الحسين ابن الحاج علي بن عبد الرحمان الروندي
ينتهي نسبه حسب محمد المختار السوسي الى عبد الله بن داود الذي سبقت الإشارة اليه. وهو كذلك أحد الشيوخ الذين تفرعوا عن الاسرة الوسائية الماسية، وكانت له العيد من الرسائل مع سيدي براهيم التامانارتي، ويعتقد السوسي انه أخذ عنه، وكان الحسيبن بن الحاج هذا “فقيها نوازليا ماهرا، فيما وصفه به من يرى انه وقف على آثار له قال انه كان فقيه جهته في عصره وهو الذي يفض نوازلهم ويقصد من (أقا) والى ما وراءها من الجبال فهلم جرا”. وقد أورد محمد المختار السوسي رسالة له الى سيدي الحسين اوهاشم، يلتمس من خلالها العفو عن أسير، وهي رسالة في الشفاعة، ومما جاء في تلك الرسالة، أصلح الله حال سيدي الشريف الغطريف الأمثل الأعدل. مولانا وسيدنا سيدي الحسين بن هاشم. السلام على سيدنا ورحمة الله وبركاته؛ ما دام الرفق في الأمور نافعا؛ (وبعد) فلا زائد على تعريفكم يا سيدي من هذه الناحية فقد ورد عبيدك، ومروا بنا ومعهم سيدي عبد الله من (ايت يعزى ويهدى) من ءال (زاوية اسا) فقد القى على العار ووجهني الى عطفك لعلك تمن عليه وترفق به وتنظر فيه وجه جده سيدي ابي بكر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقول لك أنه من أهل الشرع فكل ما عليه يقضيه في الحين وانما لا يقدر على لن تكسر مروءته وتهتك حرمته بسجنه.. الى آخر الرسالة، والتي تؤكد ان الحسين بن الحاج على بن عبد الرحمان قد عاصر سيدي الحسين ؤهاشم الايليغي التازروالتي والذي كان مفتتح عهده هو 1258
عبد الله بن الحسين
وهو ابن الحسين بن الحاج على بن عبد الرحمان الروندي المعروف بسيدي وساي، وكان من “أكابر فقهاء جهته وممن يشار إليهم بالاصابع من ديدنهم التعالي الى إدراك الشفوف في كل ميدان والاستطالة على الاقتران، يتخذون اليراع معجنا يحتشون به كل ما يمكن أن يحل باليد. والطلبة ضعاف لا يقدرون على الاعمال البدنية فيتكلون على ما يبض عليهم من شق القلم”. أخذ من المدرسة البونعمانية على يد الأستاذ الكبير مسعود المعدري، وكان سيدي عبد الله بن الحسين بارعا في النوازل، كما عرف سلسا ومِطْوَاعاً، يُطَاوِعُ الآخَرِينَ ويسايرهم على هَوَاهُمْ وَحَسَبَ رَغَبَاتِهِمْ، وكان قريبا من قياد زمانه، وكان يحاور فقهاء ايامه “ومن بينهم سيدي احمد الايغيرى المدعم بالقائد الحاج احمد التامانارتي وبابن بداح الموطد بئال بلعيد وسيدي احمد دكنا التيندوفي المتدين الوفاق مع الحق الذي علا شأنه في كل (أقا) والمرابضين أجمعين”. شارط في الجامع الكبير لإمي ؤكَادير وكان يتولى خطبة الجمعة فيه. وكان ناصري الطريقة على غرار أبيه الذي تقدم ذكره، وكان له علاقات ومحاورات مع فقهاء زمانه وكان يرفع اليهم أسئلة حاصة في حل معضلة من بين المعضلات التي تطرأ عليه ويحير في حلها، ومن بين هؤلا نذكر على وجه الخصوص الأستاذ ابن عبد الله الالغي، وكذلك سيدي محمد بن العربي الادوزي، وسيدي محمد بن المحفوظ السملالي. توفي هذا العالم المنحدر من الاسرة العلمية الماسية الوسائية سنة 1317 وولد سنة 1260.
إبراهيم بن عبد القادر
كانت ولادته في سنه 1260 ه ووفاته سنة 1302ه واخد عن العالم سيدي محمد بن براهيم التامانارتي وانقطع اليه، واخد عنه في المدرسة التانكرتية حتى “قضى حاجته وعتق راحته فتاب بعلم حسن يذكر به” شارط سيدي براهيم في قريته ايمي ؤكَادير ثم ايكَيواز، ولم يعمل طويلا كما يتبين من سنة ولادته ووفاته أعلاه.
على بن محمد
قال فيه المختار السوسي ما يلي:” لازم الأستاذ العربي الادوزي في المدرسة (الادوزية) وقد كان هناك سنوات 1280 ولم يكن اخده تاما، ولذلك كان دون معاصره عبد الله بين الحسين، وقد كانت له صحبة بشيخه ابي حامد العربي الادوزي زيادة على التلمذة حثى انه لما زار أبو حامد (تامانارت) مرة وقد اجتمع اهل ذلك الوادي وقاموا لحقه حق القيام وقف إزاء مشهد سيدي محمد بن براهيم التامانارتي يرفع يديه يدعو لتلميذه هذا بأحر الدعوات والناس كلهم يسهدون وهم له غابطون ودين ابي حامد وجلابته تمنعانه من الرياء والاشادة بما لا يكون نفعا عاما.”
نص محمد المختار السوسي هذا واضح ولا غبار عليه بخصوص على بن محمد الذي ينحدر بدوره من الاسرة الماسية الوسائية، كان متوسط المدارك، ولم يكن بالعالم المتمكن والذليل على ذلك انه لم يمارس في حياته النوازلـ وعرف بالخشوع والانزواء والاهتمام بشؤونه واشغاله الخاصة، واعتنق طريقة شيخه في التصوف.
محمد بن عبد الرحمان
هو محمد بن عبد الرحمان بن محمد بن الحسين من (تانفزاط) وقد أخذ عن سيدي محمد بم ةعلى اليعقوبي، وعن العباس الجشتيمي وشارط في مدرسة (سيدي محمد بن عثمان) في قبيلة (إندوزال) وكذلك في مدرسة “سيدي براهيم” بم عمرو يدرس فيها وشارط كذلك (تيكَمي نتركَ) بقبائل ايدا وزدوت في أدرار ن درن وكانت هذه آخر مشارطاته. “كان صوفيا منقبضا عن الناس ويصاحب أهل الخير ممن يرد عليهم الشيخ الالغي في سياحاته وسمعت انه أخذ عنه ولم أكن في ذلك على تحقيق. وقد عاش للتعليم ولا يزاول القضاء والافتاء”. كانت له خزانة للكتب تعتبرت من الخزانات الحسنة. لم يتزوج قط في حياته مما ساعده على الرقي في مدارج الزهد في الحياة، كانت له هالة ومكانة كبيرة ومحترمة أثناء مشارطاته توفي سنة 1330 ه
احمد بن عبد الرحمان
هو أحمد بن عبد الرحمن ويمكن ان يكون أخو هذا الذي تقدم قبله. ذكره سيدي الحنفي لمحمد المختار السوسي، توفي قبل سنة 1300 ه وذمر له انه كان مشارطا في (تينزرت) قبل حلول العلامة عبد الله التيواضوي ويمكن ان يكون احمد هذا من الذين أخذوا من المرسة (التيمكَديشتية) المشهورة.
الحنفي بن الهاشمي
قال عنه محمد المختار السوسي في الجزء السادس عشر من معسوله:” هو الحنفي بن الهاشمي بن عبد الرحمن بن محمد بن الحسين. والحسين هذا هو الجد لاهل (تانفزاط) المتأخرين”. أخذ القرآن من أساتذة كثيرين منهم الأستاذ محمد بوعايدة الذي كان يشترط في اكَفاي بهوارة، كان نصوحا وحكيما، مما جعل الناس يطلبون منه النصح والإرشاد في أمور الحياة، وقد شاور الحنفي ان “يعلمه اسما يستعمله في تسيير شؤون الحياة فوعده بذلك، فلما جيئ بقصعة من العصيدة وفي وسطها حوض زبدة ناداه فقال له اقرأ حثى يخدمك الناس فيوتي اليك بما تحتاج اليه ناضجا مهيئا واما الاسم بالعزائم فذلك تكليف قد تنجح فيه وربما لا تنجح فكان ذلك اكير نصيحة اخدها عنه تلميذه الذي كان خادمه الحاضر ينتقل معه في تنقلاته بين المسجد اتصل به بعد ان اخد في بلده”. كان الحنفي بن الهاشمي صعب المراس على غرار اغلب من امتهنوا مهن المشارطة، وكان كذلك لين الجانب، يبسط مع من التقاه، وقد أخذ العلوم عن العالم المتقدم الفقيه سيدي محمد بن عبد الرحمن، وشد الرحال الى فاس، وشارط فيها كما شارط في سيدي قاسم عندما تعوزه الحاجة، كما شارط كذلك في الغرب وفي الشراردة، وقفل راجعا الى سوس وشارط في المسجد الذي تعلم فيه وهو مسجد اكَفاي، انخرط في مهنة العدول وكان ذلك قبل الاستعمار، كان مولعا بقراءة الكثب، وخاصة كتب التصوف، والرقائق زيادة على الفقهيات التي يحتاج اليها في خطة العدالة حسب تعبير السوسي محمد المختار.
علي بن الهاشمي
وهو شقيق سيدي الحنفي، واوحد من تلامذته في تعليم القرآن. كانت بداية تلقيه في تازمورت ضواحي مدينة تارودانت واخذ على يد الأستاذ سيدي براهيم، كما اخذ كذلك من عند الأستاذ سيدي داود الرسموكي، وكذلك على يد سيدي مسعود، والتحق بجامع القرويين بفاس وهناك استكمل دراسته حثى تمكن منها، وشارط في قرية بقشوش التي كان فيها شقيقه الذي غادرها، وانتقل الى اكَفاي بطلب من شقيقه وهناك مستقره. تفاصيل كل ذلك موجودة في المعسول الجزء السادس عشر.
أحمد العدوي
قال عنه محمد المختار السوسي في المصدر أعلاه، هذا هو علامة هذه الاسرة اليوم. وهو احمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، ولم يتجاوز في أخذ القرآن كما أورد ذلك السوسيـ اثنين من اهله وهم سيدي الحنفي الذي اتى به من تانفزاط، الى اكَفاي، ناحية هوارة، وهو مازال صبيا صغيرا، والثاني هو على بن محمد بن عبد الرحمان، ابن عم سيدي الحنفي. كان يساعد سيدي الحنفي في أمور المسجد زكان انسانا صالحا وورعا يعرض عن الشهوات ولا يسرف فيها، وحين دنى أجله كان كلما اشتهى شيئا يأتيه في الحين كما قال السوسي، فيتعجب من ذلك. توفي سنة 1364 ه. وكان من تلامذة الفقيه سيدي محمد بن عبد الرحمن المذكور وقد تعلم على يده في قرية تيكَمي ن تركَا، وقال السوسي وعنه اخذ حثى حسن السمت وبعض العلوم زكان ينانى في اموره ويلين للتلاميذ قال المترجم قال كان سيدي الحنفي يكثر على من الضغط فلا اكاد انقاد له بخلاف سيدي على فانه يلاطفني فانقاد له عن طيب خاطر… وبعد استقلال المغرب كان من بين الذين اسسوا المعهد الإسلامي بتارودانت زكان من النخب السوسية التي اخدت على عاتقها هم استمرار مجد سوس العالمة. تتمة سيرة هذا العالم موجودة بتفصيل في كتاب المعسول الجزء السادس عشر.
(يتبع)