قال محمد عزواي، أستاذ التاريخ والجغرافيا، إن المقاومين الأجداد جاهدوا بالسلاح دفاعا عن وطنهم وكرامتهم، وعلى الأحفاد أن يجاهدوا بسلاح 2018 الذي يعتبر سلاح العصر وهو العلم والمعرفة لمواصلة ما بدأه الأجداد.
وأضاف عزاوي خلال تأطيره لندوة فكرية يوم الخميس 1 مارس 2018 تحت عنوان “معركة بوگافر والمواطنة: أية علاقة”، تزامنا مع تخليد الذكرى 85 لمعركة بوكافر من تنظيم “جمعية بوگافر للتنمية الاجتماعية والثقـافية والبيئية” تحت شعار “رهان العلم و المعرفة: وفاء الأحفاد لكفاح الأجداد” أيام 1ـ 2 ـ 3 ـ 4 من الشهر الجاري؛ أن منطقة أسامر “شبه صحراوية بتضاريسها الوعرة، أو العالم الجديد على المستعمر بمفهوم ‘فوكُو’، حيث وجد المستعمر بعد توقيع وثيقة ‘الحماية’ و وصول جنود المستعمر لأسامر نظام حكم خاص بهذه المناطق، وشراسة حرب العصابات ومناوشات من طرف المقاومين ليستطيع فيها الأجداد إيقاف آلة المستعمر بعد قتل وأسر الكثير من جنود المستعمر”.
و وصف محمد عزاوي المناطق التي حاربت المستعمر مدافعة على وطنهم و وطنيتهم، بالمناطق التي لا تزال تعاني التهميش والفقر مع غياب الصحة والتعليم، رغم التضحيات الجسام التي قدمها الأجداد للمنطقة وتقديم أرواحهم، مضيفا أن وطنية الدولة تجاه المواطن لم يلمسها الأحفاد، وعليه يجب أن ندفع الدولة بالطرق السلمية كي تُحبب الوطن للمواطنين.
وأوضح المحدث أنه لا يجب “أن نكون جلادي التاريخ، ومعركة بوگافر يجب أن نسلط عليها الأضواء من كل الجوانب، ونحيط بأسباب صعود المقاومين للجبل كالدفاع عن الكرامة والوطن، والخوف والعرق، وكذا خرافات من قبيل أن من ينظر لجندي المستعمر فهو كافر، ومن حدث جنديا فهو من أهل النار، وصعود المقاومين لقمة بوگافر قرار صائب في نظرهم، وعلينا نحن الأحفاد أن نلتحم كما إلتحم المقاومون، والدرس الذي نستخلصه من المقاومة هو الوحدة ولم شمل القبائل وتوحيد أصواتهم”.
وزاد الأستاذ لمادة التاريخ والجغرافيا “أنا هنا لأحثكم على أن يناضل الجميع كل من مكانه، وحتى لو جزمنا أن الدولة ‘طاغية’، علينا نحن كمواطنين أن ندفع بالدولة كي ترضخ لساكنة المنطقة ونُولِّد لهذه الدولة مواطنة تجاه مواطنيها، وعلى الدولة أن تراعي مصالح المواطن اقتصاديا واجتماعيا، ومن جانب المواطن عليه أن يبني ذاته مناضلا لنزع حقوقه وبناء دولة حق وقانون”.
وخلص المتحدث إلى أن المقاومة بمناطق أسامر، لم يكن لها رأس مدبر، والمقاوم “عسو أبسلام” ليس الكل في الكل، وحصار المقاومين فوق جبل بوگافر دام 22 يوما، وجد المستعمر بالمنطقة صعوبة في التحاور مع المقاومين لغياب مؤطر واحد بهم، كون المقاومين لهم نظام خاص في الحكم كالتشاور الذي يُعرف عند قبائل الأمازيغ “بِأَگْرَاوْ”.
ألنيف: حميد أيت علي “أفرزيز”