الذين يعيشون خارج الخط الدفاعي الليمس الروماني. تمكن من تلقي تعليم جيد فصار عالما وفيلسوفا ينعم بمباهج الحضارة.

وبالتالي تحكي هذه الرواية أحداث واقع ينتمي تاريخيا إلى الفترة القديمة في شمال إفريقيا، كما تدل على ذلك الأماكن والمدن وأسماء شخصيات الرواية. وهي فترة إشعاع ثقافي وتحرر فكري وازدهار حضاري بالمنطقة. فمن الناحية العلمية كانت معاهد مادور وكرطة (قسنطينة) تضاهي نظيراتها في شمال المتوسط، بروما وأثينا. وكانت تعرف مناظرات وسجالات فكرية. وأنجبت مفكرين كبار من طينة أبوليوس في مادور، والقديس أغسطنيوس بسوق أهراس وترتونيالوس في قرطاجة وغيرهم كثير.

هل يمكن أن تحدثونا عن تجاربكم الشخصية في استلهام التراث الأمازيغي في رواياتكم؟

كما يقال الشاعر ابن بيئته، فبحكم انتمائي لمنطقة أمازيغية ومعرفتي باللغة والتراث التاريخي الأمازيغيين، خصوصا خلال الحقبة القديمة. وظفت قاموسا من التراث الأمازيغي (الليبي) في أعمالي، على مستوى أسماء الأشخاص والأماكن والطقوس الاجتماعية والدينية، وكذلك التراث الثقافي والتاريخي. خصوصا في رواية «الحمار العالم» ورواية «عزلة اختيارية»، التي تدور أحداثها في فاس وجبال الأطلس المتوسط، في قرى وجبال بولمان صفرو وتاونات. كما وظفت الفرجة والاحتفال إلى جانب الدراما، فالمجتمع الأمازيغي هو مجتمع احتفالي بالدرجة الأولى. كما تشهد على ذلك مسارح تشرشال ووليلي وقرطاجة وتمكاد ولبدة الكبرى وغيرها.

كيف ترون دور الأدب في تسليط الضوء على القضايا الإنسانية والفلسفية من خلال السرد القصصي؟

يعتبر الأدب من الحوامل الثقافية التي يتم من خلالها تمرير مجموعة المقولات الفلسفية والتاريخية، ففي رواية الحمار العالم وظفت مناهج أفلاطون وسقراط في الحوار والاستقراء واستنباط الحقائق وفي فنون العيش، فالحياة تستمر عن طريق صراع الأضداد. كما وظفت أيضا منهج أبيقور القائم على المتعة واللذة واقتسام الخيرات. «ويوصي بالحياة الهادئة التي تعتمد على الانسحاب من الكثير من صور الحياة».

كما أنني نتشوي المنزع وظفت منهج التشظي في الكتابة الروائية، خصوصا في عزلة اختيارية. وألجأ دائما للمناهج التي تتبنى الجنيالوجيا والتفكيك، لنقد الأفكار من الداخل. فالرواية هي الوجه التحديثي للفكر وللمجتمع، تعد ملتقى لتوظيف الخلاصات والمناهج التي وصلت إليها الفلسفة والعلوم الإنسانية والاجتماعية.

ما هي التحديات التي تواجه الكتاب المغاربة في ظل التقدم التكنولوجي، وكيف يمكنهم التكيف معها؟

أولا دعني أقول لكم أن التقدم التكنولوجي والرقمي، يعد من جانبه الإيجابي نعمة. يسهل على الكاتب الحصول على المادة العلمية، فلم تعد ملزما بالسفر إلى السوربون أو القاهرة لتحصل على كتاب أو مخطوط نادر.. فالمكتبات الرقمية العالمية خصوصا منها الأوروبية، يسرت على الباحث سبل الحصول على المعلومة. بالإضافة إلى المكتبات التي تعرض الكتاب للبيع. فيمكنك اقتناء الكتاب وأنت في بيتك. ولكن الجانب السلبي للرقمنة يتجلى في القرصنة. فلم يعد أحد يقبل على شراء الكتاب الورقي، أمام توفر الكتب المقرصنة بصيغة PDF. والتي يستفيد منها الجميع. إضافة أن الإقبال على القراءة انخفض بشكل مهول، مع انتشار الهواتف الذكية وانخراط الأجيال الجديدة في وسائل التواصل الاجتماعي حيث تشيع التفاهة والرداءة. وبناء على هذا يكون التحدي الأكبر الذي يواجه الكتاب المغاربة، هو الانخراط الفعال فيما تتيحه الرقمنة والذكاء الاصطناعي من إمكانات، واعتماد طريقة النشر الالكتروني. وقد خضت غمار هذه التجربة في كل من رواية «زهرة القنب الهندي»، وكذلك رواية «الحمار العالم» التي تم انتفاؤها ضمن أفضل 30 كتاب في مسابقة أجراها الاتحاد العالمي للمثقفين العرب في استكهولم ونالت الرتبة السابعة.

هذا من جهة ومن جهة أخرى يقف أمام الكاتب تحدي آخر، وهو الانخراط بشكل إيجابي في وسائل التواص الاجتماعي ومحاولة نشر أفكاره وإنتاجاته الأدبية والفكرية. وهذا أمر صعب في ظل ندرة الإقبال على القراءة في صفوف الشباب.

برأيكم هل يمكن اعتبار التكنولوجيا وسيلة للحفاظ على التراث المغربي أم أنها تشكل تهديداً له؟

بالطبع تيسر التكنولوجيا المعاصرة عملية التعريف بالتراث المغربي، سواء كان ماديا أو شفهيا. فصار بإمكانك اليوم بنقرة خفيفة على الويب أن تتعرف على رقصة أحيدوس أو أحواش. وكذلك على المواقع الأثرية كبناصا ووليلي وإكودار بالجنوب المغربي.. ولكن مع ذلك يجب الكثير من الحذر من المعلومات الزائفة والمغلوطة التي تروجها بعض المواقع لتحريف التراث. ومن هنا يجب انتقاء المواقع التي تستقي منها المعلومة، حيث تعتمد المواقع العلمية والمتخصصة.

كيف ترون مستقبل الرواية المغربية في ظل التحولات الاجتماعية والثقافية؟

الرواية هي اللسان المعبر عن تطور المجتمعات، فعندما نقرأ «مدام بوفاري» مثلا، فنحن نتعرف على ثقافة وحالة المجتمع الفرنسي خلال القرن التاسع عشر بأوضاعه الاجتماعية والثقافية والاقتصادية. ففي ظل التحولات الاجتماعية والثقافية التي يعرفها المجتمع المغربي ـ خصوصا فيما يتعلق بالتعدد اللغوي والثقافي ـ سيكون لزاما على الكتاب مواكبة هذه التحولات وإلا سيكونون متخلفين عن الركب. فالرواية كإبداع أدبي وفني، هي مصدر تاريخي أيضا. فرواية «الريح الشتوية» لمبارك ربيع مثلا تصف واقع الكاريان سنترال في البيضاء خلال الفترة الاستعمارية. فلا يعقل أن يتحدث المبدع عن مغرب اليوم بعقلية الستينيات أو السبعينيات، لا يعقل أن يتعلق بأوهام القومية العربية لشكيب أرسلان.

إن مستقبل الرواية المغربية رهين بمواكبة التحديث الذي يعرفه مجتمعنا اليوم.

كيف تؤثر الثقافة المغربية على كتاباتكم؟ وهل ترون أن الأدب يمكن أن يكون وسيلة لتعزيز الهوية الثقافية؟

أن أتكلم بالخصوص عن الرواية، التي أعتبرها الوجه التحديثي للمجتمعات المعاصرة. بالطبع ما أكتبه ينبع من خصوصية ثقافية محلية ووطنية، لكنها ليست خصوصية منغلقة بل بالعكس من ذلك. تنفتح على الثقافة المغاربية والكونية، ولا أدل على ذلك النهل من المناهج الفلسفية والأدبية الحديثة. فعندما نقرأ لجاك دريدا أو لبول ريكور أو رولان بارت، وننهل من أفكارهم ومناهجهم، ونوظف الثقافة الوطنية. فبلا شك نكون أمام إبداع وطني ذو إشعاع كوني. إذ ذاك ستشرق الشمس من المغرب.

كيف يستقبل الجمهور والنقاد كتاباتكم؟ وما هي أبرز ردود الفعل التي تلقيتموها؟

يصعب الحديث عن الجمهور بمفهومه الواسع، في مجال الكتابة والإبداع الأدبي. فهذا ينطبق على ميادين الغناء وكرة القدم، فحتى السينما فقدت الجمهور. فأمام محدودة القراءة، يصعب الحديث عن ردود الأفعال. أنا أعتبر كل قارئ هو كاتب لنص جديد، سيرسمه في خياله ووجدانه.

رواية «عزلة اختيارية» تلقت ترحابا من قبل الأصدقاء من المبدعين والباحثين، وهي لا تزال في السنة الأولى من النشر. وبالتالي يصعب تقييم التجربة بشكل موضوعي.

بعد “عزلة اختيارية”، “زهرة القنب الهندي” و”الحمار العالم”، ما هي خططكم المستقبلية لاستكشاف موضوعات غير تقليدية في أعمالكم الأدبية القادمة؟

بعد «زهرة القنب الهندي» التي استلهمت أحداثها من تربة بلاد الكيف، بلاد غمارة وباب البرد. وهي منطقة عزيزة على قلبي. و«الحمار العالم» و»عزلة اختيارية» نحن بصدد وضع اللمسات الأخيرة للجزء الثاني لرواية «عزلة اختيارية»، لكن بعنوان جديد. وأنا وفي دائما للمنهج التفكيكي ولأسلوب التشظي النتشوي الذي ينأى عن وحدة الموضوع، ويتوق للاختلاف والتشظي والهدم والبناء.

كما أنني مؤرخ بالدرجة الأولى وأنا بصدد استكمال البحث في المعبودات الأمازيغية في شمال إفريقيا القديم. وسيصدر كتاب جديد في القريب حول الموضوع.

كلمة حرة..

إن البحث في مجال الثقافة الأمازيغية والثقافة المغربية يحتاج إلى المزيد من تظافر جهود الباحثين والمبدعين للنهوض بهذا الميدان. كما أنه يجب الاهتمام بالأعمال الإبداعية التي تهتم بالثقافة الأمازيغية سواء كانت مكتوبة باللغة الأمازيغية أو باللغات الأخرى.

كما لا يفوتني مرة أخرى أن أشكركم وجريدة «العالم الأمازيغي» وقراءها الكرام.

حاوره: خيرالدين الجامعي

شاهد أيضاً

الحسن زهور: النقد الأمازيغي ما يزال في طور التأسيس ويأخذ طريقه نحو الإنتاج والكتابة

من الجنوب الشرقي للمملكة، إلى جامعة القاضي عياض بمراكش حيث نال شهادة الإجازة في الأدب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *