أخبار عاجلة

عزيز رويبح: الصمت في لحظات الحسم تواطؤ وجبن سياسي وجيل اليوم يعيد إحياء أسئلة الديمقراطية والكرامة

يرى الأستاذ عزيز رويبح، محامٍ ونقيب هيئة الرباط، أن الحياد أو الصمت في لحظات الحسم، أو محاولة تبرير ما لا يُبرَّر بتحاليل تدّعي الحكمة والموضوعية والخوف على الوطن، إنما هو شكل من أشكال الجبن والتواطؤ على مستقبل البلاد. ويعتبر أن ذلك اغتيال لما تبقى للسياسة من نبض، وهي منذ زمن ليست بالقصير على سرير الاحتضار، بعد أن حُطّم مفهوم الثقافة السياسية، واستُبدلت القيم والوضوح والجرأة والنبل في الممارسة السياسية بالتفاهة والبؤس والعنف في الخطاب والتعاطي مع قضايا الوطن والمواطن.

ويؤكد رويبح أن المواطن اليوم صار متهَماً حتى يثبت ولاءه بالتصفيق أو التبعية لأشخاص ومؤسسات أثبتت التجربة تعطشها اللامحدود للسلطة، في مفهوم جديد لا يمت بصلة لما عرفه المغرب في لحظات مضيئة من تاريخه السياسي، حين كانت السلطة تعني صون كرامة المواطن وحريته وحمايته من التعسف.

ويضيف أن الفرق بين الأمس واليوم ليس كبيراً: نفس المطالب والانتظارات والأعطاب، لكن محاولات صناعة الأمل حلت محلها سياسات وخطابات تبث اليأس والإحباط. وفي نظره تتحمّل الأحزاب السياسية المسؤولية الكبرى عن هذا الوضع، لما أصابها من تهلهل وفساد وتخلٍ عن ميراث نضالي وحقوقي أساسي منذ نهاية التسعينات، بعد أن استهلكت زخم تلك المرحلة في كراسي ومناصب ثم قابلته بنكران الجميل وتبخيس للتاريخ.

ويستحضر رويبح شعاراً حمله شباب حزب انتمى إليه يوماً: “التغيير إرادة جيل”. ويقرّ بأن أصحاب الشعار قد شاخوا، وانكفأ كثير منهم إلى العزلة، وهو واحد منهم. لكنه يؤكد أن المجتمعات لا تركن للجمود، وأن جيل اليوم أعاد إلى الواجهة أسئلة الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية والمجالية، وحق المواطن في الصحة والتعليم والكرامة كما نص عليها الدستور والمواثيق الدولية.

ويرى أن هذا الجيل الجديد، الذي لم يعش سنوات الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، ولم تترك على جسده عصا الأمن ندوباً، كبر حلمه واتسع أفقه واشتد غضبه الجميل. إنه جيل يريد وطناً نظيفاً بلا فساد ولا “حُكرة”، يرفع شعارات واضحة ويبتكر أساليب حضارية وحداثية، ويصوغ خطوطاً حمراء بحب ووعي ومسؤولية، فاتحاً نوافذ أمل واسعة لوطن جديد.

ويخلص رويبح إلى أن ما يحدث اليوم لا يجب أن يكون مصدر خوف، بل مناسبة للتأمل والإصغاء والتفاعل الإيجابي بعيداً عن التهويل أو التبخيس. وهو دعوة إلى التواضع، وإلى تحمّل كل طرف لمسؤوليته الكاملة، من موقعه، وبما يملك من تجربة وحب لهذا الوطن.

اقرأ أيضا

“جيل Z” يحدد سبع أولويات وطنية للإصلاح

أصدر شباب “جيل زد”، المشاركون في الاحتجاجات السلمية التي انطلقت منذ 27 شتنبر الماضي، بيانًا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *